في حوار لم يحدث مع أوباما

بلا حسد! استحق جائزة نوبل!

بسام الهلسه

[email protected]

* مع أنني لم ألتق شخصياً بالسيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ولم أتحدث أو أتواصل معه –بالهاتف أو بالبريد الالكتروني- إلا أن هذه المقابلة جرت! وأرجو أن لا يسألني أحد كيف، لأنني سأحيله إلى تقنية "توارد الخواطر"! (TELEPHATY) وهي مفيدة من حيث أنها تسمح لمن شاء أن يقول ما يشاء، وتسمح له أن ينفيه في الوقت نفسه!

وعليه فإن بإمكان السيد أوباما –وبإمكاني طبعاً- أن ننفي حدوث هذه المقابلة، إذا ما اعترض عليها أحد أو حتى شكك فيها!

  جرت المقابلة في البيت الأبيض في المكتب الملاصق لغرفة نوم أوباما في وقت متأخر من الليل. وقد طلب إليّ أن نتحدث بصوت خافت كي لا نوقظ زوجته السيدة ميشيل أو نلفت انتباه الحرس الذين قال لي همساً أنهم لا يحبون أحداً، وأنهم قد يعتقلونني ويرسلونني إلى "غوانتانامو" دون أن يستطيع فعل شيء حتى الشكوى!

  عند هذه النقطة سألته عما حدث بشأن وعده بإغلاق هذا المعتقل خلال حملته الانتخابية؟ فقال أنه قد تبين له أن هناك العشرات من المعتقلات أمثال "غوانتانامو" التي تديرها أميركا في العالم، وعليه فإن "غوانتانامو" لا يشكِّل استثناءاً بل هو القاعدة المتبعة لدى الأجهزة الأمنية الأميركية للتعامل مع الأعداء وهزيمتهم...

  وهنا دار الحوار كالتالي: 

·على ذكر "القاعدة" و"الأعداء" و"هزيمتهم" كيف ينظر السيد الرئيس إلى الحرب في أفغانستان والعراق؟

-لا أخفيك أن وضعنا في أفغانستان صعب جداً. والمشكلة الحقيقية هي مع "طالبان" التي أعادت تنظيم قواها ونجحت في استقطاب قطاعات مهمة من الأهالي –خصوصاً البشتون- ضدنا. ولديَّ تقارير من القادة هناك تقول أننا لا نكاد نتحكّم بشيء خارج منطقة العاصمة كابُل. وأنه لولا سلاح الجو لكنا سنرحل. أما في العراق فنحن باختصار كما تقولون "مثل الحصيني الذي ابتلع منجلاً" لا هو قادر على هضمه ولا هو قادر على إخراجه!

·لكنكم ستواصلون البقاء والحرب؟

-بالتأكيد! سنغيّر تكتيكاتنا لكننا سنستمر. إذا ما "شمعنا الخيط" وفلّينا فمن سيأخذ أميركا على محمل الجد؟

-وفي ظني –وأرجو أن يكون هذا الكلام بيننا فقط- ان الخروج في مصلحة الشعب الأميركي لتوفير الخسائر الهائلة، لكن شركات السلاح والنفط لا تسمح بذلك حتى لا تفقد مواردها وأسواقها.

·وما موقفك من هذا؟ ألا يتوجب عليك أن تراعي مصلحة الشعب؟

-لا أستطيع حتى لو أردت. القوى المهيمنة: الشركات الاحتكارية، وجماعات الضغط، والمؤسسات العسكرية والأمنية لا تسمح بذلك خصوصاً وأننا نمر بأزمة اقتصادية.

·ولكن الأزمة الاقتصادية تستدعي ضبط النفقات على الأقل؟

-هذا صحيح إذا كنت تقصد نفقات الشعب! بالمناسبة نسيت أن أسألك ماذا تشرب؟

·قهوة من فضلك.. وبدون سكر لتوفير النفقات!

-قهوة؟ أي نوع من القهوة تريد؟

·عربية لو سمحت.

-لا! لا يوجد أي شيء عربي هنا.

* لماذا؟

-العرب بالنسبة لنا –وأنا أتحدث معك بصراحة وأرجو أن لا يزعجك هذا الكلام- هم مجرد موضوع وليسوا ذاتاً. نحن نراهم فقط كمجاورين لإسرائيل والنفط. ونتعامل معهم كخطأ جغرافي ينبغي تصحيحه!

·هذا كلام كبير وخطير!

-قلت لك أنني أتحدث بصراحة وخارج التسجيل (OFF RECORD). الحقيقة أنه باستثناء فئة عربية مارقة مزعجة –لنا ولإسرائيل-، فإن الأوضاع هناك طيبة عموماً، وتردنا باستمرار اتصالات من أصدقائنا يعرضون خدماتهم ونحن نتعامل معهم حسب الحاجة!

·وما هي حاجتكم الآن؟

-حاجتنا الآن تكمن في تهدئة المنطقة، لنتمكن من معالجة الموضوع الإيراني ومواصلة الحرب –على رواق- في أفغانستان وتوطيد أوضاعنا القلقة في العراق.

·وكيف ستنجزون التهدئة؟ هل ستقدمون حلاً للقضية الفلسطينية كما وعدت في خطاباتك؟

-الحل واضح وبسيط وهو في أيدي العرب. عليهم التطبيع علناً وبشكل كامل مع إسرائيل ونسيان قصة فلسطين والاهتمام بما هو جوهري.

·وما هو الجوهري سيد أوباما؟

-الجوهري هو أن يحتفظ القادة العرب بسلطاتهم وأن يركزوا على ما هم منهمكون فيه فعلاً: الاستمتاع بثروات بلادهم, وتكوين أُسر وعائلات حاكمة من أقربائهم وأصهارهم, وزيادة الحرص على إبقاء شعوبهم تحت السيطرة. هذه هي قضيتهم المركزية ونحن نقف إلى جانبهم فيها إلى أبعد الحدود. أما فلسطين، والديمقراطية، والعدالة وغيرها فهي صداع –لنا ولهم- ينبغي التخلص منه لنستريح جميعاً. هل بقيت لديك أسئلة؟ لأن علينا أن ننهي المقابلة، فقد تستيقظ ميشيل ولا تجدني إلى جوارها، وعندها لا تعرف ماذا قد يحصل لي. و"أنا مش ناقص مشاكل" كما تعرف!

·بقي عندي سؤال طلب إليَّ الكثيرون في قارات العالم توجيهه لك.

-ما هو؟

·يتساءل الناس بدهشة عن سبب منحك جائزة نوبل للسلام لهذا العام. مع أن الجائزة تمنح عادة لمن حقق إنجازات فعلية، وليس مجرد الإدلاء بأحاديث وخطب.. فما هو الإنجاز الذي قدمته لتستحق الجائزة؟

-الإنجاز الذي حققته كبير ومتميز، لكن الحاسدين والجاهلين لا يريدون رؤيته.

·هل لك أن تطلعنا عليه سيادة الرئيس؟

-ما دمت مصراً سأفعل! حتى وقت وصولي إلى البيت الأبيض كان الناس يعرفون أن "بلاك آند وايت" (BLACK & WHITE) هو نوع من أنواع الويسكي، فقمت بتعديل هذه المعلومة مضيفاً إليها ما هو جديد وعبقري ومغاير لما هو مألوف بحيث صارت تعني:

أوبـامـا فـي البيـت الأبيـض !