حوار مع المهندس السوري هشام نجار

clip_image002_9776f.jpg

هذا الحوار هو الجزء الاول من مقابلة صحفيه اجرتها معي الصحفية المصرية  السيدة هيام محي الدين حول الاوضاع في سوريا ونشرت في حينه في صحف عربية عديدة.

مقدمة: 

هيام محي الدين:

هشام نجار مهندس أمريكى يعيش فى الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة له رأى ورؤى فيما يحدث فى سوريا وطنه الأم فهو لم يزور وطنه منذ سبعة وعشرون عاما وسواء إختلفنا أو إتفقنا مع رؤى هشام نجار فإنه من المهم أن نتعرف على رؤيته لسوريا وطنه ومشكلاتها وهو يطل عليها عبر محيطات وبحار ومسافات

هيام محى الدين:

بداية تعريف بحضرتك والسيرة الذاتية لك .

المهندس هشام نجار عربي سوري الجذور من مدينة حلب امريكي الجنسيه. متزوج. ماجستير في الهندسه الميكانيكيه من جامعة البولي تكنيك في نيويورك. اشغل وظيفة مدير المشاريع الهندسيه لإدارة الصحه في نيويورك. نشاطي: عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان- المنسق العام للهيئه السوريه للإعمار.

لي اكثر من ٧٠٠مقاله سياسيه .تنشر مقالاتي في صحف ومواقع عربيه وامريكيه شهيره باللغتين العربيه والإنكليزيه. معارض للأنظمه الديكتاتوريه ولي نشاط فعال في متابعة حقوق الإنسان

هيام محى الدين:

ما رايك في وجود جيش حر مقابل جيش الدولة الرسمي في حرب اهلية حقيقية ؟

المهندس هشام نجار:

تعرضت سوريا منذ ١٩٤٦ الى سلسلة إنقلابات عسكريه لم يكن طابعها العنف . كان هناك بروتوكولاً غير مكتوب بين الأنظمه المتلاحقه بعدم تحويل الإنقلابات الى نزاع دموي..الا ان التطور الدموي زاد في عام ١٩٧٠ ومابعده بسبب إنقلاب حافظ اسد لأن مشروعه الإنقلابي كان وراءه مخطط طائفي بغيض مستتر وراء شعارات وطنيه...وإزداد الأمر وضوحا في عهد وريثه بشار الأسد فتحولت الدوله الى مزرعه طائفيه.

المتعارف عليه كما تعلمين ان تزال الأنظمه الظالمه بالإحتجاجات السلميه إلا ان ٨ اشهر من التجربة السلميه مع هذا النظام بدأت من ١٥ مارس ٢٠١١ لم تفلح معه ..فتحول الشعب تدريجيا للتسليح الخفيف للدفاع عن نفسه..وتوسعت المقاومه بإنتساب منظومات عسكريه منشقه عن الجيش النظامي لتأخذ مسمى الجيش الحر إستطاع ان يحقق الكثير من الإنتصارات بإمكانيات ضعيفه..وأعتقد انه بحصوله على سلاح كفؤ قادر على ازالة النظام.ولدي ثقه بذلك.

هيام محى الدين:

هل تري ان الثورة ضد الاسد نابعة من الشعب السوري نفسه ام موجهة من الخارج ؟

المهندس هشام نجار: 

الشعب السوري معروف عنه وطنيته وفرضه الوحده عام ١٩٥٨ يدل على ذلك..ونرجو ان نبتعد عن اسلوب عمالة اي شعب للأجنبي بمجرد طلبه تغيير نظامه الفاسد الذي اعتمد على اكبر منظومه مخابراتيه بالعالم بلغ تعدادها ١٨ جهاز مخابرات ..فأي شعب يعيش ضمن هكذا منظومه استخياراتيه لا بد له ان يتململ..وقلت مره لأحد ضباط المخابرات : والله لو ان ابي حكم البلد اكثر من ١٠ سنوات لكنت اول المتظاهرين المطالبين بتغييره..ماذا تتوقعين لبلد حكم بالنار حوالي نصف قرن؟ ...عذاباته طالت كل الشعب السوري ..فساده ازكم الأنوف,.خياناته مكشوفه منذ توريط الرئيس عبد الناصر في حرب ١٩٦٧ وكوفئ بالتحكم بسوريا بعد تنازله عن الجولان... ماذا اقول لك؟ فهل اذا ثار الشعب بعد ذلك نتهم ثورته بالعماله

