الله.. يراني

محسن عبد المعطي عبد ربه

(مَسْرَحِيَّةٌ لِلْأَطْفَالْ)

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

 {{اَلْمَشْهَدُ الْأَوَّلْ}}

{{ شيخ كبير وثري يعطي بعض الأطفال طيرًا ويطلب من كل منهم أن يذبح هذا الطير في مكان لا يراه فيه أحد ومن يستطع ذلك يأخذ جائزة، فيعطي أحمد حمامة}}

الشيخ: خذ يا أحمد هذه الحمامة واذبحها في مكان لا يراك فيه أحد.

أحمد: وإن استطعت ذلك؟!!!

الشيخ: أعطيك كيسًا من الذهب الخالص.

أحمد: أكيد يا فضيلة الشيخ؟!!!

الشيخ: بإذن ربنا وخالقنا وكافينا ورازقنا.

أحمد: اتفقنا، سأذهب وأنفذ كل ما تقول أيها الشيخ الجليل.

 {{اَلْمَشْهَدُ الثَّانِي}}

{{الشيخ يعطي عصام يمامة}}

الشيخ: خذ يا عصام هذه اليمامة واذبحها في مكان ما، بحيث لا يراك فيه أحد.

عصام: حاضر يا والدي.

 {{اَلْمَشْهَدُ الثَّالِثْ}}

 {{الشيخ يعطي جاسر فرخة}}

الشيخ: وأنت يا ، خذ هذه الفرخة، واذبحها دون أن يراك أحد.

جاسر: كلامك مطاع يا جدي.

 {{اَلْمَشْهَدُ الرَّابِعْ}}

 {{الشيخ يعطي مطيع بطة}}

الشيخ: ولدي مطيع، خذ تلك البطة الجميلة الفتية واذبحها وحاول قدر إمكانك ألا يراك أحد.

مطيع: إن شاء الله.

 {{اَلْمَشْهَدُ الْخَامِسْ}}

{{الشيخ يعطي حبيب وزة}}

الشيخ: هل تستطيع يا حبيب أن تأخذ هذه الوزة وتذبحها في مكان لا يلمحك فيه أحد؟

حبيب: أجل يا مولانا.

الشيخ: وهل تعرف المكافأة في حالة ما إذا نجحت؟

حبيب: لا يا سيدي.

الشيخ: ذهب وماس ورحلة إلى مدينة فاس

حبيب: المكافأة ستكون من نصيبي

 {{اَلْمَشْهَدُ الْسَّادِسْ}}

{{الشيخ يعطي كامل عصفورة}}

الشيخ: كامل، يا أعز الأبناء ويا أحسنهم خلقًا ويا ألطفهم في المعاملة

كامل: لبيك يا والدي

الشيخ: خذ يا فلذة كبدي هذه العصفورة وحاول أن تذبحها في مكان لا يطلع عليك فيه أحد

كامل: ( وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب) هود (18)

 {{اَلْمَشْهَدُ السَّابِعْ}}

{{أحمد يذهب إلى مكان خال في الحقل ويذبح الحمامة ويضعها في كيس ويتخيل شبحًا أمامه}}

أحمد{للحمامة}: سأذبحك أيتها الحمامة و آخذ الجائزة

شبح: قل إن شاء الله يا غبي

أحمد (في نفسه): لقد ارتكبت خطأ جسيمًا بعدم تقديم مشيئة الله

الشبح: (واذكر ربك إذا نسيت) الكهف (24)

 {{اَلْمَشْهَدُ الثَّامِنْ}}

{{عصام يذهب إلى الصحراء ويذبح اليمامة ويتخيل شبحًا يكلمه}}

عصام (في نفسه): ذبحنا اليمامة، رجعنا بالسلامة، أخذنا الجائزة يا بختي، يا بختي بتلك الجائزة

الشبح: يا لك من متوهم! أنت لم تأخذ أي جائزة بعد يا عصام

 {{اَلْمَشْهَدُ التَّاسِعْ}}

{{جاسر يأخذ الفرخة إلى البدروم ويذبحها ويتخيل شبحًا يخاطبه}}

جاسر (في نفسه): يا أحلى فرخة في زماني! أعطيني الجائزة، الله الله على الجائزة!!

الشبح: يا لك من ولد بعيد الخيال! شطحاتك تؤدي إلى داهية

 {{اَلْمَشْهَدُ الْعَاشِرْ}}

{{مطيع يأخذ البطة إلى حجرة التبن، وبذبحها ويتخيل شبحًا يخاطبه}}

مطيع (في نفسه): أنا مطيع، آخذ الجائزة سريع، الفائز أنا، الظافر أنا، الناجح أنا، لا فائز إلا أنا

الشبح: بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله" صدق الله العظيم، الكهف (23، 24)

 {{اَلْمَشْهَدُ الْحَادِي عَشَرْ}}

{{حبيب يأخذ الوزة إلى السطح الخالي ويذبحها ويتراءى له شبح}}

حبيب: غنينا، هللنا – كبرنا، نادينا، يا جائزة، يا فائزة، يا منجزة، أنت لنا بدون أدنى شك

الشبح: قاطع، قاطع على نفسك، لن ترى طيفها يا حبيب

 {{اَلْمَشْهَدُ الثَّانِي عَشَرْ}}

{{كامل يأخذ العصفورة ويفكر بعقله المتزن ويحدث حوار بينه وبين الشبح فيرى أنه لا يستطيع أن يذبح العصفورة دون أن يراه أحد لأن الله معه في كل مكان}}

كامل: أنا أستطيع أن أذبح العصفورة

الشبح: دون أن يراك أحد؟

كامل: هذا هو المستحيل بعينه

الشبح: لماذا يا بني؟!!!

