مع جمال حشمت

جمال حشمت لـ «الدستور»:

هناك تفاهمات قد تحدث بين «الإخوان» والحكومة.. وليست صفقات!

جمال حشمت

تعديل بسيط علي برنامج الحزب فيما يخص هيئة العلماء.. ولا تغيير للموقف من رئاسة المرأة والأقباط

حسين القباني

أكد الدكتور «محمد جمال حشمت» ــ عضو مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين ــ أن برنامج حزب الجماعة لم يجر عليه إلا تعديل بسيط علي تصور هيئة العلماء، فيما تم الإبقاء علي رفض تولي المرأة أو الأقباط رئاسة الدولة في مصر دون تغيير. وأوضح «حشمت» لــ «الدستور» أن هيئة العلماء لا تخص الإخوان وحدهم، كما أنها لن تنشأ من العدم، إذ هي موجودة وتحتاج فقط إلي تفعيل، سواء كانت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أو مجمع البحوث الإسلامية نفسه.

وشدد علي أن رفض تولي المرأة والقبطي رئاسة الدولة حالياً خيار فقهي للإخوان ورؤية خاصة لحزبهم الذي يقبل كل المصريين في صفوفه.

واعتبر «حشمت» أن خروج البرنامج بهذه الصورة لا يعد انتصاراً لفريق المحافظين علي فريق الإصلاحيين أو تجميداً للأوضاع داخل الجماعة، بل تعديل في الأولويات لأسباب تدل علي فساد منظومة حكم «مبارك» التي تحتاج من المعارضين رؤية توافقية بين كل أطراف العمل الوطني لمواجهتها في البداية.

وحول وجود أزمة حقيقة داخل الجماعة أدت لتأخر برنامج الحزب، قال «حشمت»: لا أحد في مصر لديه استعداد ليري اختلافات الآن ولا وقت لدي المعارضة المصرية الشريفة لاستعراض برنامج كل فريق علي حدة، بل حق الوقت هو الاتفاق علي خطة لإنقاذ مصر، مما هي فيه وما هي مقبلة عليه.

وأضاف: «لا برنامج الإخوان ولا برنامج اليسار ولا حماسة الشباب وحدها تكفي لتحرير مصر السجينة من أيدي الحزب الوطني، إنما التوافق علي الحد الأدنى والإيمان بضرورة التغيير هو سبيل إنقاذ مصر، كما أوضح أن الجماعة لن تقدم برنامج الحزب للجنة شئون الأحزاب الحالية لأسباب معروفة منها عدم حياد اللجنة وما يلاقيه الإخوان من مطاردات وحصار وتشويه، مشيراً إلي أن التقدم والانشغال بانتظار الموافقة من باب تضييع الوقت. وأكد «حشمت» علي أن الإخوان بدئوا في التفكير بالانتخابات القادمة لأنه الشكل الوحيد للمقاومة السلمية التي اعتمدتها الجماعة ضد الفساد والظلم والاستبداد الذي يحكم مصر ويخنق الحياة فيها، مشيراً إلي أنها لا تتوقع الفوز بنصف العدد الحالي 86 نائباً في ظل استمرار منهج القيادة المصرية الإقصائي.

مؤكداً رفض الجماعة عقد أي صفقة مع النظام، قائلاً: «لا يمكن لعاقل أن يقبل حلولاً إصلاحية يقترحها فاسد إلا إذا فسد عقله».

وأوضح أن حديث المقايضة والصفقات بين الإخوان والنظام هو تماماً مثل اتهام بعض المعارضين الليبراليين بالاتصال بالحكومة الأمريكية، إلا أن «حشمت» عاد وقال: ((لن تكون هناك أي صفقات بين الحكومة والإخوان وإن كان سيحدث تفاهمات لابد أن تطرح على قواعد الإخوان أولا وتعلن لكل الشعب المصري لأن جماعة الإخوان المسلمين ليست ملكا لأفراد مهما كان شأنهم بل هم خدام للوطن بكل صدق وإخلاص ))

نص حوار د / حشمت مع جريدة الدستور

السيد الدكتور  / محمد جمال حشمت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتذكر في العام الماضي أننا أول ما أثارنا أمر البرنامج أو نقده تحديدا وهاهي الأخبار تعود مجددا بشيء سار حول البرنامج حيث

http://shorouknews.com/ContentData.aspx?id=8596 أثارت جريدة الشروق علي هذا الرابط أمر تعديل برنامج الإخوان ليسمح بتولي المرأة والأقباط رئاسة الجمهورية بتاريخ الثلاثاء 17 فبراير 2009 وتلاها مقال لحسام تمام في الشروق أيضا بعنوان "البرنامج السياسي للإخوان.. جمود بانتظار انفتاح سياسي "

