مع المبدعة مريم العلى

إبراهيم خليل إبراهيم

المبدعة السورية

تشارك بقوة في الحياة الثقافية والأدبية

حوار: إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

الموهبة منحة من الله تعالى يهبها لمن يختصه من عباده .. والمبدعة مريم العلى عشقت الكلمة منذ ان تعلمت حروف الهجاء فكتبت ماتشعر به فوصل ماتكتبه إلى القلوب .. واجهت بعض الصعوبات ولكنها لم تتوقف .. ومن هنا كان هذا الحوار :

المبدعة مريم محمود العلى نود فى البداية نتعرف على المولد والنشأة والمسير العلمى ؟

ولدت بحي الجميلية بمدينة حلب الشهباء بالجمهورية العربية السورية وأنا اكبر إخوانى واخواتى .. التحقت بما يعرف عندنا بالخوجة ( الروضة ) وكان عمري سنتين وحفظت جدول الضرب وتعلمت القراء ة والكتابة وطرق الحساب الأربعة قبل دخولي المدرسة في السادسة من عمري .. وأعجب بنشاطى واجتهادي كل من قام بالتدريس إلى فى المدرسة وكانت معلمتى تأخذني إلى الصف السادس لأقرأ لهم الدروس و كنت أنا في الصف الأول.

فى طفولتى تعرضت لحوادث عديدة منها الحرق والغرق والوقوع في بئر عميقة والتوهان في شوارع المدينة الكبير  ثم عدنا من حلب إلى القرية التي عاش فيها والدى وكنت وقتها في الصف الخامس  وهنا كانت الطامة الكبرى حيث قضينا خلالها أياما سوداء.

ماهى الصعوبات التى واجهت مريم العلى ؟

أولا : أبي أصبح بلا عمل .

ثانيا: لا توجد مدرسة إعدادية في القرية لذلك خرجت من المرحلة الابتدائية .

 ثالثا : خطبت لابن خالي وأنا في الصف الخامس وتزوجت وأنا في الخامسة عشر من عمري  ورزقنى الله تعالى من الأبناء بولدين و ( 4 ) بنات .

بعد ثلاثة عشر عاما من تركي المدرسة قررت المتابعة وتقدمت لامتحان الشهادة الإعدادية وحصلت عليها من أول سنة ثم تقدمت لامتحان الشهادة الثانوية وحصلت عليها من أول سنة وسجلت بكلية الحقوق ولكن لظروف قاهرة جدا تركت الدراسة وبدأت أعمل كمعلمة لأساهم في مصروفات البيت .

من الذى اكتشف بداية موهبتك الأدبية ؟

في المرحلة الابتدائية عندما كنت أكتب موضوعا كانت المعلمة تعجب به وتطلب مني أن أقرأه لكل المعلمات بالمدرسة .

 مادور الأسرة ودور المجتمع فى تنمية موهبتك ؟

كان والدى يعشق القراءة وأيضا مثله والدتى  وكانت قراءة القرآن لا تنقطع في البيت هذا بالإضافة إلى قراءة الكتب الدينية والروايات  وكان عمى يعمل بالمركز الثقافي ويجلب لي المجلات وقصص الأطفال وكانت لدي موهبة الكتابة لكنني وقتها لم أحتفظ بأي منها وأحببت المطالعة كثيرا لذلك بدأت بقراءة قصص الكبار والروايات في سن مبكرة وكان عمري إحدى عشر عاما .

هل تتذكرين أول ما خطه قلمك من إبداع ؟ ومتى كان ذلك ؟

بعد أن خرجت من المدرسة في الصف السادس كانت إذاعة دمشق تقدم البرامج ويشارك فيها من لديه موهبة الكتابة مثل برنامج  مجلة الإذاعة  فكتبت مقطوعة نثرية وأرسلتها وكانت المفاجأة أن رسالتي اختيرت من بين آلاف الرسائل التي وصلتهم وكان هذا حافزا لي للاستمرار بالكتابة وإرسال ما أكتب إلى إذاعة دمشق وإلى البرامج المختلفة  .

