المنومون!!

المنومون!!

مسرحية من فصل واحد

علي محمد الغريب

"جانب من غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات الكبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية.. نرى سريرين لمقاتلين أحدهما تيموري والآخر فلسطيني"

الأول: فلسطيني؟

الثاني: نعم.

الأول: أهلاً

الثاني: أهلاً .. وأنت؟

الأول: من تيمور الشرقية.

الثاني: أراك تستعد للخروج!

الأول: نعم فقد طال بي المقام أكثر من اللازم.

الثاني: (مندهشاً) صرحوا لك بالخروج حقاً؟!

الأول: (مستنكراًً) نعم!     

الثاني: عجيب.. بالرغم من أن حالتك سيئة جداً و..!

الأول: هل تعرف حالتي؟!

الثاني: سمعت الممرضات يتحدثن عنها، وهن  يتعجبن من خروجك السريع برغم سوء حالتك، واشتباههم في مرض خبيث، وبقائي هنا رغم بساطة علاجي!

الأول: إدارة المستشفى حسمت الاشتباهات، واتضح لهم أن الأمر لا يستدعي هذا القلق.

الثاني: تقول هذا رغم حالتك السيئة التي أراها بأم عيني؟

الأول: هل تحسدني؟!

الثاني: لالا.. إنما أستغرب بطأهم في علاجي على بساطته!!

الأول: يبدو لي أنك مقيم هنا منذ وقت طويل؟

الثاني: جداً (يشير إلى التيموري وسريره) سريرك هذا دخله مقاتلون من كل مكان، أحدهم كان يحشرج لكنهم كثفوا عنايتهم به فخرج من فوره، ورأيت واحداً ظننته قضى، لكنه ما لبث أن خرج ماشياً على قدميه كالفرس!

الأول: هذا المستشفى متميز ويقدم عناية فائقة جداً.

الثاني: صحيح، لكن ليس لمثلي وهؤلاء (يشير إلى جانب آخر من الغرفة به بعض المنومين).

الأول: هؤلاء ماذا بهم؟

الثاني:لا يعرفون، لكنهم منومون كما ترى، ولا يستطيعون الحركة، رغم أنهم نشطاء وبصحة جيدة.. يبدو لي أن إدارة المستشفى ترى مصلحتهم في تنويمهم !!

الأول: أنت رجل عجيب!

الثاني: ألا تصدقني؟

الأول: (يضحك) ليس بالضبط.. لكني أعجب من إلمامك بهذه المعلومات، ولا تستطيع أن تستثمرها لصالح حالتك!

الثاني: ليتك تبلغهم تحسن حالتي، وأنني لست بحاجة إلى محاليل "الجلوكوز" وحقن التنويم التي هدت عزيمتي!

الأول: سأفعل فور خروجي من هنا (تدخل رئيسة الممرضات ومن خلفها بعض المساعدات)

الرئيسة: "مستر" تيموري.

الأول: نعم.

الرئيسة: خروج.

الأول: (بفرح) شكراً (للثاني) سأكلمهم بشأنك (يخرج).

الرئيسة: "مستر" فلسطيني.

الثاني: نعم.

الرئيسة: حقنة تنويم.

ستار