مع سفير كوسوفا بالقاهرة

سفير كوسوفا بالقاهرة:

الثورة المصرية نجحت بفضل الله

ونرحب بوصول السلفيين للحكم إذا اختارهم الشعب

أجري الحوار: محمود حلمي

هو رجل في زمن عز فيه الرجال ، رجل يحمل هم أمة وشعب . يقدم الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن شعب افترسته آلة القمع الشيوعية الصليبية.

عندما نتحدث عن دولة كوسوفا الشقيقة فلابد أن يُذكر الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي ممثل كوسوفا في العالم الإسلامي وسفيرها بالقاهرة ، فلهذا الرجل المجاهد دور كبير في تعريف العالم بمحنة كوسوفا ، له عشرات المؤلفات عن بلده الأم الذي تركه ليجوب العالم الإسلامي من أجل تعريف الناس بقضية كوسوفا .

كان لنشأة الدكتور إسماعيل الأثر الكبير في حياته الفكرية ، فهو سليل أسرة عريقة بالفكر والثقافة والأدب ، فهو ابن الشيخ حقي إسماعيل أحد كبار مشايخ كوسوفا الذين أخذوا علي عاتقهم توضيح رسالة الإسلام لشعوب البلقان .

وسار الابن علي درب أبيه ، فكان خير خلف لخير سلف .. وراح الدكتور بكر إسماعيل يندد في كل المحافل بجرائم الصرب ، ويوزع الكتيبات والمنشورات التي تدعو لاستقلال كوسوفا وحماية شعبها من عمليات الإبادة الجماعية .

الفتح التقت الدكتور بكر إسماعيل وحاورته عن قضايا الشعب الكوسوفي ومستقبل العلاقات الثنائية بين مصر وكوسوفا وموقف حكومة كوسوفا من الربيع العربي ، فإلي نص الحوار:- 

- منذ أيام جاء السيد أنور هوجا وزير خارجية كوسوفو إلي مصر ، كيف أفادت هذه الزيارة العلاقات الثنائية بين مصر وكوسوفا ؟ 

** العلاقات الثنائية بين مصر وكوسوفا هي من زمان لأن كوسوفا هي الشعب الألباني ، والعلاقات بين الشعب الألباني والشعب المصري منذ أيام محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة ، وهو ألباني " بلدياتنا " ، والعلاقات بين الشعبين ممتدة من فترة طويلة ، والآن بعدما اندثر الاتحاد السوفييتي وبعدما أعلنت كوسوفا الاستقلال يوم 17 فبراير 2008 ، كانت أول زيارة خارجية لوزير الخارجية الكوسوفي هي لجمهورية مصر العربية ، وكانت الزيارة مثمرة ، وقد شعر الوزير براحة كبير وأنه بين أهله وفي بلده الثاني ، وكما تعلم فهو بدأ زيارته من ميدان التحرير ، ميدان الحرية .. فهو تنفس الحرية في ميدان التحرير ، والتقي بممثلين للعديد من المؤسسات في مجالات مختلفة ، والتقي برؤساء أحزاب ومثقفين وإعلاميين ونشطاء .. كانت زيارة مثمرة جدا .

- ما هي الاحتياجات التي تتمنون من الأشقاء العرب تلبيتها لأهل كوسوفو ؟ 

** أهم طلب لدينا الآن هو اعتراف الدول العربية والإسلامية بـ كوسوفا .

- أين كوسوفا من الإعلام والفضائيات التي تخاطب العرب والمسلمين لتعريفهم بمحنة هذه الدولة الشقيقة ؟

** كانت هناك اتصالات بين كوسوفا والدول العربية والإسلامية ولكنها قليلة لأننا كنا تحت الاحتلال ، وبعد ذلك الحرب .. وعندما انتهت المحنة الأخيرة بدأنا في الاتصال المباشر بالدول العربية والإسلامية وللأسف كانت الاستجابة محدودة ، والآن بعد حصولنا علي الاستقلال بدأت الاتصالات المباشرة المباشرة وخاصة بعد اعتراف بعض الدول ( السعودية – الإمارات – سلطنة عمان – قطر – الأردن – موريتانيا - جيبوتي – الصومال – البحرين – جزر القمر ) ، هذه الدول اعترفت باستقلال كوسوفا ، فأثر هذا الاعتراف علي دعم العلاقات الكوسوفية العربية .

- ماهي أحوال التعليم في كوسوفا ؟

** التعليم في كوسوفا جيد جدا ، فلدينا جامعات حكومية وعدد الجامعات الخاصة المستقلة 28 جامعة ، تخضع لوزارة التعليم العالي ، والحمد لله التعليم عندنا جيد والشعب الكوسوفي متعلم وعندنا 52 % من شعبنا تحت سن 19 سنة ، وكل هؤلاء الشباب متعلمون .. كما أن عندنا كلية اللغة العربية وأخري للدراسات الإسلامية ، وعندنا أيضا مدارس ثانوية لتعليم اللغة العربية .

