مع مأمون الحمصي

مأمون الحمصي لـ"قدس برس":

الأمن اللبناني رفض تجديد إقامتي والعودة إلى سورية هي خياري الوحيد الآن

كشف النائب السوري السابق مأمون الحمصي النقاب عن أن الأمن اللبناني أمهله أياما معدودة للخروج من لبنان، وأن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لم تتجاوب مع استحقاقاته كداعية لحقوق الإنسان، وأشار إلى أنه سيعود إلى سورية صبيحة الاثنين المقبل إذا لم تحمه مفوضية الأمم المتحدة.

ونفى الحمصي في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" أن يكون قرار عودته إلى سورية إعلانا للهزيمة أو طلبا للصفح والعفو، وقال: "الحياة تضحية وموقف، وأنا رجل مؤمن بحقوق الإنسان وبالحريات التي خرجت للمطالبة بها، وسأعود إلى سورية لأقول للناس أن حقوق الإنسان كذبة كبرى، وأن الدول الكبرى تتاجر بها من أجل مصالحها. وقرار العودة إلى السجن هو قرار رجولة وليس هروبا ولا قبولا بالهزيمة، وإنما إعلان لهزيمة المجتمع الدولي والعالم الحر ومواثيق الأمم المتحدة التي تم وضعها في المتاحف، حتى المفوضية الأممية للاجئين تذل الإنسان وتتعامل معه باحتقار ومهانة".

وأضاف الحمصي "لقد أبلغني الأمن اللبناني مغادرة البلاد في أجل أقصاه 20 تموز (يوليو) الجاري، وأنا أعيش منذ أربعة أعوام في غرفة واحدة مع عائلتي ولي ابن لم يتجاوز 3 أعوام لا يملك وثيقة سفر إلا إلى سورية، وقد اقترحت علي مفوضية الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى المحيط الهادي حوالي 750 كيلومترا عن السويد، وهذا خيار لم أقبله، ولذلك أنا قررت العودة إلى سورية وسأفعل ذلك صبيحة الاثنين المقبل، وأنا ذاهب إلى الحدود السورية ـ اللبنانية بصلابة ورجولة لأؤكد للعالم بأن حياتنا لن تكون على حساب كرامتنا، وعموما أنا لست أفضل من رياض سيف ولا أنور البني ولا هيثم المالح ولا غيرهم ممن يقبعون في السجن من أجل الحرية".

وعما إذا كان إعلان عودته يمثل موقفا من مؤسسات المجتمع الدولي ذات العلاقة بالدفاع عن حقوق الإنسان، وشعورا بخذلان هذه المؤسسات له، قال الحمصي: "سأمضي في اتخاذ الاجراءات اللازمة للعودة إلى سورية إلا إذا تعاملت مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة معنا بإنسانية وتعاطت معنا كلاجئين، وأعطوني حقوقي كلاجئ وقتها سأكمل رسالتي التي خرجت من أجلها. أما أن أمريكا خذلتني فهذه مزايدة لا معنى لها، فأنا عندما ذهبت إلى البيت الأبيض ذهبت لأحكي أوجاع شعبي، ولو طلبت الإقامة والجنسية لأخذت ذلك، والحديث بطريقة أني راهنت على أمريكا مزايدات رخيصة، لقد ذهبت إلى البيت الأبيض بشرف وبكرامة ورجعت كذلك، ولا أحد يستطيع تشويه صورتي. وقد ذهبت لعدة مؤتمرات دولية رسالتي الوحيدة هي من أجل الحرية وحقوق الإنسان، خارج ذلك لا مصلحة لي، وقد أكدت للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أننا نريد العدالة ولا نريد جيوشا ولا طائرات".

وأضاف الحمصي "هؤلاء لم يخذلونني وإنما خذلوا شعبا بأكمله وخذلوا حقوق الإنسان وباعوها في الغرف المظلمة وفرشوا البساط الأحمر امنتهكي حقوق الإنسان. وجزء من الهزيمة أن موضوع حقوق الإنسان تحول إلى كذبة كبرى تتعامل معها الدول الكبرى حسب مصالحها، لقد هزموا الشعوب وقهروها. ومن حكم علي بالإعدام هو مفوضية الأمم المتحدة للاجئين والأمن اللبناني"، على حد تعبيره.