رحلة النور

زهير كحالة

الشخصيات :

1 ـ عمارة

2 ـ قيس

3 ـ أبو جهل

4 ـ عتبة

5ـ سويد

6 ـ أمية

7 ـ المطعم

8 ـ ابن سعيد

9 ـ الحارث

10 ـ سالم

الراوية :

[سبحان الذي أسرى(1) بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، لنريه من آياتنا ، إنه هو السميع البصير].

صدق الله العظيم

(يزاح الستار عن منظر صحراوي وقد بدت من بعيد بعض بيوت مكة في مكان يسمى ثَنِية التنعيم) (2)

عمارة : (داخلاً وعلى وجهه أمارات الاستغراق في التفكير) مازالت كلمات محمد ترنّ في أذني يا قيس .

قيس : وأنا كذلك يا عمارة .. فمنذا الذي يرحل مثل رحلته ، من بلد إلى بلد ، ومن سماء إلى سماء ، ويبقى محتفظاً ببشريّته ؟

عمارة : حقاً إن إسراء محمد لأمر عجيب .

قيس : لو أنه كان حلماً لما وجدنا فيه ما يدعو للعجب .

عمارة : نعم يا قيس ، ولكن محمداً يصرّ على أنه أسري به حقاً من مكة إلى بيت المقدس .

قيس : أليس هذا الإصرار منه دليلاً على صدقه يا عمارة ؟ إن الكذّاب كما نعلم يتراجع عن قوله حين لا يجد من يصدقه ..

عمارة : صدقت يا قيس ، ولئن كان الواحد منا ملتحماً بدمه بأهله (3) ، متأثراً بعقله بقومه (4) ، منفعلاً بقلبه بأمّته (5) ، إن ما طلع به علينا محمد منذ أن بدأ دعوته وحتى فوجئنا بإسرائه ، ليجعلنا نعيد النظر في ارتباط الانسان فلا يكون إلا بالله ، وفي ولاء الإنسان فلا يكون إلا للحق ، وفي سعي الإنسان فلا يكون إلا بالخير ، وفي سير الإنسان فلا يكون إلا في النور .

قيس : صدقت يا عمارة .. ومع ذلك فما زالت قريش راكبة متن الشطط (6) ، تتجانف (7) للباطل ، وتتعامى عن النور .

عمارة : بعد قليل تصل القافلة ، وندرك جميعاً من يضرب على هدى .. ومن يتخبط في الظلام ..

قيس : انظر يا عمارة .. ذلك هو أبو جهل وقومه قادمين ..

أبو جهل : (داخلاً ومعه عدداً من الرجال) ها قد وصلنا ثنية التنعيم .. ولا نرى في الأفق جملاً ولا ناقة .. (ساخراً) أين القافلة التي واعدنا إياها محمد ؟

عتبة : ما عهدنا محمداً إلا صادقاً يا أبا الحكم ..

أبو جهل : (صائحاً) أتصدقه إذن يا عتبة ؟ أتصدّق أن رجلاً يذهب من مكة إلى بيت المقدس ثم يعود منها في ليلة واحدة ؟

سويد : ذلك مستحيل . فإن قافلتي قطعت تلك المسافة في شهرين .. شهراً في الذهاب وشهراً في الإياب .

أمية : مادام ذلك أمراً لا يصدّق ، فلم نحمّل أنفسنا مشقة المجيء إلى هذا المكان إذن ؟

أبو جهل : أنا أردّ عليك يا أمية .. إننا لا نصدّق محمداً فيما يقول .. ونردّ عليه النبوة ، وننكر عليه الوحي .. ولكننا لو رددنا عليه حادثة إسرائه ، واكتفينا بذلك ، فإننا لا نأمن أن ينفرد بالناس ، وفيهم من يميل إلى تصديقه والإيمان به ..

المطعم : تريد إذن أن تُظهر للناس ، لا لنفسك ، أنه غير صادق ..

أبو جهل : نعم يا مطعم .. اريد أن لا يصدق أحد أنه نبي يوحى إليه ، مادام يقول أنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وصلّى بالأنبياء ، ثم عاد في نفس الليلة .

سويد : كم عجبت حين وصف لنا قافلة رآها في ذهابه ، وأخرى رآها في إيابه ..

المطعم : لقد كان يصفهما لنا وكأنه يراهما أمام عينيه ...

