مع المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين

«إخوان سوريا»: لن نقبل بتقاسم السلطة مع الأسد «قاتل الشعب» ونرفض تدخل الناتو

المراقب العام للجماعة

رفض الاتهامات بسعيها لعسكرة الثورة

لندن: «الشرق الأوسط» 

أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة أن الجماعة «لا ولن تقبل فكرة تقاسم السلطة» مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إذا ما ضاق الحصار على الأخير ورغب في إشراك أطراف من قوى المعارضة السورية إلى جوار حزبه الحاكم بالسلطة لتهدئة الثورة الشعبية ضده. وأوضح الشقفة الموجود خارج الأراضي السورية في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف: «لا صحة مطلقا لما يتردد عن احتمال وجود تسوية بين (الإخوان) ونظام بشار الأسد بإشراف تركي ومباركة أميركية». وأضاف: «هذا الكلام لا أصل له.. لا الأتراك يسعون، ولا نحن عندنا علم بهذا، وهذه كلها تسريبات من بعض أركان النظام».

وكان عدد من المحللين والمفكرين عبروا عن تخوفهم من احتمال حدوث تسوية بين الإخوان المسلمين ونظام الأسد بإشراف تركي ومباركة أميركية، لافتين إلى العلاقة الوطيدة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ومختلف فروع جماعة الإخوان المسلمين بالمنطقة العربية والمعروف عنها عدم وجود اعتراض أميركي على تقلدها الحكم بالمنطقة، على حد قولهم.

وفي معرض رده على تساؤل عما إذا كان الأسد نفسه قام بتقديم عرض المشاركة في الحكم على الإخوان مع الوعد بمناصب سيادية أو القيام فعليا بإصلاحات سياسية، قال الشقفة: «نحن لا نشترك مع مجرمين، هذا النظام مجرم ويجب أن يرحل.. مهما كانت الإغراءات بالوعود والمناصب أو الإصلاحات، فنحن لن نشترك مع قاتل الشعب». وأضاف: «يجب أن يرحل، ولا يوجد حتى نية للحوار معه.. الحوار معه أمر مرفوض وممنوع وقد اتخذنا قرارا بذلك». وأردف: «في البداية، وقبل ارتكاب أعمال القتل، لم يكن عندنا مانع من الحوار وحتى الشعب كله لم يكن يمانع أن تجرى إصلاحات في ظل وجود هذا الرجل ولكن بعد أن أوغل في الإجرام، لم يعد هذا الأمر ممكنا، ورفض الحوار معه ليس قرارنا فقط كإخوان بل قرار الشعب السوري كله». ورفض الشقفة ما يتردد حول أن الإخوان المسلمين يحاولون الإيحاء للرأي العام العربي والعالمي بأنهم وحدهم من يقود الشارع السوري، مشددا على أن «الشارع يقود نفسه ولسنا نحن الذين نحركه ولكننا نؤيد وندعم حراك الشارع».

كما رفض الشقفة الاتهامات بسعي الإخوان لـ«عسكرة الثورة» عبر تسليح الحركة الاحتجاجية والثوار بهدف الدخول في حرب عصابات مع قوات الأمن والجيش، موضحا: «نحن عندنا قرار واضح بأننا مع سلمية الثورة ولسنا مع عسكرتها ونعتبر أن عسكرة الثورة ضرر على الثورة وعلى الشعب وعلى سوريا نفسها.. نحن ننادي بالسلمية ونصر عليها، لكن النظام هو الذي يريد أن يحولها عسكرية ليبرر القتل والقمع الذي يمارسه بحق الشعب». وحذر الشقفة من تصاعد دعوات بعض الثوار لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وذويهم أمام اعتداء قوات النظام عليهم.

وأردف: «نحن نتحاشى السلاح حتى لا يتحول الوضع لحرب أهلية، وهذا ليس في مصلحة الشعب».

وانتقد الشقفة الموقف الدولي والعربي وصمته جراء أحداث القتل والقمع التي تحدث على نحو شبه يومي للمدنيين السوريين.

وفي معرض رده على سؤال حول رأي البعض بحتمية وجود تدخل عسكري خارجي لحماية الثوار، خاصة إذا كان تدخلا من الدول العربية لا من الدول الغربية أو تحالفات عسكرية تابعة لها، قال الشقفة: «نحن لا نفضل العمل العسكري ولا التدخل الخارجي، ولكن برأيي إذا أمعن النظام في القتل والقمع كما هو الوضع الآن فهو الذي سيجر بعض الدول للتدخل». إلا أنه أكد أن «تدخل قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مرفوض بشكل قاطع»، وتساءل: «من قال إن قوات الناتو كانت غير قادرة على الحسم مبكرا في ليبيا؟ نرى أنها هي التي أطالت المعركة». وأضاف: «التدخل العربي ممكن أن يبدأ سياسيا، فإذا استمر القتل وتدخل العرب بضغط عسكري، فهذا قد يكون مقبولا للشعب، لكن حتى الآن لا أظن أن أحدا بالشعب السوري يتقبل التدخل العسكري».