حوار مع الدكتور محمد بسام يوسف

د. محمد بسام يوسف

[email protected]

محمود القاعود

[email protected]

مجلة المجتمع

س1- نبدأ من حيث "جنيف 2" وما ثار مؤخراً من جدل المشاركة فى المؤتمر والخلافات الحادة بين أحمد الجربا رئيس الائتلاف وبين الأعضاء الذين يرفضون المشاركة إلا بالنص صراحة على عزل بشار ومساعديه.. كيف ترى المؤتمر والمشاركة فيه ؟؟

ج1- موقفنا من مؤتمر جنيف2 أعلناه بكل شفافية وصراحة، وهو موقف قائم على رؤيتنا لأي حلٍ سياسيٍّ في سورية، وهي:

أ- رفض أيّ مبادرةٍ لا تتضمّن إسقاط نظام بشار أسد وأركانه الأمنية والعسكرية.

ب- وأنّ مفتاح الوصول إلى حلٍّ سياسيٍّ مَكين، هو تمكين الشعب السوريّ والجيش الحرّ من متطلّبات الدفاع عن نفسه، ومن الحصول على السلاح النوعيّ الذي يؤدي إلى تغيِّر ميزان القوى لصالح الشعب والثورة.

ج- وأنه ينبغي أن يتحمّل المجتمعُ الدوليّ مسؤولياته الأخلاقيةَ في حماية المدنيين السوريين.

د- وضرورة توفير المناخ السياسي المدعوم بالضمانات الدولية الرسمية، لدعم مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة.

إن ما يُسمى بمؤتمر جنيف2، فاقد لأدنى معايير العدالة، فالمجتمع الدوليّ، يراوغ ويناور ويتواطأ مع عصابة القتل والإجرام الأسدية، ومع ممالئيها الصفويين والمرتزقة الطائفيين، الذين يعيثون فساداً على أرض الشام الثائرة.. مؤتمر جنيف هذا، الذي يقفز إليه المجتمع الدولي بعد تجاوز جنيف1 وما أثمرته كل المبادرات الرسمية الدولية التي سبقته، الخاصة بالقضية السورية.. هو الخطوة الأولى لإعادة تأهيل عصابة بشار أسد، لأن أعداء الأمة من الشرق والغرب لم يعثروا حتى الآن على أفضل من هذه العصابة الخائنة التي تخدم المشروعات المعادية للأمة العربية والإسلامية، كالمشروع الصفوي الفارسي، وحليفه المشروع الصهيونيّ الغربيّ. إنهم يتعاملون مع ثورة الشعب السوري والقضية السورية على أنها معركة بين فريقين متصارعَيْن، وليس على أنّ شعباً ثار بوجه جلاديه وفاسديه وحاكميه الطغاة الذين أهلكوا الحرث والنسل. إنّ سكوت ما يسمى بالمجتمع الدولي على جرائم عصابة بشار وحلفائها من الروس والمجوس وحزب حسن اللبناني الفارسي، ومحاولات تغطية ذلك بمؤتمراتٍ عقيمةٍ كمؤتمر جنيف.. يمثل أعظم فضيحةٍ في التاريخ البشريّ، وستكون توابعها وخيمةً على هذا المجتمع الدوليّ الساكت عن إهلاك الزرع والضرع في سورية، والمتنكّر لكل الشرائع الدولية والقانون الدوليّ الذي وضعه بنفسه.

س2- ولكن دكتور محمد بسام .. ألا تري أن الحل السياسي أفضل في ظل الدعم الروسي الإيراني بالإضافة لميوعة الموقف الأمريكي؟

ج2- ومن قال إننا نرفض الحلّ السياسيّ؟.. لكننا نريد الحلّ الذي يحقق العدالة والحرية والكرامة لشعبنا، لا الحلّ الذي تسعى إليه روسية وإيران بتواطؤٍ صهيونيٍّ أميركيٍّ غربيّ، الذي يساوي بين الضحية والجلاد، ويدعم الجلاد ليبقى جاثماً على صدر الشعب المضطَهَد، ويسحق الضحية.. هذا أولاً..

