لا تقف عند قبري باكياً !

لا تقف عند قبري باكيا !

لست فيه ،

لست نائمة .

أنا ألف الريح التي تعصف .

أنا الماسة التي تتألق فوق الثلج .

أنا ضوء الشمس فوق الغلال الناضجة .

أنا مطر الخريف الناعم .

أنا اندفاعة العصافير الهادئة للتحليق

في الجو حين تصحو أنت في سكون الصباح .

أنا النجوم الرقيقة التي تلمع ليلا .

لا تقف عند قبري باكيا !

لست فيه ؛

فلم أمت .

                                   ***

          ترجمة النص موزوناً        

لا تقف عند ضريحي حَزَناً تبكي رحيلي !

فأنا لست بقبري ، فاعلمنْ ذا يا خليلي !

إنني الريح التي تعول ، فلتسمع عويلي !

إنني فوق ثلوج الحقل ماس في الأصيل

أنا ضوء الشمس فوق القمح ، في أفق الخميل

أنا أمطار الخريف العذب رقت في النزول

أنا في الصبح طيور في الفضا الرحب البليل

حين تصحو يا خليلي بعد ما نومٍ طويل

إنني هذي النجوم الزهر في الليل الأليل

لا تقف عند ضريحي حَزَناً تبكي رحيلي !

فأنا ما مت ، كلا ! فاعلمنْ ذا يا خليلي !

*للشاعرة  الأميركية ماري إليزابيث فراي (1905 _ 2004) .

* في أميركا جدل واسع لم يحسم حتى اللحظة حول حقيقة نسبة هذه القصيدة _ أو السونيتة مثلما يصنفونها ، ويمكن ترجمتها عربيا إلى " الترنيمة " أو " الشدوة " _ إلى الشاعرة ماري ، ويذكرون أنها أول قصيدة لها ، وأنها كتبتها في 1932. وكمالها الفني ، وعمق رؤيتها الفلسفية يثيران الدهشة والإعجاب بما قد يدفع للشك في كونها أول قصائدها ، ومن ثم صحة نسبتها إليها . ( ح . ص ) .

وسوم: العدد 691