- مؤسسات التنصير تلعب دوراً خطيراً في كوسوفا ، فما هي سبل المواجهة لهذه المؤسسات ؟

** في كوسوفا أكثر من 2000 مؤسسة أجنبية تعمل بحرية تامة ، وكل هذه المؤسسات تحاول مخاطبة الشعب وإيصال رسالتها ، لكننا شعب مسلم ونحافظ علي ثقافتنا ، لذلك وجود مؤسسات من الدول العربية والإسلامية مهم جدا .

- في مصر يعاني الشعب المسلم من الإرهاب العلماني فكيف هو الحال في كوسوفا ؟

** لست ملماً بما يحدث في مصر من قبل العلمانيين ، وبالنسبة عندنا الحمد لله ، الدولة تتبني الحرية والديمقراطية وهناك حوارات مع أي تيار ، والحكومة تقدم من خلال وزارة التعليم العالي المناهج العلمية والثقافية الرصينة في المدارس .

- كيف يري شعب كوسوفا ثورة 25 يناير ؟ 

** الشعب الكوسوفي أيد ثورة 25 يناير وإن كنت تشاهد الإنترنيت وقت الثورة كنت ستجد الصحف الكوسوفية تقدم تقريراً كل عشر دقائق ، عن ميدان التحرير وما يحدث فيه ، وبعد أيام كان هناك مراسل لكوسوفا يغطي مباشرة من ميدان التحرير وينقل الصورة للتلفزيون الكوسوفي ، والشعب الكوسوفي وقف إلي جوار شباب الثورة ، لأن شعبنا اكتوي بنيران الحرب الصربية ، وتكللت ثورة 25 يناير بالنجاح يوم 11 فبراير ، في وقت قريب من احتفالنا يوم 17 فبراير بعيد الاستقلال ، فكانت الفرحة فرحتين .

- السيدة رئيسة الجمهورية عاطفة يحيي أغا شكت لوفد من المثقفين المصريين في يوليو الماضي من عدم اعتراف مصر بدولة كوسوفا في ظل اعتراف 77 دولة من جميع أنحاء العالم .. هل تري أن حكومة كوسوفا مقصرة في عدم اعتراف العديد من الدول العربية والإسلامية بدولتكم ؟ 

** نحن الآن وصلنا إلي 84 دولة اعترفت بنا ، أما الحكومة الكوسوفية فإنها لم تقصر .. فهي كانت تطلب دعم وتأييد الدول العربية والإسلامية قبل الاستقلال وبعد الاستقلال ، وقد أرسلت الحكومة لجميع دول العالم بطلب اعتراف باستقلالها ، وجاء رد الفعل سريعا من الدول الغربية في نفس يوم الاستقلال ، ثمانية دول عظمي اعترفت بالاستقلال وفي اليوم التالي مباشرة قاموا بفتح سفارات ، وللأسف الشديد أرسلنا طلبات إلي الدول العربية والإسلامية ،إلا أنهم تجاهلوا الطلب ، وبعد ذلك كررنا الطلب وكانت أول دولة عربية تعترف هي الإمارات وبعد ذلك جاءت دول أخري ، إلا أننا ننتظر الاعتراف من مصر ، لأن العلاقات بين البلدين قوية وقديمة ، وهناك 8 اتفاقيات بين المؤسسات الكوسوفية والمصرية في 2004 و 2005 ، ووقتها لم نكن دولة .. نحن نتمني أن تكون الثورة هي البداية لعلاقات متميزة ، ونلح في طلب الاعتراف من مصر باستقلال كوسوفا .

- هل تري أن هناك إمكانية لانضمام كوسوفا للاتحاد الأوروبي ، خاصة وسعادتك تعلم التعنت الأوربي مع تركيا التي لم تستطع حتي الآن الانضمام للاتحاد ؟

** اعتقد أن كل بلد لديه موقف خاص به ، ونحن في قلب أوروبا ويُطلق علي كوسوفا " لؤلؤة البلقان " والشعب الكوسوفي أول شعب استوطن في هذه المنطقة ، فنحن أهل البلد ، وأعتقد أن انضمام كوسوفا للاتحاد الأوروبي سيكون قريبا جدا لأن شروط الاستقلال أقوي من شروط الاتحاد الأوروبي ، ونحن قد حصلنا علي الاستقلال بموافقة 22 دولة أوربية من دول الاتحاد .

