مع المعارض مؤمن كويفاتية

المرشح السابق لرئاسة سوريا: جرائم بشار تعجل بالتدخل العسكري.. والمهلة التركية له «ظالمة»

المعارض مؤمن كويفاتية:

أطالب بمنطقة عازلة للمواطنين

والجنود المنشقين برعاية دولية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

القاهرة: محمد عجم

أبدى الكاتب والناشط السياسي السوري، مؤمن كويفاتية، استياءه من الموقف التركي الأخير تجاه الأزمة في بلاده، مقارنا بينه وبين الموقف السعودي الذي وصفه بأنه كان قاصما لظهر النظام في دمشق، ووصف كويفاتية الموقف السعودي قائلا: «لقد جعل السوريين يتنفسون الصعداء».

وتوقع كويفاتية، الذي رشح نفسه لرئاسة الجمهورية في سوريا منافسا للرئيس بشار الأسد في عام 2007 - مما عرضه وأسرته وقتها لكثير من التهديدات بالقتل - أن يكون شهر رمضان الحالي حاسما في وضع كلمة النهاية للنظام السوري، مطالبا خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بسرعة العمل على استحداث منطقة عازلة للآمنين تكون تحت الرعاية الدولية.

وقال كويفاتية إن الموقف التركي، بمنح نظام بشار الأسد مهلة أسبوعين في أعقاب زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى دمشق يوم الثلاثاء الماضي، هو بمثابة غطاء سياسي لإيقاع مزيد من القتلى في صفوف الشعب السوري، مضيفا: «المهلة ظالمة، أنقرة تأمل أن يبدأ نظام الأسد إجراء إصلاحات حقيقية خلال أسبوعين، لكن النظام ليست لديه نية في تنفيذ أي اتفاق، وهي فرصة متجددة لأن يستمر الأمن وعناصر الشبيحة في سياسة قتل الشعب الأعزل، لذا نتمنى من تركيا سحب هذه المهلة».

وثمن كويفاتية الموقف السعودي تجاه حمامات الدم التي يستبيحها النظام السوري، حيث وصفه قائلا: «لقد جاء موقف الملك عبد الله قاصما لظهر النظام السوري.. السوريون تنفسوا الصعداء بسببه، فهو لم يصدر عن مصدر مسؤول، بل من الملك ذاته».

أما عن استدعاء دول الخليج لسفرائها من سوريا فقال كويفاتية: «الخطوة، وإن جاءت متأخرة، أفضل من أن لا تأتي، فقد انتقدنا أمين جامعة الدول العربية، نبيل العربي، كثيرا لذهابه إلى سوريا، بعدما أدان سابقه عمرو موسى ما يفعله النظام، مما أعادنا لمرحلة انتظار جديدة ظهر فيها القتل المبرمج والجرائم التي يندى لها الجبين، ومن ثم يعد استدعاء السفراء هو مقدمة لموقف متوقع يتدرج في الشدة».

وأضاف كويفاتية: «النظام السوري يعتمد على أسلوب البلطجة في تعامله وسياساته مع الدول العربية، بأن ينقل عملية التشاحن الطائفي إليها خاصة دول الخليج، فكان سلاحا يهدد به في السابق، وهذه عقلية النظام البلطجي، لكن الآن الأجواء الدولية تقف مع الشعب السوري».

وعن الحملة العسكرية التي تتعرض لها المدن السورية، خاصة حماه ودير الزور، منذ بداية شهر رمضان، قال المرشح السابق لرئاسة سوريا: «النظام مصاب بالعمى، ففي بداية الأحداث، كان جزء من أهل درعا يساندون النظام، ولكن مع اختراق الطائرات للمدينة والإنزال الجوي على المحتجين واعتقال 15 طفلا وتعذيبهم، تغير الموقف وطالب الحورانيون من أهل درعا بالاعتذار الرسمي من بشار، وهو ما لم يحدث، ولو حدث لتغير الموقف الآن وهدأت الأوضاع، فالنظام يقع في أخطاء متتابعة».

