قصص قصيرة جدا 3

(1 )

نصر الله خوجة ملكاً

كان نصر الله خوجة يتمشى مستغرقا في تفكيره في طريق دانٍ من القصر الملكي ، وفجأة التطم برجل غضب منه غضبا عنيفا ، وراح يسبه ، ويصيح به : أتعرف من أنا ؟! أنا مستشار الملك . فقال خوجة : بديع ! وأنا ملك !

فسأل الرجل : ملك ؟! ملك على أي بلد ؟!

فقال خوجة : على نفسي . أنا ملك على عواطفي ، لهذا لن تراني غاضبا مثلما غضبت أنت قبل لحظة .

فاعتذر الرجل من خوجة ، وانصرف شاعرا بالخزي من نفسه .

( 2 )

كيف يصير الحليب مسكرا ؟!

في أمسية ، استوقف رجل يحمل وعاء حليب نصر الدين خوجة في الشارع قائلا إن عنده مشكلة ، وإنه يستنصح خوجة في شأنها .

فسأله خوجة : ما مشكلتك ؟!

فشرحها قائلا : مشكلتي أنني أصحو صباحا سكران مع أنني لا أحتسي الخمر !

فاستعلمه خوجة وعينه على وعاء الحليب : ما آخر ما تشربه قبل أن تنام ؟

_ الحليب .

فقال خوجة : مثلما قدرت ! هذا علة مشكلتك !

فسأل الرجل مندهشا : وهل يسبب الحليب السكر ؟!

فشرح خوجة : الأمر يجري على هذا النحو : تشرب الحليب وتنام ، وتتقلب في فراشك ، فيصير الحليب مخيضا ، ويصير المخيض زبدة ، وتصير الزبدة جبنة ، وتصير الجبنة دهنا ، ويصير الدهن سكرا ، ويصير السكر كحولا ، وتصحو والكحول في معدتك ، وهذا علة شعورك بالسكر صباحا !

فاستفهم الرجل متحيرا : ماذا أعمل في هذه الحالة ؟!

فقال خوجة : بسيطة . لا تشرب الحليب ! أعطنيه !

وأخذ وعاء الحليب ومضى به والرجل ينظر إليه فاغر الفم دهشة وذهولا .

(3 )

جواب حامض 

قال رجل يوما لنصر ادين خوجة : سمعت أن عندك خلا عمره أربعون سنة .

فقال خوجة : صحيح .

فسأله الرجل : ممكن تعطيني منه ؟!

فأجاب نصر الدين : لو أعطيت كل من طلبني ما صارعمر الخل أربعين سنة . 

(4 )

ثور سريع 

كان سباق الخيل يتهيأ للبدء حيث اصطف المتسابقون خطا واحدا ، وفجأة قدم نصر الدين خوجة في صحبة ثور ، وطلب المشاركة في السباق ، فسأله المنظمون : جننت ؟! أي حظ لثورٍ في سباق الخيل ؟! 

فرد خوجة : تقولون هذا لكونكم لا تعلمون شيئا عن ثوري . حين كان عجلا عرف بقدرته على العدو مثل مهر ، وهو الآن قادر بعد ما كبر على العدو أسرع كثيرا من الماضي .

(5 )

شجار مفيد 

تشاجر نصر الدين خوجة مرة مع زوجته ، ولم يتوقف عن صياحه عليها حتى فقدت قدرتها على التحمل ، ففرت إلى بيت الجيران ، فلحق بها ، فهدؤوا ثائرته ، وقدموا له ولزوجته الشاي والحلوى . وعادا إلى بيتهما ، فتشاجرا ثانية ، ولما بدأ صياحه عليها ، فتحت الباب للفرار ، فنصحها : اذهبي هذه المرة إلى بيت الخباز ! يعد في مخبزه كعكا شهيا .

*عن موقع " قصص قصيرة جدا " الإنجليزي .

وسوم: العدد 743