أما الأمر الثاني فهو: إننا على يقينٍ بنصر الله عزّ وجلّ، وإن إيماننا الراسخ بأنّ الباطل زائل وأنّ الحق سيسود في النهاية.. يدعونا للإصرار على المضيّ بالثورة حتى تبلغ أهدافها جميعاً، وتحقق حرية شعبنا وتحرّره من الاحتلال الأسديّ الصفويّ الفارسيّ الروسيّ، بكل الوسائل الممكنة، ومهما بلغت التضحيات.. هذا الأمر بالنسبة لنا عقيدة راسخة في أعماقنا، تنعكس على مواقفنا التي محورها -بالنسبة لقضيتنا- هو أنّ الجهاد في سبيل الله، والثورة على الظلم والطغيان.. يشكِّل امتثالاً لما يأمرنا به الله عزّ وجلّ أولاً، وهو الوسيلة الوحيدة للتحرّر من العبودية لغير الله عزّ وجلّ ثانياً.

س3- بالنظر إلى الحكومة السورية المعارضة التى انتخبت السيد أحمد طعمة رئيساً لها .. أين هى هذه الحكومة ؟! وماذا تفعل؟

ج3- الحكومة حديثة التشكيل، وأعتقد أن تشكيلها -من وجهة النظر السياسية- هو محاولة من قِبَلِ الائتلاف، لتأمين جهةٍ حكوميةٍ رسميةٍ تدير المناطق المحرَّرَة وتنال اعترافاً دولياً رسمياً، بأنها الجهة الوحيدة التي تمثل الشعب السوريّ، وأن عصابة بشار وحكومته قد سقطتا فعلاً وواقعاً بالمفهوم السياسي.

من المفترض أنّ هذه الحكومة ستمارس مهامها داخل سورية، وستعمل على جمع شتات الثوار والألوية والكتائب المقاتلة، وعلى إدارة الموارد والثروات، لتمويل الثورة ذاتياً بعد أن تخلى عنها الأبعدون ومعظم الأقربين، ولإعادة تأهيل المناطق المحرَّرَة في البداية، ولتقديم أفضل ما يمكن من البرامج الإغاثية والخدمات للشعب السوريّ المنكوب.

س4- التناحر بين فصائل المعارضة لم يعد خافياً.. برأيك ما هي الأسباب وما هي "روشتة" العلاج في ظل خلافات إيدلوجية حادة بين هذه الفصائل؟

ج4- الثورة ستمضي إلى أهدافها، بمعارضةٍ أم بغير معارضة، والتناحر هو انعكاس لضيق الأفق، وللتدخلات الخارجية في شؤون المعارضة والثورة، وعندما اندلعت الثورة كان ذلك فعلاً شعبياً عاماً وليس فعلاً من صنع فئات المعارضة، والخلافات الأيديولوجية قائمة، وستبقى، لأن ذلك يعكس التنوّع الواسع في شرائح المجتمع السوريّ.. لكن مع ذلك كله، فإنّ فصائل المعارضة المنخرطة في الثورة، كلها، تجتمع على هدف إسقاط النظام وتحرير سورية من الاحتلال الفارسيّ الصفويّ الروسيّ. لذلك، ينبغي التأكيد على هذا المفهوم وتعميقه، لتتضافر الجهود وتجتمع على هذا الهدف المشترك.

س5- كيف قرأتم إعلان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة حل " داعش" وقصر عملها على العراق فقط ودعوتها للانسحاب من سورية؟ وهل الظواهري يدرك خطورة تحركات داعش في سورية؟

