الجولة الثانية

الجولة الثانية *

بقلم الأديب الكبير: علي أحمد باكثير

المنظر – مكتب بنجوريون رئيس وزراء إسرائيل.

يرفع الستار عن بنجوريون جالساً، وعنده أربعة من السفراء المزدوجين وهم أكوهان وكوهين وكوهينسون وكوهينوف.

كوهينوف: ترى ماذا عند المستر شنويل هذا من حل؟

كوهين: إني أحتج على استخفافك هذا بالمستر شنويل.

كوهينوف: يا هذا انس لحظة واحدة أَنك إنجليزي.

كوهين: وأنت لماذا لا تنسى لحظة واحدة أنك روسي؟

كوهينوف: إنما تساءلت الساعة باعتباري يهودياً فقط.

كوهين: كلا بل صيغة تساؤلك تنضح بالعصبية الروسية.

ينجوريون: رويدكما.. لا مكان لهذا الشجار في أمر تافه كهذا.

كوهينوف: أريد أن أعرف ماذا في جعبة المستر شنويل من رأي أو حل لمشكلتنا اليوم فهل أنا في سؤالي هذا ملوم؟

بنجوريون: انتظر قليلاً فستعرف مني كل شيء.

كوهنيوف: حسناً.. سأنتظر.

يدخل جاكوب ليفي متسللاً.

ينجوريون: جاكوب ليفي! ماذا جاء بك الساعة؟

جاكوب: ألم يحضر المستر شنويل بعد؟

بنجوريون: لم يحضر بعد. ماذا تريد منه؟

جاكوب: أريد أن أرى جانيب خطيبتي.

بنجوريون: ماذا تريد منها؟ إنها المكلفة بمرافقته طول إقامته بيننا.

جاكوب: أجل ولكنا كنا قد اتفقنا على أن نتعاقب في خدمته أنا وجانيت فأنا أرفقه من طلوع الشمس إلى غروبها وهي ترافقه من غروب الشمس إلى طلوعها. عقدنا هذا الاتفاق بيننا في دار رئيس الجمهورية.

بنجوريون: هذا اتفاق جميل.

توزيع حسن للأعمال. إننا لن ننجح في دولتنا هذه إلا إذا أحسنا توزيع العمل.

جاكوب: ولكنه يا سيدي نقض هذا الاتفاق ولم يعمل به.

بنجوريون: كيف؟

جاكوب: لم يترك جانيت منذ الليلة الأولى وأصر على أن تبقى معه ليلاً ونهاراً.

بنجوريون: وهل في ذلك من بأس عليك؟

جاكوب: طبعاً يا سيدي.. لقد حرمني بذلك شرف مرافقته.

بنجوريون: هون عليك. إن الشرف الذي تناله جانيت ليرجع في النهاية إليك

جاكوب: لكني صرت لا أراها قط.

بنجوريون: لا تراها قط؟

جاكوب: نعم.. صار هو يغار عليها مني ويحجزها عني.

بنجوريون: اصبر يا بني قليلاً فسيرجع إلى بلده بعد أيام ويتركها لك. يجب يا جاكوب أن تضحي قليلاُ في سبيل الدولة.

جاكوب: ولكني أشتهي أن أرى جانيت اليوم فهل لي يا سيدي أن أنتظر هنا حتى تحضر هي معه؟

بنجوريون: ألم تقل لي الساعة أنه يغار عليها منك؟

جاكوب: بلى يا سيدي؟

بنجوريون: إذن فالأولى أن تنصرف حتى لا يزعجه وجودك فيحول ذلك دون حسن تفكيره في مصلحة الدولة.

جاكوب: سأراها من بعيد ولن أدعه يراني.

بنجوريون: إذن فانتظر في هذه الحجرة المجاورة وإذا حضرت جانيت فسأدبر طريقة لتلقاك هناك.

جاكوب: شكراً يا سيدي، يخرج.

كاهون: ياله من متوحش!

كوهينسون: هذه نتيجة الرياء الخلقي في بلده!

كوهين: كفوا ألسنتكم عن المستر شنويل.. لا شأن لكم به.

كوهنيوف: أتريدون الحق؟ هذه من نتائج الديمقراطية!

بنجوريون: صه.. إنه أقبل!