أمية : نعم يا مطعم . قال عن الأولى إنه رأى أحد جمال القافلة يشرد ، وهم يبحثون عنه ، فدلّهم عليه .

عتبة : وقال عن الثانية إنها متجهة الآن إلى مكة ، يتقدمها جمل أورق (8) يحمل غرارتين (9) ، إحداهما سوداء والأخرى برقاء (10) ، وواعدنا أن نلقاها فجر هذا اليوم ..

أبو جهل : (بصوت هادر) يا قوم .. لقد أنكرنا عليه حين قال لنا أمس ما قال ، وننكر عليه الآن من جديد حين لا نستقبل القافلة ولا نرى الجمال (يضحك) .

سويد : (بغلظة) يميناً لئن مرّ هذا اليوم دون أن تظهر القافلة لَنعلِننّ للناس أن محمداً ..

المطعم : (صائحاً) انظروا يا قوم .. أرى عجاجاً (11) من بعيد ..

أبو جهل: ويحك .. انظر عما ينجلي يا مطعم ..

المطعم : الغبار ينجلي عن قافلة يا أبا الحكم ..

أمية : إنها تقترب .

أبو جهل : من يتقدم القافلة ..

سويد : جمل أسود أغبر (12) ..

المطعم : إنه الجمل الأورق الذي وصفه محمد ..

أمية : ذلك هو يحمل غرارة سوداء وأخرى لونة ..

أبو جهل : (وهو يعضّ على نواجذه) رويدكم يا معشر قريش حتى نتثبت من الأمر ..

ابن سعيد : (داخلاً يقود جملاً) عِموا صباحاً يا قوم ..

(يدخل خلفه رجال القافلة) ..

الجميع : عم صباحاً يا ابن سعيد ..

أبو جهل : أخبرني يا ابن سعيد ، هل هذا الجمل الأورق كان يتقدمكم طيلة الوقت ؟

ابن سعيد : نعم يا أبا الحكم ..

أبو جهل : ألم تستبدلوا هذا الجمل بغيره الليلة ؟

ابن سعيد : كلا يا أبا الحكم ..

عتبة : عجباً .. من يستطيع أن يميز لون الجمل ، ولون الغرارتين ، ليلاً إلا أن يراهما في النور ؟

ابن سعيد : عمّ تتحدّثون يا قوم ؟ .. من الذي تعنون ؟

أبو جهل : لاعليك يا ابن سعيد .. حبرني الآن .. هل حدث معكم شيء غريب وأنتم في الطريق ؟

ابن سعيد : إن كنت تقصد شيئاً لم نعرف له تفسيراً فقد حدث معنا ذلك الشيء يا أبا الحكم .

أبو جهل : أتعني وعاء الماء يا ابن سعيد ؟

ابن سعيد : (بتعجب شديد) يا عجباً ، كيف عرفت بالأمر ولم أحدّثك عنه بعد ؟

أبو جهل : إن محمداً يقول إنه مرّ بكم ، ورأى وعاء فيه ماء ، فأزاح الغطاء ، وشرب الماء ، ثم أعاد الغطاء إلى مكانه ، فهل هذا صحيح يا ابن سعيد ؟

ابن سعيد : (متعجباً) محمد إذن فعل ذلك .. وحق الآلهة يا أبا الحكم ، لم نرَ محمداً ولم نسمعه ، ولم نحسّ به ، حتى ولم نعلم أنه كان معنا ، ولكنا .. ولكنا وضعنا الماء في الوعاء .. وغطّينا عليه .. ثم عدنا إليه فوجدناه فارغاً ، والغطاء ما زال عليه .. كيف فعل محمد ذلك دون ان نحسّ به ؟

أبو جهل : (صارخاً) يا معشر الرجال .. وحق اللات والعزى .. إنكم ما رأيتم ولا سمعتم ولا حدث لكم إلا السحر الذي سحركم به محمد .. هيا يا ابن سعيد .. امضوا إلى وجهتكم .. واحذروا أن تصدّقوا أن رجلاً يسير من مكة إلى القدس ثم يعود إلى مكة في ليلة واحدة ، في اليقظة لا في المنام . هاهاهاهاها .. ما سمعنا بهذا في الأولين .. أفنسمع به في الآخرين ؟

ابن سعيد : (باستسلام) يا له من حديث عجب .. يا له من حديث عجب ..