نعم فأنا اذكر إننى كنت أرسل إلى برنامج ( ندوة المستمعين ) الذى كان يذاع بالإذاعة السورية ويقدمه الإذاعيين عدنان شيخو وسكينة نعمة  ومن هنا أقول هل المبدعة  مريم العلى  تعشق الإذاعة ؟

نعم أنا اعشق الإذاعة وتقدم رسالة جميلة برغم زخم وسائل الإعلام  .

هل أصقلت موهبتك بالدراسة المتخصصة ؟

لا ...المطالعة الكثيرة هى التي أصقلت موهبتي فأنا في عام واحد بعد خروجي من المدرسة وكان عمري ثلاثة عشر عاما قرأت ما يقارب ثلاثة آلاف من الكتب .

أنت تكتبين القصة القصيرة والخاطرة والشعر والدراسات فأيهما الأقرب إلى قلبك ؟

الأقرب إلى قلبى .. القصيدة النثرية لأنني أعبر من خلالها على كل ما بداخلى وما بذاتي وأشعر وكأنما روحى قد حلقت إلى عوالم ساحرة .

نود التعرف منك على دور والشبكة العنكبوتية فى الإبداع ؟

الانترنت له المحاسن والمساوئ لكن محاسنه أكثر عندما نعرف كيف نستخدمه فهو أقل كلفة من الطباعة الورقية وأسرع انتشارا ومن خلاله تعرفت إلى نتاج نخبة من أدباء وكتاب العالم الناطق باللغة العربية و لولا النت ما كنت التقيت بك .

أيضا نود التعرف على الجمعيات والاتحادات الأدبية التى فى حياتك الأدبية ؟

أنا عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب واتحاد المدونين العرب ولي مدونتان وعضو موقع القصة السورية وعضو موقع القصة اليمنية وعضو الجمعية المعلوماتية السورية .

 هل الزواج والأسرة أثرت على إنتاجك الأدبى بالسلب أو الإيجاب ؟ وكيف ؟

بما أنني أكره الفراغ وإضاعة الوقت فيما لا يفيد فكنت أشغل كل أوقاتي بعد الاهتمام بأسرتي بممارسة القراءة والكتابة .

هل زرت بعض الدول ؟ وهل تحبين السفر ؟ وماقولك عن السفر والترحال سواء داخل النفس البشرية او خارج حدود الوطن ؟

أحب السفر كثيرا لكنني لم أغادر خارج الحدود السورية .. وكان تجوالي في المحافظات السورية لإقامة النشاطات الأدبية .

 السفر مفيد جدا للإنسان وخصوصا الأديب وأمنيتي أن أزور مصر وإيطاليا .

كم عدد المحافظات السورية ؟

عدد المحافظات السورية ( 14 ) وهى : دمشق - ريف دمشق - حلب - حمص - حماة - إدلب - الحسكة - الرقة - دير الزور - اللاذقية - طرطوس - درعا - القنيطرة - السويداء .

هل المرأة المبدعة فى سوريا الشقيقة فعالة فى الحياة الأدبية والثقافية ؟

نعم للمرأة السورية المثقفة دورا هاما فهي تشارك في الندوات والأمسيات والمهرجانات وتشارك بقوة فى الحياة الأدبية والثقافية .

نود التعرف على قصة أو أمرا ما أثار داخلك الإبداع فكتب فلمك ؟ وماذا كتب قلمك ؟

كنت أجلس فوق سطح بيتي أعانق الطبيعة بناظري وكانت جارتي تجلس مع زوجها في باحة الدار فلفت انتباهي جلوسهما الشارد فكتبت قصة قصيرة جدا بعنوان ( عاشقان ) وقلت فيها:

كعاشقين جلسا معا تحت ظل الياسمينة جانب البحيرة التي تزين ساحة الدار وتحت قبة السماء المتلألئة بالنجوم .. كان يفكر وكانت تفكر ومساحات شاسعة من البعد تمتد بينهما  .

لمن تقرأ المبدعة مريم العلى ؟

قرأت تقريبا كتب الأدباء الكبار في العالم من فيكتور هيجو إلى إرنست همنجواي ووليم شكسبيرو مكسيم جوركي  وتولستوي  ديكنزوجوته وسومرت وأميل زولا .. ومن الأدباء العرب  جبران خليل جبران والدكتور طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس محمد عبد الحليم عبد الله ويوسف السباعي ويوسف إدريس .

