مع الشاعر زهير أحمد المزوّق

الشاعر زهير أحمد المزوّق:

طموحي أن يصل إنتاجي

إلى أبناء الغربة ويترجم إلى لغات العالم

حاوره: عمر شريقي - اللاذقية

 صوت آخر من الأصوات الشعرية الشابة في اللاذقية، حين نتحدث إليه نكتشف أن في داخله ينبوعاً من التراث والحضارة، وللدخول أكثر في أعماق هذا الشاعر، إليكم الحوار التالي:

* البطاقة الشخصية

- زهير أحمد مزوق، ولدت عام 1956، وقد كانت ولادتي في قرية "مرعند" التابعة لمدينة جسر الشغور، حيث نشأت وتلقيت تعليمي حتى نهاية المرحلة الثانوية.

لدي أربع مجموعات شعرية إحداها مطبوعة، كما أن لدي العديد من المقالات في النقد الأدبي والدراسة الأدبية، نشرت بعضها على صفحات مجلة "الثقافة الأسبوعية" ومجلة "حضارة الإسلام" وكلتاهما تصدران في دمشق.

* متى بدأت كتابة الشعر؟

- كنت طالباً في المرحلة الإعدادية عندما ولدت قصيدتي البكر، وقد عرضتها على مدرس اللغة العربية آنذاك، فشجعني على المتابعة بعد أن أهداني الملاحظات النقدية القيمة... فأعلنت عقد قراني على الشعر، وأنجبت منه البنات والبنين!

* ما هي أهم القضايا التي تناولتها في شعرك؟

- لابد لكل شاعر من الالتزام بقضية أو مجموعة قضايا، يعيش لها ويمنحها عصارة مشاعره وتفكيره.. وقد التزمت بالعديد من قضايا الوطن والمجتمع، إلا أن أول وأهم ما شغل قلمي واهتمامي منها هو قضية المرأة، فقد خصصت لها مجموعتي الشعرية المطبوعة "هذي الألحان إليك".

ولعل سر اهتمامي الأكبر بهذه القضية يعود إلى سببين، أما الأول، فهو لأن المرأة جديرة بهذا الاهتمام فعلاً، نظراً لأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به في بناء المجتمع أو في هدمه على حد سواء.

وأما الثاني، فهو ضرورة التصدي للتيار الإباحي الرخيص الذي تروج لأغراضهم الدنيئة والمكشوفة.. وبالنظر إلى ما قدمت حاولت وأحاول في كل كتاباتي حول هذه القضية أن أنبه المرأة إلى المنزلقات الخطيرة التي يريدون أن تسلكها، كما حاولت وأحاول أن أرسم لها طريق الحياة النظيفة المستقيمة.

* هناك صراع ما بين القديم الكلاسيكي والجديد المستحدث، كيف تنظرون إلى هذه الصراعات؟

- الصراع بين كل قديم وكل جديد هو صراع أزلي وطبيعي أيضاً ما دامت الأذواق وطرق التفكير عند البشر متباينة، وعلى الرغم من أنني نشرت منذ خمسة عشر عاماً مقالاً هاجمت فيه الشعر المستحدث بضراوة على صفحات الثقافة الأسبوعية الدمشقية، فإنني أقول: ليس كل قديم يجب استئصاله، وليس كل جديد يجب قبوله.. إن القضية في النهاية هي: أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وأما الزبد فيذهب جفاء.. بغض النظر عن كونه قديماً أو جديداً.. وبرأيي أن ذلك هو الذي سينهي تلك الصراعات العنيفة.

* ما رأيك بالحركة الأدبية في محافظة اللاذقية؟

- في هذه المحافظة أدباء موهوبون حقاً، وجديرون بقيادة الحركة الأدبية فيها. إلا أن معظمهم لأسف قد آثر الانطواء والبعد عن المشاركة الفعلية، الشيء الذي أتاح الفرصة للدخلاء على الأدب والمتطفلين عليه أن يظهروا على السطح، مستفيدين من سلبية الموهوبين ومن غياب النقد الأدبي الذي لا يجامل، الشيء الذي أساء كثيراً إلى تلك الحركة، وأفقدها الجاذبية والجماهيرية معاً.

* ما هي النقاط الواجب توفرها في الشاعر المتألق؟

- ليس من السهولة الإجابة على هذا السؤال ضمن هذا النطاق المحدود.. ولن أحيلك على الآراء النقدية الجاهزة في هذا المجال والتي يكاد يجمع عليها معظم النقاد ودارسي الأدب، ولكنني أقول باختصار: إن الشعراء الذين تألقوا على مدار الأزمان واختلاف الأوطان، واستطاعوا أن يجدوا لأنفسهم المكانة المرموقة في عالم الشعر، تنحصر أسباب تألقهم في ثلاث نقاط هي: الموهبة الأصيلة، والثقافة العميقة، وصدق الانتماء لقضايا الجماهير.. خذ مثلاً على الصعيد العالمي: الشاعر الروسي الكبير بوشكين، والشاعر الألماني غوته، والشاعر الهندي طاغور، وخذ مثلاً على الصعيد العربي: أبو تمام وأحمد شوقي وعمر أبو ريشة.. تجد أن جميع هؤلاء من الشعراء المتألقين، وأن سر تألقهم هو ما أشرت إليه، كما أن نصيب كل واحد من التألق كان بالقدر الذي توفر لديه من الموهبة والثقافة وصدق الانتماء، مع مراعاة الظروف التاريخية وطبيعة العصر لكل شاعر من هؤلاء الشعراء.

* أنت كشاعر، ما هي طموحاتك؟

- لكل شاعر يحترم نفسه وفنه.. مبادئ وأفكار يؤمن بها ويدافع عنها ويحاول إيصالها إلى الناس.. وطموحي هو أن يجد إنتاجي طريقه إلى النشر، بما يحمله للناس من مبادئ وأفكار..

وبما أن ظروفي المادية لا تسمح لي بنشر أية مجموعة شعرية لدي، وبما أن كرامتي لا تسمح لي بسفح ماء وجهي ووجه شعري على أبواب دور النشر ضمن الشروط الظالمة التي تقررها، فإن طموحي هذا سيبقى حلماً لا أدري أنا ما إذا كان سيتحقق أم لا؟!

* هل ثمة كلمة أخيرة تريد قولها؟

- لقد كان الشعر قديماً عند العرب من أشرف الكلام وأقدسه، ولذلك جعلوه ديوان علومهم وأخبارهم، وشاهد صوابهم وخطئهم، كما قال ابن خلدون.. وبشيء من الصراحة نقول: إن الشعر في أيامنا فقد الكثير من تلك المكانة الرفيعة في نفوس أبنائه، لأسباب متعددة لا مجال لذكرها الآن.. ورجائي عند القارئ العربي أن تبقى مكانة الشعر في نفسه كما كانت في نفوس آبائه وأجداده، وصدق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حينما قال: (إن من الشعر لحكمة).. وما أظن هذا الشعر إلا جديراً بالتقدير والاحترام.