(يخرج ويتبعه رجاله)

عتبة : أتعتقد حقاً يا أبا الحكم ان محمداً ساحر ؟

أبو جهل : ماذا تسمي إذن ما حدث لهذه القافلة يا عتبة ؟ كيف تفسّر معرفة محمد بساعة وصول هذه القافلة لو لم يكن هذا هو السحر بعينه ؟

عتبة : لكنك تعلم أن سحر محمد لا يتعدّى بلاغة قرآنه ؟ أتذكر ما قاله الوليد بن المغيرة حين سمع القرآن من محمد ؟

أبو جهل : (صائحاً) أتريد أن تقول إن محمداً صادق فيما يقوله عن إسرائه ومعراجه إذن ؟

عتبة : لم أقصد هذا يا أبا الحكم .. وإنما ..

سويد : (مقاطعاً) لم لا ننتظر وصول القافلة الأخرى ونسألها عن بعيرها الذي شرد منها يا قوم ؟

أمية : إنها ما زالت في الشام يا سويد ..

سويد : أفلا ننتظر عودتها إذن ؟

أبو جهل : لا وألف لا .. إن الانتظار يخمد الجذوة ويطفيء النار . قسماً لن أدع هذه المناسبة تمرّ دون أن نهزأ بمحمد ، ونسخر منه ، ونصدّ الناس عن دعوته ، ونخرج أتباعه عن دينه ، ونعيدهم إلى دين آبائهم وأجدادهم .

المطعم : هذا هو الصواب يا أبا الحكم ..

أبو جهل : هيا إذن نعود أدراجنا إلى مكة ونبدأ حملة التشهير (13) بمحمد ودينه ، والسخرية من محمد واتباعه .

الجميع : هيا بنا ، هيا بنا ..

(يخرجون)

عمارة : (يتقدم من مرصده) الآن أيقنت ان نجم الكفر إلى أفول (14) .. وأن نجم الدين إلى ظهور ..

قيس : ماذا تعني يا عمارة ؟

عمارة : من يكن على الحق لا يهمه أن يجادل الباطل ، ويستقبل النور ..

قيس : وهذا موقف رسول الله وصحبه .

عمارة : ومن يكن على الباطل لا يصمد في مجادلة الحق ولا يقوَ على مواجهة النور ..

قيس : وهذا موقف أبي جهل وقومه ..

عمارة : نعم يا قيس ، وما أعظم الفرق بين موقف يرى الحياة من خلال النور في وضوح وهداية ، وبين موقف يرى الحياة من خلال الظلام في ضباب وعماية ..

قيس : إذن فلنترك مكاننا في صفوف الخاسرين ، ولنخرج من ظلمات الشك إلى نور اليقين ..

عمارة : نعم يا قيس .. أشهد ان لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ..

قيس : أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله ..

عمارة : الحمد لله على نعمة الإيمان والتسليم ..

قيس : لو أن قريشاً اهتدت إلى الحق لما تحيرت في تقبل حادث الإسراء والمعراج مادامت آمنت بخبر السماء ..

قيس : إن خطأ قريش يكمن في أنهم يرون محمداً رجلاً مثلهم وينسون أنه بشر يوحى إليه .

عمارة : صدقت يا قيس .. ولهذا استعظموا تكريم الله له بالإسراء والمعراج ..

قيس : ما قدروا (15) الله حق قدره ، وكأنهم أرادوا أن يكون إله محمد عاجزاً كآلهتهم ، ونسوا أن الله على كل شيء قدير ..

عمارة : ترى كيف سيكون موقفهم حين يلتقون بقافلة الشام ويعرفون أن رسول الله أسري به في اليقظة لا في المنام ؟

(يخرجان)

(تسمع أصوات الطبول ويدخل الحارث ورجال

قافلته من جانب ، بينما يدخل أبو جهل

ورجاله من جانب آخر)

أبو جهل : عموا مساء يا رجال ..

الحارث : عم مساءً يا أبا الحكم ..

أبو جهل : خبرّني يا حارث .. هل ضاع لكم في سفركم بعير ؟

الحارث : (متعجباً) يا عجباً .. من أنبأك بهذا يا أبا الحكم ؟

أبو جهل : كل قافلة يحدث لها مثل ذلك .. إنه أمر متوقع ..

الحارث : نعم يا أبا الحكم .. ولكن شأننا يختلف هذه المرة ..