يدخل شنويل وهو متأبط ذراع جانيت شنويل – شالوم! على عددكم جميعا!

الجميع: شالوم!

بنجوريون: تفضل هنا بجانبي يا مستر شنويل

شنويل يجلس: شكراً.. هلمي يا جانيت اجلسي هنا بجواري.

بنجوريون: مهلاً يا مستر شنويل.

كان يسرنا أن تقعد رفيقتك هذه الحسناء معنا ولولا أننا سنبحث في أمور سياسية شائكة!

جانيت: أجل.. سأنتظر أنا أسفل في البهو.

شنويل: لكن حذار أن تذهبي هنا أو هناك!

بنجوريون: بل انتظري يا بنيتي في هذه الحجرة المجاورة خيراً لك من البهو.

جانيت: البهو يا سيدي أروح لي.

شنويل: ويلك.. أطيعي أمر رئيس الوزراء يا جانيت.

جانيت: حسناً – تخرج-

شنويل: وهؤلاء السادة ألا يحسن أن يتركونا هم أيضاً؟

بنجوريون: كلا يا سيدي.. هؤلاء هم سفراؤنا المزدوجون.

شنويل: أوه معذرة يا سادة! نسيت أن المستر بنجوريون قد استأذنني في حضوركم فأذنت. هلا تقدمهم إلي يا مستر بنجوريون؟

بنجوريون: أجل هذا المسيو كوهان سفيرنا الفرنسي المزدوج.

شنويل: تشرفنا يا مسيو كوهان.

بنجوريون: وهذا المستر كوهين سفيرنا البريطاني المزدوج.

شنويل: أجل.. أعرفه.. أعرفه.

بنجوريون: وهذا المستر كوهينسون سفيرنا الأمريكي المزدوج.

شنويل: تشرفنا يا مستر كوهينسون.

بنجوريون: وهذا المستر كوهنيوف سفيرنا الروسي المزدوج.

شنويل: تشرفنا يا مسيو كوهنيوف كان يسرني جداً أن تبقى معنا في هذه الجلسة لولا أننا نبحث اليوم أي شأن تتصل بدولتي.

كوهنيوف: هل أفهم من هذا أنك تقترح انصرافي؟

شنويل: نعم.

كوهنيوف: إني أحتج يا مستر بنجوريون على هذه الإهانة الموجهة إلى الكرملين.

بنجوريون: أوه.. لا تنس يا مسيو كوهنيوف أننا جميعاً يهود قبل كل شيء وأن علينا أن نؤثر دائماً مصلحة إسرائيل.

كوهنيوف: وهل من مصلحة إسرائيل أن أطرد من هنا لأني روسي؟

شنويل: كلا يا مسيو كوهنيوف ليس ذلك قصدي.

كوهنيوف: بل هذا قصدك.. هذا واضح.

شنويل: سأريك الساعة أنك أخطأت قصدي.. اخرج أنت أيضاً يا مستر كوهين فلا حاجة بنا إليك.

كوهين: لكنكم ستبحثون في أمور تتصل بدولتي.

شنويل: أنا أغني عنك.

كوهين: سمعاً يا سيدي –ينهض لينصرف – هيا بنا يا مسيو كوهنيوف.

كوهنيوف: -لبنجوريون- فلماذا إذن دعوتموني؟

بنجوريون: معذرة يا مسيو كوهنيوف إني المسئول عن هذا الخطأ.

- يخرج كوهنيوف وكوهين

بنجوريون: تحدث الآن يا مستر شنويل.

شنويل: يسوءني أن أصارحكم أن الحالة في إسرائيل جد خطيرة وأن مستقبلها مظلم أشد الظلام.

كوهينسون: لكنك صرحت بعكس ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته منذ أيام.

شنويل: ماذا تريدني أن أقول لمراسلي الصحف في العالم؟ أأقول لهم إن إسرائيل تحتضر؟

حقاً إنكم لأذكياء يا أبناء العم سام!

كوهينسون: أشكرك على ملاحظتك الكريمة. نحن معترفون بأن مناجم الذكاء كمناجم الفحم عندكم لا تضارع ولذلك حضرنا اليوم لنقتبس منك.

بنجوريون: أرجوكم يا سادة أن تنسوا بلادكم الساعة وألا تذكروا غير إسرائيل، استمر يا مستر شنويل.

