مع المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

مع المراقب العام

لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية: التعريفات الغربية للإرهاب انتقائية

وليد: الجماعة لا تدعي تمثيل الشعب السوري ومصلحة الثورة والوطن أولوية لدينا

مسار برس (خاص) – إسطنبول

عقد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية الدكتور محمد حكمت وليد اليوم الثلاثاء لقاء خاصا مع وسائل إعلام سورية ودولية في مدينة إسطنبول بتركيا نظمه المكتب الإعلامي للجماعة وذلك للحديث عن آخر تطورات الشأن السوري.

وأكد وليد أن جماعة الإخوان ضد “التعريف الانتقائي للإرهاب” الذي تنتهجه الدول الغربية، مبينا أن تعريف الجماعة للإرهاب لاينطبق مع التعريفات التي تأتي من الخارج لأن “تعريف الأخيرة سياسي وانتقائي بينما الجماعة تقف ضد كل من يقتل نفسا بغير حق”، شارحاً أن التعريف الغربي يتغاضى عن إرهاب المجموعات الشيعية في سورية وعن إرهاب النظام ويكتفي بإرهاب الفئات المتطرفة السنية.. فتوصيف الحركة للإرهاب هو قتل النفس بدون حق، سواء كان على يد تنظيم الدولة أم النظام.

كما أعرب المراقب العام عن أمله في أن تراجع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات موقفهما من جماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد أن وضعتاها على قائمة الإرهاب، كما تمنى أن تكون المرحلة القادمة في السعودية مرحلة انفتاح على الجميع بما فيهم الإخوان المسلمين.

وقال المراقب العام إن: “جماعة الإخوان المسلمين لا تدعي تمثيل الشعب السوري كما يروج البعض، كما أنها لا تريد أن تكون مهيمنة على أي مؤسسة سياسية أو عسكرية”، مضيفا أن:” الجماعة لاتفضل تصدر المشهد السياسي بل ترى أن تواجدها في الصف الثاني من الثورة السورية يصب في مصلحة الجماعة والثورة معا”.

وأشار وليد إلى أن: “تواجد أعضاء ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وكل ما يقال عن هيمنة الإخوان عن القرار السياسي للائتلاف عار عن الصحة”.

وأوضح المراقب العام أن: “الإخوان المسلمين لا يدعون لقيام دولة إسلامية في سورية، وإنما لدولة مدنية لها مرجعية إسلامية” مشيراً إلى “وجود فرق بين دولة تقوم على الشريعة وبين دولة مدنية لها مرجعية إسلامية.”

وحول موقف الجماعة من تنظيم الدولة ، أكد محمد حكمت وليد “اختلاف الإخوان مع التنظيم التي تدعو إلى فكر يغالي، فقد شارك الإخوان في الثورة ويريدون للشعب السوري أن يقيم دولته المدنية بمرجعية إسلامية تعتمد تطبيق المساواة بين الناس، في حين يريد تنظيم الدولة أن يقيم دولته بمفهومه” موضحاً أن: “الأعمال الوحشية التي نراها في سورية على الأرض لا يمكن لأي إنسان أو شريعة سماوية تقبلها”.

أما عن موقف الجماعة من جبهة النصرة ذكر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة تقف مع أي فصيل يوجه بندقيته ضد نظام الأسد والجماعات التي تقاتل إلى جانبه، لافتا إلى أن الحديث عن فك ارتباط النصرة بالقاعدة يعد مؤشرا إيجابيا ومبشرا ويصب في مصلحة الثورة، حسب وصفه.

وفيما يتعلق بموقف مصر من الثورة السورية قال وليد إن دخول القاهرة على خط العمل السياسي في سورية مؤخراً “لم يكن من مصلحة الثورة”، موضحا أن مؤتمري القاهرة وموسكو كانا يتحدثان عن حل القضية السورية مع التغاضي عن بقاء بشار الأسد على اعتبار أنه جزء من الحل، في حين أن الجماعة ترى الأسد جزءا من المشكلة.

وحول تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الأخيرة والمتعلقة بالتفاوض مع الأسد، استنكر المراقب العام التصريح واصفا إياه بأنه “استهتار بحق الشعب السوري ودماء الشهداء”، مؤكدا أن الأسد خارج المعادلة السياسية بعد أن ارتكب ما ارتكبه من مجازر بحق الشعب السوري.

وحول علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالحكومة التركية قال وليد إن: “تركيا تمثل الرئة التي تتنفس منها الثورة السورية نظرا للخدمات الكبيرة التي قدمتها للاجئين السوريين مضيفاً “لذلك تسعى الجماعة إلى إيجاد علاقة استراتيجية مع تركيا لما في ذلك من مصلحة للثورة السورية”.

وكان الدكتور محمد حكمت وليد انتخب مراقبا عاما لجماعة الإخوان المسلمين في سورية خلفا للمهندس محمد رياض الشقفة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.

يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية والتي تأسست في أربعينيات القرن الماضي محظورة من قبل نظام الأسد منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963، وقد تعرضت الجماعة مطلع الثمانينيات لحملات قمع دامية من قبل نظام الأسد الأب أدت إلى اعتقال ومقتل وهرب الآلاف من أفرادها، ولا سيما في مدينتي حلب وحماة.