أبو جهل : ماذا تعني يا رجل ؟

الحارث : لقد طرق سمعنا صوت غريب .. فهرب منا أحد جمالنا ، ومضينا نبحث عنه قلم نعثر عليه ، ثم سمعنا صوتاً يدلنا على مكانه ..

أبو جهل : (متعجباً) صوت من يا ترى ؟

الحارث : لست أدري يا أبا الحكم ، لقد شغلنا بالبحث عن بعيرنا ، ولم نهتم بالسؤال عن ذلك الإنسان الكريم الذي مكننا من العثور على ضالتنا (16) .

أبو جهل : ألم تروه إذن يا حارث ؟

الحارث : كلا يا أبا الحكم . ولا نعلم إن كان من أهل السماء أم من أهل الأرض ..

أبو جهل : هل أنت واثق مما تقوله يا حارث ؟ أم أنك كنت تحلم ؟

الحارث : بل أنا واثق كل الثقة يا أبا الحكم ..

المطعم : ها قد تحقق ما قاله محمد ثانية .. فما رأيك يا أبا الحكم ؟

أبو جهل : مازلت أقول أنه السحر والسحر والسحر . مُحال إسراء محمد من مكة إلى بيت المقدس ، ليرى ما يرى ، ويفعل ما يفعل ، ثم يعود إلى فراشه .. إلا أن يكون ذلك حلماً لا حقيقة .. إننا نستخف بعقولنا إن صدقناه . لا وحق هبل لن نصدّق حتى ولو رأينا ذلك بأم أعيننا .. إنه السحر ولا شيء غير السحر .. هيا بنا يا قوم ، نزداد ضراوة (17) على المسلمين بعد أن ارتدّ كثير منهم عن الإسلام ، وعادوا إلى دينهم القديم .

(يخرج ويتبعه قومه إلا رجلاً يتخلّف

وهو يتأمل ويفكر ، يدخل عمارة وقيس)

عمارة : مالك تخلفت عن الركب يا أخي ؟

سالم : من تكون يا أخا العرب ؟

عمارة : فتى من مكة ، يودّع أمسه الموءود (18) ، ويستقبل غده الموعود ..

سالم : أأنت مسلم إذن ؟

عمارة : نعم والحمد لله .. وهذا أحي قيس .. سمعنا كلام الله ، ورأينا من آيات الله ، وآمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ..

سالم : ولكن قريشاً باغية ، وأبا جهل طاغية .. وقد سمعتماه يرغي ويزبد (19) .. ويبرق ويرعد ..

قيس : في حصن الله يأمن الخائفون .. وفي كنفه (20) يسكن المضطربون ..

سالم : بارك الله فيكما .. وهدى الناس على يديكما .. الآن أشعر بالاطمئنان معكما .. ولا أخاف منكما ولا عليكما ..

عمارة : أتعني أنك مسلم يا أخي ؟

سالم : نعم والحمد لله .

قيس : هل أسلمت الساعة يا هداك الله ؟

سالم : بل أسلمت منذ أن مستني بركة الإسراء والمعراج ، حين وجدت نفسي الضّالة عن جادّة الحق ، مثلما وجدت قافلتي بعيرها الشارد عن الطريق .

قيس : كيف اهتديت يا اخي ، بارك الله فيك ؟

سالم : لقد وجدت أن من يرحل من أرض إلى ارض بحاجة إلى دليل ، فكيف بنا نرحل من أرض إلى سماء بغير هاد ؟ عندها آمنت بأن محمداً حق ، وقوله صدق ، وأن رسالته نور ، وأن ربه قادر على أن يُري من يشاء آيات الأرض والسماء ..

عمارة : هنيئاً لك ما قذف الله في قلبك من نور الإيمان ، يا أخي .

سالم : إن الإسراء والعراج سيفتن (21) كثيراً من الناس إلا المؤمن ، فإنه يزداد يقيناً بربه ، وتصديقاً لنبيه ، مادام قد أضاء قلبه الإيمان ، وغمره اليقين ، وأصبح يرى الكون وما فيه بعين البصير ..

عمارة : سبحان الله ، منذ أن رأيناك شعرنا بأن أرواحنا تتصافح ، وقلوبنا تتعانق ، وكأن كل واحد منّا يرى نفسه في طلعة أخيه ، ويضع يده في يده ، ليقف الجميع صفاً كالبنيان المرصوص خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

قيس : صدقت والله يا أخي عمارة ، ولئن كان الإسراء والمعراج سبباً لأن ينفر (22) من ينفر ، ويسخر من يسخر ، إن الإسراء والمعراج كان السبب في أن نؤمن بصدق البشير ، ونزداد إيماناً بأن الله على كل شيء قدير ..

