مع المنشد الإسلامي مروان قدري

المنشد الإسلامي مروان قدري:

النشيد يفتح متنفساً لطرب المؤمن في حدود الشرع

حوار: أحلام علي

ولد النشيد الإسلامي على أشرطة مسجلة ولاقى نجاحاً كبيراً فور ولادته، لا سيما وأنه سد ثغرة شاغرة مهمة في نواحي العمل الإسلامي، فكان بديلاً ناجحاً للغناء المحرم، ومن خلاله ألهبت أناشيد الحماس المشاعر الخاملة وأوقدت شعلة الجهاد، وأطربت الوجدان في غير مخالفة للشرع.

وكانت أشرطة (البراعم المؤمنة) الانطلاقة الأولى في هذا المجال متفردة بألحانها الشجية.

وعن قصة بداية (البراعم المؤمنة) كان هذا الحوار مع المنشد الإسلامي مروان قدري المؤسس الأول لهذا اللون الإنشادي – أناشيد الأطفال:

* من أنت وماذا عن تجربتكم الأولى في هذا المجال

- مروان قدري عثمان من حلب السورية، أعمل حالياً مدرساً للغة العربية بالمدينة النبوية، هويت الطرب منذ أول مراحل طفولتي وكنت أحفظ الأغنية لمجرد سماعها لمرة واحدة، وولعت بحفظ التراث الفني لمدينة حلب من موشحات، وقدود وبعض الأدوار القديمة، وشاركت ببعض حفلات (التربية) أثناء دراستي الابتدائية، ولما دخلت المرحلة الإعدادية توجهت إلى الأستاذ والفنان صبري مدلل وبدأت أتعلم منه الأناشيد ثم المقامات، والإيقاعات، وواصلت معه التعلم إلى أن غادرت سورية في صيف 1980م.

* ماذا عن ألحانكم خلال هذه المرحلة؟

- في سورية كانت لي ألحان كثيرة، موجهة إلى فرقة من الأطفال حيث أصدرت بأصواتهم شريطين تحت اسم (البراعم المؤمنة) وقد كتب لهما القبول بفضل الله، وانتشرت بشكل سريع في سورية، بل وفي كثير من البلاد العربية، وحملتها الجاليات العربية إلى أوروبا وغيرها..

هذا بالإضافة إلى عشرات المرات التي كنت أشدو بها بصوتي مع فرقتي في حلب.
* لماذا بدأ اهتمامك بالأطفال ولم تهتم بتثبيت أقدامك على أرض الأنشودة الإسلامية، رغم أنك صاحب صوت متميز؟

- عندما بدأت التلحين وأنا في المرحلة الثانوية من (1974 – 1976م) كنت أعرض اللحن على أستاذي حتى يجيزه، ثم أشدو به بصوتي مع فرقتي وقدر الله أن أجد مجموعة أطفال في مسجد الحي لهم أصوات ندية.. فبرقت الفكرة في رأسي وبدأت أوجه ألحاني إليهم، وكان عددهم خمسة، والعجيب أن هؤلاء الخمسة ثلاثة إخوة وأخوان – أي هم من أسرتين فقط، والأعجب أنهم يسكنون في عمارة واحدة، ولم تكن بين الأسرتين صلة قرابة أو معرفة من قبل، ولقد كنت أول من توجه إلى التلحين للأطفال، فقد كانت الساحة خالية تماماً من هذا اللون الإنشادي (أناشيد الأطفال).

* هل واجهت متاعب في تلقين الأطفال اللحن؟

- أكثر مما يتصور.. لكنه تعب تعقبه لذة اللحن.

* ما تصورك للربح المادي من وراء تسجيل الأناشيد؟

- نحن سجلنا الأشرطة بمسجلات بدائية وعادية، وكثيرون هم الذين استغلوا أشرطتي هذه وباعوها لحسابهم، بل إنه في الفترة الأخيرة، هناك من طبع الشريطين في كتيب صغير وباعه دون الرجوع إلي أو الاستئذان مني، وكثيراً ما بيعت الأشرطة بالآلاف ومن أناس يدعون الالتزام وربحوا من ورائها الكثير وكنت إذا أردت شريطاً لنفسي دفعت ثمنه.

* البعض يقول: النشيد الإسلامي يهتم بالفكرة لا باللحن.. ما تعليكم؟

- الحق أن كثيراً من الناس لا يعرفون معنى أو هدف النشيد الإسلامي فهو يهذب الروح، ويطهر القلب، ويربي الفرد، فإذا صهرت هذه المعاني السامية بقالب فني رائع كانت للقلب أسرع وللفؤاد أنفع، ومجيء النشيد الإسلامي فتح متنفساً طيباً لوجدان المؤمن كي يطرب في حدود الشرع.

وحين يصاحب الكلمات لحن تأتي بأهدافها المرجوة. وإلا فسوف تبعث السآمة والملل عند المستمع، ولن تجد لها صدى ناجحاً، بل على العكس غياب اللحن الجيد يتسبب في وأد الأنشودة في مهدها.

* نعود فنسأل: لماذا لم تخرج ألحاناً بصوتك؟ هل أنت معتزل التلحين هذه الأيام؟

- الساحة الآن مليئة بالأصوات، منها الحسن ومنها غير ذلك، وأنا لا أحب المزاحمة ولا الابتذال، ولا أعرض نفسي على أحد، ولم يطرق بابي أحد، كما أني لم أعتزل التلحين، فأنا أقدم للمدارس التي أعمل فيها كل سنة لحنين على أقل تقدير، وقد جمعت بعض هذه الأناشيد في كتيب خاص، وهي في حدود 25 لحناً.. فأنا أؤلف الأنشودة، وأقوم بتلحينها، وإجمالي الأناشيد التي لحنتها حوالي 65 لحناً.

* هل ترون أن أناشيد الأطفال وصلت الآن لمستوى مرض؟

- كل ما يقدم على الساحة خير وبركة ويجد من يعجب به.. ولكنني أقول فيه رأي متخصص حيث لي عليه ملاحظتان:

1 - تشابه الألحان: إذ الأناشيد في الشريط يشبه بعضها الآخر.

2 - ضعف التلحين.

* ما أطروحتكم لتطوير الأنشودة الإسلامية؟

- أن يتبنى الإنتاج رجل غيور على أمته وأبنائه.. بعيد عن الجشع المادي.

- أن يشترك في التلحين الكثيرون ممن يجيدون التلحين أو أن يعلن عن مسابقة لأجمل لحن، وتكون هناك لجنة تحكيم متخصصة واعية.

* بم تنصح من يتبنى إنتاج أشرطة أناشيد إسلامية؟

- أقول له: ابحث عن المتخصصين في تلحين النشيد الإسلامي ولا تسترخص الثمن, وحاول أن يشترك في الشريط أكثر من ملحن، حتى يتم التوزيع الذي يذهب السأم والملل.

* هل لك ألوان أدبية أو فنية أخرى غير التلحين وتأليف الأناشيد؟

نعم.. وقد أصدرت في السنوات الأخيرة مجموعة قصصية بعنوان (عودة إلى العش)، وكتاباً للطلبة في التعبير بعنوان (هداية البصير في الإنشاء والتعبير).. وقصائد شعرية آخرها (قصة شهيد).