شنويل: الخلاص الوحيد لإسرائيل هو أن تعقد الصلح مع العرب.

كوهان: هذا معلوم لنا جميعاً ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟

شنويل: يجب أن نستفز الدول العربية لترسل جيوشها لمحاربتنا مرة أخرى.

كوهينسون: اليوم بعد أن أصبح لكل من مصر وسوريا جيش قوي؟

شنويل: لا ضير علينا من ذلك.

كوهان: ماذا تقول؟ إن مصر وحدها كافية للقضاء علينا.

شنويل: ذلك يوم يجلو البريطانيون عن قنال السويس وإنما حديثي يتناول ما قبل ذلك.

كوهنيسون: حتى الجيش السوري وحده اليوم قد يلحق بنا خسائر جمة.

شنويل: الخسائر مهما عظمت فلن تساوي الفائدة التي نجنيها من وراء تلك الحرب.

كوهينوف: أي فائدة؟

شنويل: سنكسب الجولة الثانية.

كوهان: الجولة الثانية؟ إننا لنرتعد فرقاً من هذه الكلمة فكيف تريدنا أن نسعى إليها؟

كوهنيسون: أجل لقد كسبنا الجولة الأولى وأخشى ما نخشاه أن تجيء الجولة الثانية فنخسر كل شيء.

كوهان: لو استنبطت دخائل العرب لوجدتهم جميعاً يمنون أنفسهم باسترداد فلسطين في الجولة الثانية. ما ترى يا مستر بنجوريون؟ ألا تدلي برأيك؟

بنجوريون: إن أردت الحق يا مستر شنويل فإن الجولة الثانية هي الكابوس الذي يزعجنا ليل نهار.

شنويل: هذا حق.. إنكم ستخسرون الجولة الثانية لا محالة إذا تركتم العرب يمضون في إعداد أنفسهم وتقوية جيوشهم حتى يأتي اليوم الذي تتكامل لهم فيه القوة والعدد اللازمة فيعينوا هم ميقات الجولة الثانية، ولكن بادروهم اليوم قبل ذلك وقبل أن يحلوا مشاكلهم مع بريطانيا ومع فرنسا وغيرهما.

كوهان: وهل تضمن لنا أننا سنكسب اليوم الجولة الثانية.

شنويل: لا ريب عندي في ذلك.

كوهينسون: أراك تستهين يا مستر شنويل بقوة العرب العسكرية اليوم.

شنويل: كلا. لا أستهين بها. أعلم أنها تضاعفت عن ذي قبل ولا سيما في مصر وسوريا ولكن قوتكم العسكرية أيضاً تضاعفت.

بنجوريون: ولكن هناك ما هو أهم من القوة العسكرية. إن الاتحاد بين الدول العربية قد صار اليوم أقوى مما كان في أي وقت آخر.

كوهينسون: ثم هناك أيضاً تلك المرارة التي يشعر بها العرب جميعاً عقب انهزامهم في الجولة الماضية حتى صار همهم الأول هو القضاء على إسرائيل.

شنويل: أفتريدون أن تنتظروا حتى يقضوا على إسرائيل؟

كوهان: كلا ولكنا لا نريد أن نستعجل الشر قبل وقوعه.

شنويل: الشر لا محالة طال الزمن أو قصر. ولكي نتقيه بل لكي نربح منه ونجعله في صالحنا يجب أن نستعجله بل يجب أن نخلقه خلقاً.

بنجوريون: يبدو أن المستر شنويل يعتمد على ذلك على مناصرة الدول الكبرى لنا كما حدث ذلك في الجولة الأولى.

شنويل: أجل.. هذه المناصرة قائمة حتى اليوم ولكنا لا نستطيع أن نضمن بقاءها إلى الأبد.

كوهان: أو تظن أن هذه الدول قد تناصر العرب يوماً علينا؟

كوهينسون: هذا مستحيل.

شنويل: ليس من الضروري أن تناصر العرب عليكم. يكفي فقط أن تتخلى عن مناصرتكم يوماً واحداً لتكون لحومكم طعاماً للعرب ودمائكم شراباً لهم.