هيام محى الدين: 

لماذا يفشل الحل السياسي للازمة السورية في رأيك ؟

المهندس هشام نجار: 

سؤالك سيده هيام جيد. تذكرين و لاشك حرب فيتنام...لم تنجر الولايات المتحده الى طاولة الحوار السياسي الا عندما عرفت ان الفيتناميين وصلوا لدرجه من الإستعداد العسكري القادر على إزالة إحتلالها بقوة السلاح عندها رضخت للمفاوضات التي ادت الى انسحابها. النظام السوري وراءه مشروع طائفي مدعوم دولياً ولم يتبين حتى الآن اذا كان الغرب قد تخلى عنه ام لا.!.هذا نظام تم تسليحه حتى اسنانه ليكون بلطجي المنطقه( إنسي رجاءا إسرائيل..إنتهى هذا الفلم الكوميدي حيث إسرائيل تشيطن بمعرفتها من تشاء لتلتف الشعوب حول هذا الشيطان) ..فكيف بإمكان هذا النظام ان يبحث معنا حلولا سياسيه وهو يشعر بأنه الأقوى تسليحا ودعماً ومازالت الإمدادات تصله من ايران وروسيا وخزان بشري من حزب الله والعراق؟ هذه واحده والثانيه هل تعتقدين ان الشعب سيقبل به رئيسا مع ١٨ جهاز مخابرات و٩٠ بالمائه من ضباط جيشنا ينتمون الى اقليه واحده تشكل ٨ بالمائه من الشعب السوري فقط اذاقوا الشعب المر... وبعد ان دمر ٧٠ بالمائه من سوريا وهّجر ٧ مليون انسان وقتل ٧٠٠٠٠٠ انسان وفي سجونه ١٥٠٠٠٠ اخرين نصفهم مفقودين؟ هذا نظام عجيب جداً يحتاج الى دراسه متأنيه من علماء متخصصين لفهم شذوذه وإنحرافاته ادعو الله ان يقي اي شعب بحكم على شاكلته.

هيام محى الدين: 

بماذا تفسر إنحياز الجيش السوري الرسمي لنظام الأسد ؟

المهندس هشام نجار: 

إن وجود ١٨ جهاز مخابرات تحت سيطره طائفيه علويه و٩٠ بالمائه من ضباط الجيش تحت سيطره طائفيه علويه فمن هذه التركيبه عليك ان تتصوري صعوبة الإنشقاقات..اما العساكر المساكين فهم غالباً من السنه ويشكلون ٨٥ بالمائه من الشعب السوري كما تعلمين فهم بيادق تنفيذيه يُضحّى بهم النظام من اجل بقائه..ومع ذلك الإنشقاقات كبيره بينهم..ولكن للعلم فإن اي عسكري يريد الإنشقاق عليه ان يفكر اولاً باولاده ووالديه واكثر من ذلك بأعمامه واخواله وجديه.ولا ابالغ اذا قلت لك عليه ان يفكر ايضاً بأصدقائه واولاد حارته حتى لا يتم تصفيتهم في حال انشقاقه ... هذا هو النظام السوري سيدتي

هيام محى الدين: 

ما تصورك إلي مستقبل سوريا وكفية الخروج من الازمة الحالية ؟

المهندس هشام نجار: 

رغم الإجرام الوحشي الذي قل مثيله في التاريخ. فأنا متفاءل بالنصر ...هناك صعوبات؟!.

نعم هناك صعوبات كبيره ولكن هناك تصميم وإصرار قل نظيره على نيل الحريه يتفوق على الصعوبات ..لأن الشعب يعلم ان اي فشل معناه ان نقرأ على ارواح نصف شعبنا السلام وعلى نسائنا الإغتصاب وعلى اطفالنا خدمة مؤبده عبيداً في مزارعهم ...هذا هو بديل عدم إنتصارنا لاسمح الله.

اشكرك سيده هيام جزيل الشكر على إتاحة الفرصه لي لأعبّر عن مكنونات نفسي والتي تخالج الغالبيه العظمى من ابناء الشعب السوري وشكرا لأسئلتك المتميزه , راجيا لك التوفيق مع خالص تقديري ومودتي.

وسوم: العدد 802