الشيخ شتاء

الشيخ شتاء ينتظرنا ليباغتنا .

سيطلع لنا حالما نحسب أننا تفادينا شر قبضته ،

وسيبيض دنيانا بنفثة واحدة من شفتيه الناحلتين القاسيتين ،

وما من شيء سينجو من قبضته الشديدة البرودة ،

ولكن ما أروع المنظر الذي سيرسمه !

فبيوت العنكبوت ستكون تخاريمها من رقيق الجليد الذي يشبه سعف النخيل ،

وسيتقصم العشب الذي كساه الثلج تحت الأقدام ،

وسيغدو كل شيء جنة شتوية .

وسيمس الشتاء بأصابعه النحال الطوال

كل نبتة ، وكل غيضة شجيرات ، وكل شجرة كبيرة،

وسيمثل الصقيع " جاك " دوره الساحر على مرأى الجميع ،

وستصير صغار البرك ، والأنهار ، والجداول ، والغدران من جليد ،

ولن يسلم شيء من ذلك الجني المؤذي الذي يلج كل الزوايا .

إنه يرنو بناظريه إلى السماء المثقلة بالسحب ،

وقادر بنظرة واحدة على أن ينزل الثلج ،

ويشيع في الجو بلورات الجليد ،

وما أحسن أن ترى الحديقة تحت الثلج الجديد ،

وترى بطانيته الناعمة المتألقة الفائقة البياض

التي لا تقي أحدا بردا!

فإذا دق الشيخ شتاء بابك لا تدخله !

واحتمِ منه ! وتدثر بالثياب استدفاء من قره

حتى يرتحل !

*جاكلين ناش .

وسوم: العدد 754