- استقلال إقليم كوسوفا المسلم دستوريًّا، يوم الأحد ‏17‏ من فبراير عام ‏2008 ، رآه البعض مقدمة لإثارة القلاقل في العالم العربي ومن ثم السماح للأقليات بالانفصال علي غرار كوسوفو .. بماذا ترد ؟؟

** هذا غير صحيح علي الإطلاق ، لأن كوسوفا لم تستقل من أي دولة ، فهي دولة مستقلة ، تم ضمها للاتحاد اليوغسلافي ، ولما مات تيتو كان أول رئيس للاتحاد اليوغسلافي من كوسوفا ، وبعد ذلك احتل الصرب بلدنا ، وغير ذلك نحن 95 % من قومية ألبانية أي لسنا أقلية .وإنما الصرب هم الأقلية ، ومن أجل ذلك ينص دستور كوسوفا علي اعطاء الحقوق كاملة للأقليات الموجودة في كوسوفا .

- البعض ربط بين استقلال كوسوفا وانفصال جنوب السودان ومن قبل تيمور الشرقية والمناطق التي تكون فيها الأقلية تشكل كثافة سكانية .. بماذا ترد ؟

** هؤلاء الناس إما أنهم لم يعرفوا الحقيقة وإما أنهم يلعبون دوراً سياسيا لمصلحة جهات معينة ، لأننا لا نستطيع أن نقارن كوسوفا بجنوب السودان ، لأن جنوب السودان انفصل عن الدولة الأم ، ولكن كوسوفا لم تنفصل عن الدولة الأم .. كوسوفا تخلصت من الاحتلال الصربي ، ومعني كلامهم هذا أنهم يريدون أن تخضع الأغلبية ( 95 % ) للاحتلال الصربي ، وهذا لا يُعقل .

- هناك من يقول أن كوسوفا ستبقي رهن المشروع الأوروبي الأمريكي وأن الوصاية انتقلت من صربيا إلي أمريكا وأوروبا مع الأخذ في الاعتبار وجود جنود من أميركا وأوروبا داخل الأراضي الكوسوفية ، وأن أمريكا تهدف من مساندة كوسوفا حصار روسيا وإتمام مشروع الدرع الصاروخية ، كيف تري هذه الأطروحات ؟ 

** نحن في هذا الزمان كل واحد يقول رأيه ويتبني أطروحات معينة ، لكننا ككوسوفيين أعلنا الاستقلال لنأخذ حقوقنا ونتخلص من الاحتلال البغيض ، كما فعلت جميع القوميات .. ثم لماذا لم يتكلم هؤلاء عن الجبل الأسود الذي به 40 % من الصرب ومع ذلك استقل عن صربيا ، لماذا لم يتحدثوا عن دول أخري في الاتحاد اليوغسلافي أعلنت استقلالها ؟ بل بالعكس نحن 95 % من تعداد السكان نشكل قومية واحدة ، والدول الغربية العظمي ساعدت كوسوفا لأنهم وجدوا الصرب يقيمون المذابح ويقومون بالتطهير العرقي لقتل كل الألبانيين ، وبالطبع المصالح الدولية موجودة في كل الدول وكما يُقال لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة .

- ما هو تقييمك لدور الأزهر الشريف في كوسوفا ؟ 

** نحن نشكر الأزهر الشريف ، لأنه قدم للشعب الكوسوفي الكثير منذ العام 1928 ، فكانت الوفود تأتي للأزهر للتعلم ويتخرج الأئمة والشيوخ ، ليصبحوا فيما بعد سفراء الأزهر في بلادهم ، ويوجد تعاون مباشر بين الأزهر والاتحاد الإسلامي الكوسوفي ، ونتبادل المنح والمدرسين والدعم الثقافي والإسلامي ، كما يحسب للأزهر تقديم الدعم للتأثير علي الدول العربية من أجل الاعتراف باستقلال كوسوفا .

- منذ أيام حذرت روسيا علي لسان سفيرها لدي الأمم المتحدة من " حمام دم " في حال أصرت كوسوفا علي السيطرة علي المناطق الحدودية مع صربيا ، في تأييد واضح للمتمردين الصرب بشمال كوسوفا .. ألا تشعرون بالقلق من هذا التدخل الروسي الصريح ؟

** نحن لا نشعر بالقلق إلا إذا وجدنا الدول التي ترعي القانون وحقوق الإنسان والحريات ، لا يتصدون لهذه الآراء ، الموضوع باختصار أن كل دولة لديها حدود لابد من حمايتها ، وصربيا أرادت أراد أن تدخل بضائع بدون جمارك ونحن منعنا هذا الخرق القانوني .

