الأمير الطاغي ...

حسن عبد الباري النبشة

دخل عالم على أمير طاغٍ مستبد بأحكامه فذكر العالم للأمير خروجه عن الحق، 

فغضب وأمر بحبس العالم، وبعد سبع سنوات جلس الأمير يوماً للمظالم و تذكر كلام العالم، فأمر به فأُحضرَ بين يديه .

قال له الأمير : قد أرتكبت معي خطأً حين كلمتني بكلام غليظ .

قال العالم : أنا طبيبٌ إذا دخلتُ على مريض أنصحه .

فقال الأمير : و من أمرك أن تقول لي ذلك .

قال العالم : و أنت من أمرك أن تجلس على هذا الكرسي للقضاء ؟

فقال ملك البلاد .

قال العالم : و أنا أمرني رب العباد .

فقال الأمير : أما علمت أنَّ من تجرأ على السلطان فقد عرض نفسه للهلاك !

قال العالم : و أنت أما علمت أن من تجرأ على الرحمن يلقى في النيران !

فقال الأمير : لم تقل العلماء مثل قولك هذا ؟

قال العالم : يخافون من سجن سبع سنوات و أنا أقتدي بسيدنا يوسف السجن أحب إلي من أبتغاء رضاك أو تجنبِ بلاك، فطاب قلب الأمير وقال للعالم : أطلب مني ما تريد .

قال أنا شيخ ردَّ عليَّ شبابي . فقال الأمير: لا أقدر على ذلك .

قال العالم : نجني من الموت . فقال الأمير : ليس لي ذلك .

قال العالم : أنا على باب من يقدر على ذلك كله

فقال الأمير: سألتك أن لا تبرح حتى تطلب مني شيئاً، فتلفت العالم فأبصر عبداً دميم الخلق فقال إن كان و لا بد فإني أطلب من عبدك هذا و ليس منك .

فقال الأمير : هذا جهل منك , تتركني و تطلب من أقل عبدٍ لي .

قال العالم : أغضبت حين قلت أطلب من عبدك هذا . و أنا أخاف أن يغضب علي ربي و يقول تتركني و تطلب من أقل عبد لي .

فقال الأمير : لا تبرح مكانك ما لم تطلب مني شيئاً .

قال العالم : أحمل لي ثلاثة أكياس حنطة على ظهرك

فقال الأمير : لو قدرت لفعلت .

قال العالم : إن كنت لا تقدر على حمل ثلاثة أكياسٍ من الحنطة على ظهرك فكيف تقدر على حمل أوزار الناس .....؟؟؟؟!!!

{ نحن بهذا الزمان لا نستطيع حمل أوزارنا }

فكيف نتكلم عن الناس؟؟؟!!!.

وسوم: العدد 718