ج5- إعلان الشيخ الظواهري إيجابي ويخدم الثورة السورية، لكنه جاء متأخِّراً جداً، ولعلّ الظواهري بدأ يدرك عن طريق الذين يثق بهم، أن ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في  العراق والشام.. هو حصيلة اختراقٍ إيرانيٍّ أسديٍّ واسعٍ، انتهى إلى هذه الحالة بعد تصفية القيادات النزيهة للقاعدة في العراق أثناء الاحتلال الأميركي-الإيراني.. وأنّ (داعش) تعمل بأجندةٍ إيرانية، وتخدم الاستراتيجية الأسدية لإعادة احتلال المناطق التي يحرِّرها الثوار، وإعادة السيطرة على معابر الحدود وخطوط الإمداد، وزرع الفتنة بين الفصائل المقاتلة، والتغرير بالشباب السوري للانخراط في تحقيق هذه الأهداف الخبيثة دون دراية.. الأنباء التي يتناقلها السوريون في الداخل السوري، تفيد بأنّ (داعش) لا تقاتل العصابات الأسدية والإيرانية، ولا ترفع السلاح بوجه قطعان المجوس القادمين إلى سورية أو بوجه عصابات بشار.. بقدر ما تقوم باغتيال الثوار واحتلال مناطقهم التي حرّروها بدمائهم وأرواحهم، وزرع الفتنة بين المسلمين والتسلّط على رقابهم، وتهديدهم واعتقالهم، بناءً على عقيدةٍ مستمَدّةٍ من عقائد الصفويين، بأنّ المسلمين الذين لا يأتمرون بأمر (إمام داعش).. مرتدّون وينبغي التعامل معهم على هذا الأساس! ويقول السوريون الثقات: إنّ (داعش) باتت عبئاً ثقيلاً على الثورة السورية، وإنها حليف خفي للمخابرات الأسدية وعصابات المالكي العراقي والحرس الثوري الإيراني، وهي تتلقى من هذه الجهات كل أشكال الدعم العسكري والأمني والمالي. المعلومات كثيرة ومتقاطعة. فإذا كانت (داعش) تقطع رؤوس مَن يخالفون أمراءهم الميدانيين الصغار، فلماذا لا تمتثل لأمر أميرها العام الشيخ الظواهري، الذي بايعته على السمع والطاعة، فترفض مغادرة سورية؟!.. حتى جبهة النصرة التي كانت تُعتَبَر الشقيق السوري لداعش.. انفصلت عنها واشتكت إلى الشيخ الظواهري تصرّفاتها وسلوكها.

س6- هل استطاع بشار الأسد تحييد الغرب فى ظل حديثه الدائم عما يُسميها "الجماعات الإرهابية المسلحة"؟

ج6- الغرب ليس حيادياً أصلاً، فقد أثبت التواطؤ الغربي المكشوف على الشعب السوري، أنه (أي الغرب) مع دعم بشار وعصاباته منذ البداية، وإن حاول ارتداء أقنعة دعم الثورة التي سقطت كلها وانفضح المستور، وبشار هو العميل المدلَّل للغرب وللعدو الصهيونيّ، وهو حامي حمى المشروع الصهيونيّ الغربيّ في المنطقة.. ولو أن بشاراً استطاع تحييد الغرب، فسيكون قد خدم الثورة السورية، وهذا ما لا يمكن أن يقدم بشار عليه، إذ كيف يقوم بتحييد داعمٍ له ومنحازٍ إلى ظُلمه وطُغيانه وإجرامه؟!..

وقوف الغرب على الحياد، سيؤدي إلى سقوط بشار وعصاباته خلال مدةٍ قصيرة، وهذا ما لا يقبل به الغرب الاستعماريّ والكيان الصهيونيّ.

س7- على مدار السنوات الماضية توالت الضربات الإسرائيلية للبلدات السورية دونما رد من نظام طالما تغني بـ"المقاومة" و"الممانعة" ، هل تري أن مصطلحات نظام الأسد فقدت معناها ومغزاها؟

ج7- حقيقة النظام الأسديّ مكشوفة منذ عشرات السنين، بأنه ناطور العدوّ الصهيونيّ على حدود فلسطين المحتلة، والأدلة على ذلك أكثر من أن تُحصى، منذ خيانة وزير الدفاع حافظ أسد في حرب الـ67، الذي رُقِّي إلى مرتبة رئيس جمهورية مقابل بيع الجولان والتعهّد بحماية الكيان الصهيونيّ.. ومَن لم يكن مقتنعاً بهذه الحقيقة، فإنه إما ساذج أو مغفَّل أو وصوليّ متاجر بالقضية الفلسطينية. وقد كشفت الثورة السورية كل الحقائق وفضحتها لكل ذي قلبٍ وعينين. وقد كان تخلي بشار عن الأسلحة الكيماوية التي هي ملك سورية وشعبها، مقابل سكوت الغرب والكيان الصهيونيّ على جرائمه وتدميره لسورية، ومقابل بقائه في السلطة.. كان دليلاً إضافياً على زيف شعارات المقاومة والممانعة، وإنّ التواطؤ العام الغربي الصهيونيّ المجوسيّ الروسيّ على الثورة السورية لإجهاضها، لن يكون آخر الأدلة الدامغة على خيانة الأسديين وحلفائهم الطائفيين، لسورية والأمة العربية والإسلامية.. ولم يعد خافياً أنّ ما يقترفه بشار وعصاباته من تدميرٍ وقتلٍ وتفكيكٍ لسورية وجيشها وشعبها وأرضها.. إنما هو تنفيذ دقيق لمخطّطات سادته من أساطين الصهيونية والصليبية العالمية، لحماية الكيان الصهيونيّ وتأمين استمرار المشروعين العدوانيين المتعانقَيْن في منطقتنا العربية والإسلامية: الغربيّ الصليبيّ الاستعماريّ، والصفويّ الفارسيّ المجوسيّ.