كوهينسون: ولكن ما الذي يدفعهما إلى التخلي عنا؟ إن ملوك المال والاقتصاد من رجالنا سيظلون مسيطرين على أزمة السياسة في هذه الدول.

شنويل: لا يغرنكم ذلك. إني أعرف في بريطانيا قوماً يكرهون اليهود أشد ما كان يكرههم هتلر. ومثل هؤلاء موجودون في كل بلد من بلاد العالم.

بنجوريون: يخشى المستر شنويل من اندلاع نار اللاسامية في العالم.

كوهينسون: هذا بعيد الوقوع ما بقينا مسيطرين على اقتصاديات العالم.

شنويل: هذه السيطرة الاقتصادية هي مكمن العلة!

كوهان: لكنا قد استطعنا بدعايتنا الضخمة وسيطرتنا على وكالات الأنباء ووسائل النشر أن نجعل زعماء العرب أنفسهم يضربون المثل بظلم هتلر وطغيانه.

شنويل: سيتلاشى كل ذلك حين تنهض ألمانيا من جديد ويظهر فيها هتلر جديد.

كوهان: كل هذا لن يكون!

شنويل: ألا ترونها اليوم تنتعش وتزدهر؟ أو تظنون أن الألمان لن ينتقموا منكم؟ أو تظنون أنه يوجد ألماني واحد لا يذكر أنكم كنتم السبب في هزيمة بلاده إذ ألبتم عليها الدنيا.

كوهان: يصيح – كفى كفى! إنك ملأت قلوبنا رعباً وملأت نفوسنا يأساً. أفلهذا اجتمعنا اليوم؟

شنويل: ما حيلتي فيكم إذا كنتم لا تستطيعون أن تفهموا الخطة التي رسمتها لخلاصكم ألا بهذا الأسلوب الصارخ؟

كوهينسون: قل لنا ما هي الخطة وأرحنا.

شنويل: قد شرحتها لكم لو كنتم تفقهون!

بنجوريون: يقصد المستر شنويل أن نستفز العرب لندفعهم إلى محاربتنا اليوم.

شنويل: أجل اليوم قبل الغد.

بنجوريون: ولكنا يا مستر شنويل قد فعلنا ذلك فقد دأبنا منذ عقد الهدنة بيننا وبينهم على نقض شروطها مرة بعد مرة.

شنويل: ليس هذا ما أقصد. إنما كنتم تنقضون الهدنة لتسرقوا ماشية لهم أو تستولوا على بعض الأغذية منهم أو تقيموا مستعمرة جديدة على الحدود هذا كله لا يكفي إني أريد شيئاً آخر.

بنجوريون: ماذا تريد؟

شنويل: أريد عدواناً صارخاً تهتز له الدنيا وترتعد له فرائص العرب. أريد مذبحة وحشية كتلك التي أنزلتموها بدير ياسين.

بنجوريون: ماذا تقول يا مستر شنويل؟ أنسيت أن هذا المراقب الجديد الجنرال بنكيه سيسجل علينا كل شيء؟

كوهينسون: أجل إنه ليس كسلفه الجنرال رايلي الذي كان يتستر علينا ويتعصب لنا في كل شيء.

كوهان: هذا رجل لا تؤثر فيه فتياتنا الجميلات.. رجل عديم الإحساس بالجمال؟

بنجوريون: ربما يؤثر فيه المال ولكن من أين نجيء له بذلك ونحن في هذه الضائقة؟

شنويل: إنكم لم تفهموا مرماي. إننا لا نريد كبير المراقبين أن يتستر علينا بل نريده أن يسجل هذه المذبحة ويرفع بها تقريراً صارخاً إلى هيئة الأمم. وعلينا نحن السفراء المزدوجين أن نبالغ أيضاً في تهويل الحادث لدولنا الثلاث حتى ندفعها بذلك إلى إثارة المشكلة الفلسطينية في الهيئة من جديد وإحالتها إلى مجلس الأمن لينظر فيها. أفهمتم؟

بنجوريون: لقد بدأنا نفهم ولكن زدنا بياناً.

شنويل: تذكروا أننا ربحنا الجولة الأولى بمثل هذه الطريقة فلولا دخول الدول العربية في حرب فلسطين ما قامت دولتنا بهذه السرعة.