عمارة : وبهذا الإيمان نستطيع أن نتخطّى بثبات ويقين كل العقبات التي يضعها في طريقنا أعداء الدين ، مادام ارتباط كل منا بالله ، وولاؤه للحق ، وسعيه بالخير ، وسيره في النور ..

سالم : بارك الله فيكما من أخوين كريمين ، هيا بنا إذن إلى الرسول الذي حظي الليلة بأعظم آيات التكريم ، لنعطيه العهد ، ونقبس (23) منه النور ، ونأخذ حظنا من بركة ذلك التكريم ..

عمارة وقيس : إلى رسول رب العالمين ..

(يخرجون)

(ستار الختام)

أسرى   الإله   بعبده   في  ليلة
ضربوا  الأكف تحيراً من iiحادث
لم  يعلموا  أن  الذي  أسرى  iiبه
هو  فالق الحب الذي قد iiأثمرت
مجري  السحاب  محملاً iiبحياتنا
وهو  الذي  وهب الحياة وحاطها
وهو  الذي وهب العقول iiذكاءها
حتى  غزا  العقل الأريب iiكواكباً
هذا  الذي  صنع العجيب iiبعقله
أفيعجز   المولى   عن  iiالإسراء










فيها العروج ، وكان فرض صلاة
قاسوه   بالمحسوس   iiوالخطوات
هو   خالق   الأكوان  iiوالحيوات
حباته      متباين      iiالثمرات
يحيي  موات  الأرض iiبالقطرات
بالحفظ  في  الأرحام  iiوالظلمات
ملأت   فراغ  الكون  iiمخترعات
وأتى   بأعجب  خارق  iiالعادات
بشر   براه   الله   من   نطفات
والمعراج    والإعجاز   بالقدرات

الشاعر

عبد الغني أحمد ناجي

شرح المفردات

1 ـ أسرى : من السّرى وهو السير ليلاً .

2 ـ ثنية التنعيم : الثنية الطريق في الجبل والتنعيم مكان بقرب مكة .

3 ـ ملتحماً بدمه وأهله : إشارة إلى ارتباط الانسان بوطنه عن طريق دمه الذي غذاه وطنه بهوائه ومائه وسائر خيراته ـ أي الرابطة الوطنية .

4 ـ متأثراً بعقله بقومه : إشارة إلى ارتباط الانسان بقومه ، عن طريق عقله المشحون بأفكار قومه وأعرافهم وتقاليهم وعاداتهم وآلامهم وآمالهم ـ أي الرابطة القومية .

5 ـ منفعلاً بقلبه أمته : إشارة إلى ارتباط الانسان بأمته ، عن طريق قلبه الذي استقرت فيه معتقدات أمته المنبثقة عن نظرتها إلى الحياة وما قبلها وما بعدها ، وما يتبع ذلك من وحدة اللغة ، ووحدة التاريخ ، ووحدة الغاية ، ووحدة المصير ـ أي الرابطة الدينية .

6 ـ راكبة متن الشطط : الشطط التباعد عن الحق ، والمتن الظهر ، ومعنى ركب متن الشطط أي استمر في بعده عن الحق كمن يركب ظهر دابة ويبتعد بها .

7 ـ تتجانف : تميل .

8 ـ أورق : رمادي ، والجمل الأورق ما كان لونه من بياض إلى سواد .

9 ـ غرارة : وعاء من الخيش يوضع فيه القمح ونحوه .

10 ـ برقاء : لها لونان أبيض وأسود .

11 ـ عجاج : غبار .

12 ـ أغبر : عليه غبار .

13 ـ التشهير به : إذاعة أشياء سيئة عنه .

14 ـ أفول : غياب ، وأفل النجم أي غاب واختفى ..

15 ـ قدروا : عظّموا .

16 ـ الضالّة : أي البعير الضائع .

17 ـ ضراوة : شدة .

18 ـ الموءود : المدفون .

19 ـ يرغي ويزبد : يتهدد ويتوعد .

20 ـ الكنف : الظل ، وكنف الله أي رحمته وستره .

21 ـ يفتنهم : يرميهم في شدة ليختبرهم .

22 ـ ينفر : يترك .

23 ـ نقبس : نأخذ .