كامل: لأن الله يراني

الشبح: إن لك حظًا من اسمك كمَّـل الله عقـلك

كامل: ماذا تعني؟

الشبح: نبشرك بالخير يا كامل

اَلْمَشْهَدُ الثَّانِي عَشَرْ:

أحمد يرجع للشيخ بعد أن ذبح الحمامة

الشيخ: مرحبًا يا أحمد

أحمد:بارك الله فيك يا شيخ

الشيخ: ماذا فعلت يا أحمد؟!!!

أحمد:ذبحت الحمامة وها هي

الشيخ: ألم يرك أحد وأنت تذبحها؟!!!

أحمد: لقد ذبحتها في الحقل بعيدًا عن كل خلق الله

الشيخ: اجلس وانتظر يا أحمد

 {{اَلْمَشْهَدُ الثَّالِثْ عَشَرْ}}

{{عصام يرجع للشيخ باليمامة بعد ذبحها}}

الشيخ: ما أخبارك يا عصام؟!!!

عصام (فرحًا):أنتظر الجائزة

الشيخ: هل رآك أحد وأنت تذبح اليمامة؟!!!

عصام: لقد ذبحتها في الصحراء

الشيخ: مهلاً يا عصام، استرح

 {{اَلْمَشْهَدُ الرَّابِعْ عَشَرْ}}

{{جاسر يرجع للشيخ بالفرخة بعد ذبحها}}

الشيخ: ما الأنباء يا جاسر؟!!!

جاسر (متفائلاً):مثل الفل والورد والياسمين وكل الأزهار الجميلة

الشيخ: ألم يرك أحد أثناء ذبح الفرخة ؟!!!

جاسر (مؤكدًا): لا، لقد ذبحتها في البدروم

 {{اَلْمَشْهَدُ الْخَامِسْ عَشَرْ}}

{{مطيع يرجع بعد أن ذبح البطة ويقابل الشيخ}}

مطيع (في فرح): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها الشيخ العظيم

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ولدي

 ما أخبارك؟!!!

مطيع: ذبحت البطة والحمد لله

الشيخ:ألم يرك أحد؟!!!

مطيع: لقد ذبحتها في حجرة أعلاف المواشي، بعيداً عن العيون

اَلْمَشْهَدُ الْسَّادِسْ عَشَرْ:

حبيب يرجع بعد أن ذبح الوزة

الشيخ:ها يا حبيب، ما أنباؤك يا بني؟!!!

حبيب:أنباء جميلة جداً، الجائزة من حقي

الشيخ: قل إن شاء الله

حبيب: لقد ذبحت الوزة على السطح الخالي، من أي عين تراني

 {{اَلْمَشْهَدُ الْسَّابِعْ عَشَرْ}}

{{كامل يرجع بالعصفورة حية، ويحاوره الشيخ}}

كامل:السلام عليكم

الشيخ: وعليكم السلام، يا ولدي، ورحمة الله وبركاته، كيف الحال؟!!!

كامل:مستحيل أيها الشيخ الجليل أن أذبح العصفورة دون أن يراني أحد

الشيخ: لماذا يا كامل؟!!! ألا تستطيع التخفي؟!!!

كامل:أعجز عن ذلك كل العجز

الشيخ: وضح لي يا كامل يا ابني

كامل:الله مطلع علي، الله ناظري، الله يراني

 {{اَلْمَشْهَدُ الْثَّامِنْ عَشَرْ}}

{{الشيخ يعلن أمام الجميع فوز كامل بمراقبته لله وتقواه}}

الشيخ: أُعلن أمام جميع المـتسابقين أن كامل هو الفائز الوحيد بالجائزة

حبيب:لماذا؟

الشيخ: لأنه يراقب الله في كل أقواله وأفعاله ويوقن أنه معه

مطيع: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " أعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"

عصام:أخبرنا الله عز وجل في كتابه العزيز أنه معنا حيث كنا

 {{اَلْمَشْهَدُ الْتَّاسِعْ عَشَرْ}}

{{جاسر يقبل كامل ويهنئه على الجائزة}}

جاسر:ألف مبروك يا أخي كامل

كامل:بارك الله فيك يا جاسر

 ولكن كيف تهنئني وقد كنتَ من المتنافسين معي على الجائزة ؟!!!

جاسر:علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

 {{اَلْمَشْهَدُ الْعِشْرُونْ}}

{{الأطفال يهنئون كامل في وجود الشيخ}}

الأطفال:ألف مبروك يا كامل

كامل:جائزتي الحقيقية هي شعوركم الجميل بحب أخيكم المسلم

الشيخ: التقي هو الفائز وهو السعيد لأنه يراقب الله، ويعلم أنه يراه، فهنيئًا له بتقواه