كوهان: ماذا تقصد؟

شنويل: أنسيتم كيف نجحت بريطانيا بوسائلها الخفية في استدراج العرب إلى الدخول في حرب فلسطين لا للقضاء على دولة إسرائيل بل لتوطيد دعائمها ولجعلها أكبر مما كانت. ولا شك أنها كانت مغامرة ولكنها نجحت فكسبنا الجولة الأولى فعلينا أن نقوم بمغامرة جديدة لكسب الجولة الثانية ألا وهي عقد الصلح مع العرب.

كولفسيون: لكننا سنخسر عطف العالم إذا سجل علينا هذا العدوان الصارخ.

شنويل: لا بأس علينا من ذلك. سينسى العالم عدواننا وشيكاً وسيذكر فقط أن الحالة في فلسطين تنذر بالخطر وأن على هيئة الأمم المتحدة أن تضع حداً لذلك وأن تفرض الوسيلة المؤدية إلى الاستقرار ولا سبيل إلى ذلك إلا بعقد الصلح بين العرب واليهود.

كوهان: ولكن العرب سيصرون على رفض الصلح.

شنويل: وسنبدي نحن رغبتنا في الصلح فلا تجد الهيئة مناصاً من إرغام العرب لى قبول الصلح.

كوهينسون: هذا جميل.

كوهان: هذه خطة رائعة.

بنجوريون: ولكن أين نقوم بتلك المذبحة؟

شنويل: في إحدى القرى التابعة لشرق الأردن.

بنجوريون: لمكان الجنرال جلوب هناك؟

شنويل: نعم فهو صمام الأمام لنا عندما تتأزم الأمور ويجب أن تكون القرية قريبة من القدس ليكون ذلك أشد إثارة لاهتمام العالم المسيحي.

كوهان: جميل! رائع

بنجوريون: هل أستدعي لك الآن قائدنا موشيه ديان؟

شنويل: ماذا نصنع بقائدكم هذا؟

بنجوريون: لنسترشد برأيه في اختيار القرية المطلوبة.

شنويل: أو تظن أنه أعلم بالمواقع منّى؟ إني أعرف كل شبر في هذه البلاد.

بنجوريون: فهل اخترت القرية؟

شنويل: طبعاً قد فكرت في كل شيء.

بنجوريون: ترى على أي قرية وقع اختيارك؟

شنويل: قرية عين قبية.

بنجوريون: اختيار موفق. هذه القرية غنية بالأغذية والماشية فسنستولي منها على غنيمة طيبة.

شنويل: ألم أقل لك؟ "ينظر في ساعته" قد شرحت لكم الخطة فعليكم التنفيذ. دعوني الآن أسرِّ عَنْ نفسي وأرح أعصابي! أين جانيت؟ ادع لي جانيت!

بنجوريون: حالا يا مستر شنويل "يخرج ثم يعود ومعه جاكوب".

شنويل: ما هذا؟ أين هي؟

جاكوب: سأقوم أنا الآن يا سيدي بمرافقتك.

شنويل: ماذا أصنع بك؟ ويلكم! أطلب منكم البيض فتقدمون لي نجمات داود. وأطلب جانيت فتقدمون لي جاكوب!

بنجوريون: معذرة يا مستر شنويل.. أحلف لك بهيكل سليمان العظيم ما كان لي علم بما حدث.

شنويل: الآن تذكر لي هيكل سليمان العظيم. هلا تذكرون ذلك حينما تقدمون لي طبق البيض فتجعلونه على صورة الهيكل لا على شكل نجمة داود المتناهية في الصغر؟

بنجوريون: حباً وكرامة يا سيدي سأهتم من اليوم بأمر البيض الذي يقدمونه لك.

شنويل: مالي وللبيض الآن؟ أريد جانيت.. أين جانيت!!

بنجوريون: أين ذلك يا جاكوب؟

شنويل: أهربتها مني يا لكع؟

جاكوب: كلا ياسيدي ولكني وجدتها متعبة جداً فاقترحت عليها أن تنصرف إلى بيتها لتستريح وأنا أقوم بمرافقتك مكانها اليوم.

شنويل: "بعد صمت يسير" اليوم فقط؟!

جاكوب: نعم يا سيدي اليوم فقط.

شنويل: لا بأس إذن.

"ستار"

*مجلة الدعوة في 18 صفر 1373