الصمود والتصدّي شعار مزيَّف اختبأ وراءه حافظ الأب، والممانعة والمقاومة شعار مزيّف آخر صنعته إيران خامنئي، وباعته لبشار مقابل بيعه سورية لإيران الفارسية المجوسية.

س8- في المسألة السورية لا يمكن لمراقب إنكار ما عاناه إخوان سورية على يد نظام البعث والتنكيل بهم ونفيهم وتهجيرهم،حتى يُقال إنهم هم أول من بدأ الربيع العربي فى مطلع الثمانينيات بحماة والملفت الآن – خصوصاً عقب الانقلاب الدموي فى مصر – هو مطالبة بعض العناصر بإقصاء إخوان سورية من المعادلة عقب إسقاط بشار.. ما هو الرد على هؤلاء؟

ج8- الإسلاميون في سورية تنبّهوا –مُبَكِّراً- لفساد نظام البعث ثم نظام الطائفيّ حافظ أسد، وهم أول من ثاروا ضد الظلم والاضطهاد والفساد البعثيّ ثم الأسديّ، والإخوان المسلمون كانوا في طليعة المضحِّين بأنفسهم وأرواحهم وأموالهم في سبيل فضح هذه العصابات التي تحكم سورية بالحديد والنار حتى اليوم، وفي سبيل تحقيق منهج الله عزّ وجلّ في الأرض، الذي يحقق الحرية والعدل بين الناس، ويمنع استعباد البشر للبشر..

الإسلاميون، في طليعتهم الإخوان المسلمون في سورية، ليسوا رقماً في تمرينٍ حسابيّ يمكن مسحه، بل هم حقيقة راسخة متجذِّرة في سورية المسلمة، عمرها عشرات السنين، ويمثلون أمةً الإسلام الوسطيّ المعتدل التي تجاوز عمرها الأربعة عشر قرناً. والثورات في سورية اندلعت منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكان للإسلاميين والإخوان المسلمين شرف حمل لوائها في وجه الطغيان منذ ذلك الوقت، ثم سخّر الله عزّ وجلّ لشعب سورية شباباً وفتياناً ونساءً من أرض الشام المباركة، فاندلعت من جديد، واشتدت منذ أكثر من سنتين، فهذا الجيل يكمل ما بدأه الجيل الذي سبقه.

الإخوان المسلمون والإسلاميون في سورية لا يعملون على إقصاء أيٍّ من مكوّنات الشعب السوريّ، وفي الوقت نفسه، يرون أنّ محاولات إقصائهم هي تصرّفات عبثية لا قيمة لها، لأنه لا يوجد في سورية من يحمل هذه العقيدة الإقصائية إلا حاقد أو ضيّق أفقٍ أو مرتبط بأجنداتٍ خارجية.. وهؤلاء –فيما أعتقد- لن يجدوا لهم مكاناً في سورية المستقبل.. سورية الحرية التي ستكون لأبنائها الأوفياء كلهم، الذين يدفعون الآن ثمن حرّيتهم وحرّيتها صابرين محتسبين مُصابرين.

س9- هل لدى جماعة الإخوان فى سورية برنامجاً معتبرا لحزبها السياسي القادم وهل يمكن إعطاء القارئ نبذة عن أهم ملامحه وأسسه؟

ج9- لعلك تسأل عن الحزب الوطنيّ للعدالة والدستور (وعد)، الذي لم يعلن عن نفسه حتى الآن؟.. فهذا الحزب حزب مستقل لا علاقة تنظيمية له مع جماعة الإخوان المسلمين، وهو ليس -كما يردِّد بعض الناس- جناحاً من أجنحة الجماعة، ولا ذراعاً من أذرعها.. فهو حزب وطني مستقل عن الجماعة وليس بديلاً عنها، شارك الإخوان المسلمون في تأسيسه، مع نخبةٍ من الإسلاميين والشخصيات الوطنية، من مختلف شرائح المجتمع السوريّ السياسية والدينية، فهو إذن، حزب ينتمي إليه المسلم والمسيحي، والإسلامي وغير الإسلامي، والسوري على اختلاف انتمائه الإثني والقومي.. وهو –كما يقول مؤسِّسوه- حزب وطني بمرجعيةٍ إسلامية، يعمل على ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة بالوسائل الديمقراطية، من خلال الفهم الوسطيّ لقيم الإسلام والتعاون مع جميع أبناء الوطن في بنائه وتنميته.. ومما اطلعتُ عليه حول هذا الحزب الوليد، أنه:

[حزب مفتوح لكل مكونات الشعب السوريّ، يدعو للحرية والكرامة، ويعتمد  المرجعية الإسلامية الوسطية منهجاً للحياة، والمواطنة أساساً للحقوق والواجبات، والآليات الديموقراطية منهجاً للسلطة السياسية.

