نبوءة شاعر

من أدب الشعوب الإسلامية : 

( يتحدث عن محنة اللغة القومية في العهد السوفييتي ، وحرصه على الحد من انتشار تلك اللغة ، وتقليص نفوذها ، وإجبارها على عزلة كاملة عن الحياة العامة توطئة لاندثارها ؟! )

كلُّ لحظةٍ يواجهني عدوّي يقول لي : 

نهجُك سيتلاشى كالدخان 

سوف يفنى ويتفرّق 

لا ، لا ، لا أُصدّق ! 

ياله من لفظ جميل ! 

للطفه ورقتّه !ْ

يتجلّى في الروح الحضور وعلى وقْع أنغامه يرقص اللسان 

ويستنير البصر !   

لفْظٌ بلون الزهور الحمرا ء على حوافّ الجبال ! 

لفظٌ كقبلة  الحبيب تُنعش الروح !

هو أعذب وألذّ من قضْم السكر ! 

هو أقْوم وأعزّ من نصائح الأمّهات ! 

له جمالُ البنفسج وشذا الدلال 

يستمد صفاءه من النبع 

يبعث النسمات تترى كلّٓ حين كأزهار الربيع

ماأعجبٓه ، هو كتغريد البلابل !

وماأروعٓه ، كأنّه الشلّالُ ! بفورانه وموجه !!

 موجٌ ... حين يعلو الموج ُبنغمه ولحنه 

بشهده الصافي العذب يذوب القلب ، ويملأه الحُب !! 

اللفظُ الذي هو عقيدتي ووجودي 

لفظٌ يجعلني آسجد في مواضع السجود ! 

كعشق حبيبي 

كتراب وطني 

كدهشة الطفولة 

كبيت لشاعرنا العظيم : رودكي ! 

أهيم به كذرّات نور البصر 

 أهيم به مثل قبسات السّحٓر ! 

أأحيا !؟ ويذهب من عيني كالدخان ! ؟ 

أيتبدد ويفنى ؟! 

لا ... لاأصدّق !! 

أنا أحمل اسمٓها 

يعلو رأسي لأوج السماء 

بالشوق أطيرُ 

تبدّى لعيني رجالُ العلا ! 

لأني نظمتُ بها مشاعري 

ونظمي القوي بها قد حلا !! 

إنني بما أملك من نصائح الشاعر سعدي ! 

وبما أملك من شعر حافظ 

قد أهديتُ الدنيا عالٓماً هو المحبةُ والعشق !! 

لاتجزع ْ أيها العدو ، لا تتوقعْ إساءةً 

فهذه المحبةُ في قلب ِمٓن منح العالٓم ٓالحُبّ ! 

تبقى على الدوام .......شابّةً فتية 

مابقيتِ الإنسانية !! 

*** مقالات في الفكر الإسلامي والأدب المقارن للدكتور : محمد السعيد جمال الدين (بتصرف طفيف )

وسوم: العدد 728