- تأتي أهمية كوسوفا من كونها دولة مسلمة في قلب أوروبا ، ما هي سبل الحفاظ علي هوية وعقيدة شعب كوسوفا في ظل محاولات التحرش الروسي الصربي ومحاولات الهيمنة الأمريكية ؟

** الحفاظ علي الهوية الإسلامية يكون من خلال تكوين علاقات مباشرة بين الدول العربية والإسلامية وبين هذا الشعب ، فكلما كانت هناك علاقات مباشرة ، كان معني ذلك أن الثقافة العربية الإسلامية ستصل إلي هذا الشعب ، ومن ثم يستطيع شعب كوسوفا الحفاظ علي هويته .. واستهداف هوية كوسوفا يقع علي عاتق الدول العربية والإسلامية .

- المرأة في كوسوفا مستهدفة من جماعات التغريب والتمييع ودعاة العلمانية ، ما هو السبيل لأن تحافظ المرأة الكوسوفية علي دينها في ظل موجات الإباحية التي تجتاح أوروبا ؟

** نحن طبعا نحاول الحفاظ علي هوية المرأة الكوسوفية ، فهي لها حقوق و30 % من أعضاء البرلمان من السيدات ، و 30 % من الوظائف الحكومية للسيدات ، ورغم أن 95 من شعب كوسوفا يدين بالإسلام إلا أنهم لا يعرفون الكثير عن الإسلام ، فبعد 50 عاما من الشيوعية ، أعقبتها حرب صربية من أجل إبادة الإسلام ، تغيرت بعض الأمور ، ولكن ذلك يجب أن يكون دافعا حتي يوثق العالم الإسلامي اتصاله بكوسوفا وشعبها .. فكيف تحدثني عن الحفاظ علي هوية المرأة في كوسوفا ، والعالم الإسلامي لا يريد الاعتراف باستقلال الدولة ؟! كيف تصل رسالة العالم الإسلامي وهو لم يعترف بعد بدولة كوسوفا ؟كيف إذا تطلب من المرأة أن تلتزم بالثقافة الإسلامية ولا تعترف بدولتها ؟!

- كيف تري دور المساجد في كوسوفا ؟

** في كوسوفا هناك أكثر من 600 مسجد ، ولكن للأسف فإن طغاة الصرب دمّروا أكثر من 300 مسجد ، وخاصة المساجد الأثرية القديمة ، لكن الحمد لله استطعنا بعد الحرب أن نعيد بناء الكثير منها ولكن بطريقة مختلفة عن الطريقة القديمة العريقة ، والآن هناك أكثر من 600 مسجد في كوسوفا ، وتلعب هذه المساجد دوراً هاماً والحمد لله أهم شئ أنها جميعها مليئة بالشباب .

- كيف تري التيار الإسلامي في مصر وما هي توقعاتك له في الانتخابات القادمة ؟

** نحن لا نريد أن نتدخل في الشئون المصرية ونتمني لكل المرشحين في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية التوفيق ، ونتمني أن يأخذ شعب مصرحقه في التصويت وأن تجري انتخابات شفافة حتي تستقر الأمور 

- بماذا ترد علي الأصوات التي تخوّف الناس من السلفيين ؟

** أنا لست متخصصا في هذه الأمور ، كما قلت لك لا نتدخل في شئون مصر ولكننا نرحب بأي تيار يصل للحكم عن طريق الشعب سواء كان السلفيين أو غيرهم .

- هل تعتقد أن الربيع العربي سيؤثر في العلاقات الأوروبية العربية ، أو بالأحري سيغير نظرة أوروبا للعرب ؟

** نعم أعتقد ذلك ، لأن ما حدث في ميدان التحرير كان مؤثراً للغاية ، وهذه الثورات تأتي بالخير والبركات ، وعلي الشعب المصري أن يعمل ويجتهد حتي يمر من هذه المرحلة الانتقالية ، لأن الكلام وحده لا ينفع ، وأنت تذكر أن رؤساء الدول العظمي أشادوا بثورة 25 يناير وقالوا أنها لا بد أن تدرس للطلاب في المدارس والجامعات ، وهذا كلام رائع .. ولكن الأهم من ذلك أن الثورة هي من فضل الله ، لأن الله ذكر مصر في القرآن الكريم ، وأسعدني كثيرا أن كل من التقيته من أفراد الشعب المصري يقول أن هذه الثورة نجحت بفضل الله ، وعليه يجب العودة إلي الطريق المستقيم الذي هو طريق الله الذي قدم لنا الدعم وساند الثورة .. فليعود الشعب المصري إلي ريادته لأن تقدم مصر يمثل تقدماً لكل الشعوب ، لأنها فعلا كما كنا نقول عنها ونحن طلاب " مصر أم الدنيا " .

- ما هو توقعك لمسار الثورة السورية ؟

** حتماً ستنتصر بإذن الله ، ونحن نؤيد كل الثورات العربية ونتمني لها النجاح .. وما يحدث في سوريا الآن يشبه ما كان يفعله الصرب في كوسوفا والحمد لله انتصرنا ، وسينتصر أيضاً الشعب السوري .