وتابع كويفاتية: «كنا نتهيأ لرمضان بحرب نفسية شديدة ضد النظام، ولأن الهمم ترتفع في الشهر الكريم، أصبح الشباب لا يهابون التضحية بأنفسهم وكل منهم على يقين من أنه إذا قتل فليس له إلا الشهادة، وهنا دخل النظام في حرب مع نفسه، وأصبح لسان حاله يقول: (أتغدى بهم قبل أن يتعشوا بي)، فجاء هلال رمضان ومعه ارتكب النظام مجزرة حماه ثم دير الزور وتتوالى المدن يوميا، ولن تتوقف هذه الحملات العسكرية إلا بموقف دولي حاسم لردع النظام، ومن دونه نتوقع أي تصرف أحمق منه».

وتابع قائلا: «نريد موقفا حاسما في مجلس الأمن يمنع توغل النظام في المدن الأخرى». وطالب كويفاتية بمنطقة عازلة للآمنين تكون تحت الرعاية الدولية وإشراف الأمم المتحدة، تجمع الفارين من أعمال القمع والقتل في المدن السورية، كذلك تكون ملاذا للمنشقين من صفوف الجيش السوري حتى لا يكونوا عرضة للقتل والاغتيال.

وحول الموقف الدولي مما تشهده سوريا حاليا قال كويفاتية: «انتهينا من مرحلة التشكيك في استمرار بشار، ولم يعد هناك إمكانية للتفكير في إصلاحاته، ودخلنا الآن في بداية نهاية النظام ومرحلة النزع الأخير، وأتوقع أن يكون شهر رمضان حاسما في استمراره، بعد أن فقد سنده في الخارج وكُشف عنه الغطاء، لذا أتوقع انهيار النظام قريبا».

وحول إمكانية التدخل العسكري الخارجي، قال: «كمعارضين لا نؤيد أي تدخل عسكري خارجي ونؤيد الضغط السياسي، لكن النظام نفسه هو من يستدعي هذا التدخل بجرائمه وتعنته مما يهيئ الأجواء لهذا التدخل، فهو سيناريو وارد».

وبسؤاله عما سوف يُكشف عنه في حال سقوط بشار، أجاب: «سوف يصدم العالم أجمع بما سيتم كشفه من جرائم، بعد أن حول آل الأسد: حافظ وبشار، سوريا لمزرعة خاصة، يقتلون ويذبحون ويسرقون ويعتقلون، يشهد على ذلك عام 1982 عند وقوع مجزرة حماه الأولى التي أصبح الزائر للمدينة بعدها لا يمشي إلا على الجثث، ومجزرة حلب بعد صلاة العيد، وغيرهما».

وحول نيته في الترشح مرة أخرى لرئاسة سوريا في حالة سقوط بشار، قال: «ترشيحي عام 2007 كان خطوة سياسية لتعريف الناس بثقافة الحقوق، وقد كلفني ذلك تهديدات قوية بالقتل لي ولعائلتي، فقد خضت مغامرة وكانت نتائجها مؤلمة، فالترشح للرئاسة ليس مطمعا شخصيا، لذا لن أقدم على الخطوة مرة ثانية، لأن هناك من هو الأجدر، لكن من الممكن الترشح لعضوية مجلس الشعب».

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري :

* إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

* مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام

* استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي

*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله

* ، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّار المجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة

* وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماة بالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة وعشرون ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفوا وانتهكوا الأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، المطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر وحرب إبادة على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، وإطلاق القذائف الثقيلة باتجاه الأهالي الآمنين ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس ، وقلع الحناجر وقتل الأطفال ذبحاً بالسكاكين ، والمعدات العسكرية بما فيها الطائرات والسفن الحربية مؤخراً ، والتي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، ومحاصرة المدن والقرى وتجويعها ، ومنع الإمدادات الإنسانية لها ومنع الإسعاف، وقطع الكهرباء عن الخدّج ليموتوا من ظلم عصابات آل الأسد ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط آل الأسد وما سُمي بنظامهم المشؤوم ، وهو اليوم قد حقق الإنجاز الأعظم إذ وصل الى مرحلة النهاية من عمر النظام بإذن الله .. ولا للحوار مع القتلة.