ويدعو إلى تعزيز القيم الإسلامية، والقيم الإنسانية النبيلة، ويحرص على التعاون المثمر مع جميع المواطنين.

ويتبنى أهداف الثورة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

ويسعى إلى إقامة دولة العدل والقانون والمؤسسات، والقضاء المستقل والفصل بين السلطات.

ويهتم بقضايا الأسرة ورعايتها لبنةً أساسية في بناء المجتمع، وبقضايا الشباب الذين يشكلون عماد النهضة في الحاضر والمستقبل، كما يهتم بقضية المرأة وقيامها بدورها في المجتمع، ومشاركتها في العمل العام وفعالياته، بشكلٍ مواز ومتكامل مع دور الرجل.

ويعمل على الارتقاء بالتربية والتعليم، والبحث العلمي، كما يعمل على تأمين الرعاية الصحية لكل المواطنين. وعلى رعاية أسر الشهداء، وتعويض المتضررين من النظام الديكتاتوري الساقط.

ويعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة والمستدامة، وعلى الحفاظ على الثروات الطبيعية واستثمارها.

ويحافظ على وحدة سورية بكل مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية، ويعمل على تحرير الجولان المحتل بكل الوسائل الممكنة.

كما يعمل على تطوير علاقات التعاون مع الدول العربية والإسلامية، للوصول إلى صيغ مؤسسيةٍ مستقرة، وتحسين علاقاتها الدولية، في إطار مبادئ حقوق الانسان والقيم الانسانية العامة والمصالح المتبادلة].

س10-  إسرائيل أكبر داعم لنظام بشار الأسد.. هل تتفق مع هذه العبارة؟

ج10- لستُ أنا –فحسب- الذي أتفق مع هذه العبارة، بل هي حقيقة باتت مكشوفةً وواضحةً جداً لكل عاقلٍ منصِفٍ يمتلك بصراً وبصيرة. حتى بشار نفسه وجلاوزته يتفقون مع هذه العبارة في أقوالهم ومواقفهم وتصريحاتهم وأفعالهم.

س11- سورية تحولت إلى أطلال بعد ثلاث سنوات من القصف العشوائي الذى أتى على الأخضر واليابس.. هل لا زلت متفائلاً بمستقبل سورية؟

ج11- (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ).. لا مكان لليأس في نفوس المؤمنين بالله عزّ وجلّ وقدرته ورحمته وعدله ونصره وتمكينه، ولا في أعماق الموقنين بأنّ العاقبة للمتّقين.. مستقبل سورية سيكون مزدهراً مشرقاً من دون الظالمين الجبارين في الأرض، وستكون الشام مصدر إلهامٍ وإشعاعٍ لكل الشعوب المضطهَدَة المظلومة.. الطغاة يدمِّرون الحجر والبنيان، لكنهم غير قادرين على تدمير عقيدتنا وإيماننا الثابت بنصر الله عزّ وجلّ، وامتثالنا لواجب السعي -بكل الوسائل الممكنة- لتحرير الإنسان السوريّ من القهر والعبودية لغير الله عزّ وجلّ.. والشعوب الحرّة تعيد بناء أوطانها بأسرع مما يتصوّره اليائسون.

س12- كلمة أخيرة تضيفها أستاذنا؟

ج12- الثورة السورية ستبلغ أهدافها إن شاء الله، مهما تمالأ عليها المتمالئون، لأنها ثورة حقٍ على باطل، وثورة تحرّرٍ وتحرير، وإنني على يقينٍ بانتصار هذه الثورة، لأنّ ذلك كله من سنن الله عزّ وجلّ في أرضه، وليس من قوّةٍ في الأرض مهما بلغت، أن تقف بوجه سنن الله سبحانه وتعالى في خَلقه.

أقدِّم شكري الجزيل وتقديري لكم، ولمجلة المجتمع الغرّاء.