ماقول المبدعة  مريم العلى  عن الفن بين الماضى والحاضر ؟

الطرب القديم أفضل بكثيرعما نعاصره الآن الحاضر .

هل المبدع اوالكاتب فى عصر تعدد فيه وسائل النشر يعد محظوظا ؟

بالطبع لأنه يستطيع أن يقدم مايريد فإذا كان نتاجا جيدا سيجد له قبولا وإذا كان سيئا فلن يجد قبولا .

إذا ذهبت المبدعة  مريم العلى  إلى مكتبة وأرادت أن تشترى بعض الكتب فما هى تلك الكتب ومن هم الكتاب الذين تحرصين على قراءة كتبهم ؟

اشترى الكتب الأدبية والجيدة منها وعندى كل مؤلفات جبران خليل جبران والأديب والصحفى إبراهيم خليل إبراهيم فأنا عندما أشعر بالضيق أقرأ كتبهما .

من يهز وجدان المبدعة  مريم العلى  من أهل الطرب ومن قراء القرآن الكريم ؟

نجاة و فيروز ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأم كلثوم وكل أغنية جميلة .

ومن قراء القرآن الكريم عبد الباسط عبد الصمد ومحمود صديق المنشاوى ومحمد رفعت .

رسائل توجهها المبدعة  مريم محمود العلى إلى كل من : الأمة العربية _

سوريا _ مصر _ المواهب الواعدة _ الضمير الإنسانى _ المرأة _ أستاذك _ والدتك ووالدك _ أسرتك .. فماذا تكتب فيها ؟

الأمة العربية : الخطر يحيق بك ...استيقظي .

سوريا : أحبك وروحي فداك .

مصر: حلمي أزورك واشرب من نيلك .

المواهب الواعدة : عليكم بالقراءة كثيرا لأنها تصقل المواهب .

الضمير الإنسانى : أعلن ثورتك آن الأوان .

المرأة : خذي دورك في المجتمع .

أستاذك : أستاذي كتابي الذي أحبه .

والدتك ووالدك : رحم الله والدي أما والدتي فأقول لها سامحيني عذبتك كثيرا  .

أسرتك : أنتم الشمعة المضيئة في حياتي .

إبداع لمريم العلى تعنز به وتود فى الختام أن تقدمه لنا فما هو ؟

قصيدة بعنوان  كنت طفلة التى ألقيتها بمهرجان في سوريا بمناسبة عيد المعلم وقلت فيها  :

كنت طفلة

قيل ليْ : العلم نور

فانهلي من روح هذا الورد شهده

كنت طفلة .. قيدوني بالدروس

أفهموني أنني للحرف عبده

كنت طفلة : قيل ليْ

إن المعلم

كاد أن يمسي رسولا

فلتكوني غرسة الحقل المجدة

ولتكوني نحلة تهوى الرحيلا

لا تحومي قط حول وردة

كبرت في الطفولة

صرت أنثى

أشتهي ضم الكتاب

أصبح الحرف حبيبي

وارتقى عندي الخطاب

وأطال القلب سهده

صرت أنثى

أدركت عشق الذي ذاب فداء للزمن

وروى التاريخ مجده

أدركت قلب الذي علمها حب الوطن

وانتماء بلغ الفكر أشده

كبرت في الأنوثة

صرت زوجا ... صرت أما ..صرت جدة .

بات ذاك الحرف عبدي

وانتهى التعليم عندي

لأنير الدرب للأجيال بعدي

فأنا شاعرة أعطيك في الإبداع بنده

نحن أشبال المعلم

نحن لبوات الأسود

تنجب الأرحام أسده

وأنا شاعرة حتما لأولادي أقول

يا بني العلم نور لا تكونوا قط ضده .

حدثينا عن نشاطك الأدبي الحالى ؟

أشارك فى الأمسيات والمهرجانات الأدبية وقد أجرت معي إذاعة دمشق وإذاعة صوت الشعب وإذاعة القدس من فلسطين و الفضائية السورية عدة لقاءات أجرت الفضائية السورية .