1. هل بالفعل ستخلو النسخة النهائية من البرنامج سوف تخلو من المادة الأولى الخاصة بتشكيل هيئة لكبار العلماء تبدى الرأي في التشريعات، والثانية التي قضت بعدم ترشح المرأة والأقباط لمنصب رئيس الجمهورية ؟! ام البرنامج السياسي الآن هو قيد التجميد وليس فيه أي جديد، وأن الحديث عن تغيير ربما فيه مبالغة وان الامر كما قال د.محمود عزت في حوار مع موقع الاخوان الرسمي قد حسم

 ttp://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=31629&SecID=270

الجواب : أظن أن قضية هيئة العلماء تم توضيحها بصورة قاطعة فهي لا تخص الإخوان أوأنها ستنشأ من العدم بل هى موجودة تحتاج الى تفعيل سواء كانت هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف أو مجمع البحوث الإسلامية نفسه أما فيما يخص قضية تولى المرأة أو القبطي رئاسة الدولة فأنا اعلم يقينا أن هذا هو الخيار الفقهي الذي استقر عليه الإخوان الآن والحكم يدور مع الواقع شخصا ومكانا وزمنا وهى رؤية خاصة فقط بالإخوان الذين لن يرشحوا قبطي أو امرأة من بين صفوف حزبهم الذي سيسمح بقبول كل المصريين فى صفوفه وأعلم أن ذلك لن يفرض على المصريين بكل تنوعاتهم بل هو أمر يخص الإخوان وخيارهم الفقهي حاليا ومعلوم أن أي تعديل دستوري لابد أن يتم بالتوافق خاصة فيما يؤسس لفهم صحيح للمواطنة التي تحتل في برنامج الإخوان جزءا مهما حقيقيا وليس على طريقة الحزب الوطني ،وما أعلمه أن تعديلات وصياغات البرنامج تتم وفق ما وصل من قادة الرأي الذين عرض عليهم الآن، لكن ربما تعدلت أولوياته فى ظل هذه الظروف القاسية التي يحياها المصريين من حصار وإقصاء وفساد وظلم واستبداد يمارسه نظام الرئيس مبارك ضد كل أفراد الشعب المصري

 2. وهل ان كان الخلو فهل هو انتصار لتيار الإصلاحيين على تيار المحافظين داخل جماعة الإخوان المسلمين كما يقول البعض؟ وهل كان التجميد فهو بقاء للاوضاع علي ماهي عليه من جمود في الرؤية ؟!

الجواب : نحن لسنا بصدد انتصار فريق على فريق وأيضا لسنا فى إطار تجميد بل تعديل فى الأولويات لأسباب تدل على فساد منظومة الحكم التى تحتاج من المعارضين رؤية توافقية بين كل أطراف العمل الوطنى لمواجهتها فى البداية

3. هل تتوقع علي أي حال ان يصاغ برنامج الحزب بلغة سياسية بعيدا عن الصيغات التراثية الدينية - رغم مرجعيته الإسلامية- كى يفهمها الجميع ولكى يتجمع عليها كل من يقتنع بها بغض النظر عن مرجعيته أو ديانته هو ؟

الجواب : أظن أن هذا ما سيحدث فى النسخة الأخيرة فالبرنامج يخاطب رجل الشارع ولابد من مراعاة قدرته على الفهم الصحيح لكلمات محددة واضحة تجمع أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن لونه أو عقيدته أو شكله

4. هل تري ان برنامج حزب سياسي في صورته النهائية يحتاج كل هذا الوقت ليعلن علي الجماهير ؟ ام ثمة ازمة حقيقة تشوب البرنامج تحتاج هذا الصمت الرهيب ؟

الجواب : لا أحد فى مصر لديه استعداد ليرى اختلافات الآن ولا وقت لدى المعارضة المصرية الشريفة هه الشريفة لاستعراض برنامج كل فريق على حده بل حق الوقت هو الاتفاق على خطة لإنقاذ مصر مما هى فيه ومقبله عليه خاصة وأن السبب الذى أعلنه الإخوان أن هناك مظاهر يقينية لعدم حياد لجنة الأحزاب وأنه بسبب كل ما يلاقيه الإخوان من مطاردات وحصار وتشويه ، فليس هناك قرار سياسى للسماح للإخوان بعمل حزب سياسى وفقا لأجندتهم الوطنية ذات المرجعية الاسلامية وبالتالى التقدم والانشغال بانتظار الموافقة هو من باب تضييع الوقت فيما ليس وراءه طائل حتى يحين وقت يسمح فيه لكل من شاء أن ينشئ حزبه بالإخطار فقط وعلى القضاء العادى الفصل فى أحقيته من عدمها

 5. هل اثارة برنامج الحزب السياسي للاخوان له علاقة بخروج ايمن نور او زيارة جمال مبارك او والده لامريكا ؟ بمعني اخر هل هناك رسالة من خروج او عدم خروج البرنامج للنور حتي الان للداخل وللخارج ؟

الجواب : الذى أثار موضوع البرنامج اليوم أنتم كإعلام وصحف وبالتالى فلا حديث عن المراد من ذلك لدى الإخوان

6. الاخوان المسلمون خاضوا انتخابات تشريعية عديدة بشعارات عديدة هل تري ان البرنامج السياسي بصورته الاصلاحية ان جاز التعبير يمكن ان يكون او سيكون بديلا اعلاميا في ظل منع الشعارات الدينية كما يراها النظام ؟

الجواب : إختيار الشعارات فى كل انتخابات مرتبط بالوضع العام والمناخ السائد ومطالب المواطنين والإخوان الآن معروفون وقد منعوا من الترشيح والدعاية لأنفسهم فى انتخابات المحليات رغم تغييرهم لشعار الاسلام هو الحل ، والأنظمة التى تفشل فى مواكبة حالة الحريات والديمقراطية والتى لا تحترم شعوبها فقط هى التى تتحدث عن الشكل دون المضمون وتهتم بالشعارات دون البرامج وامتلاك القدرات

7. هل تري ان زيارة الرئيس مبارك لواشنطن وكذلك جمال ستؤثر مباشرة علي الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وهل لو اتي الرئيس مبارك بعد الزيارة ودعا لانتخابات تشريعية ورئاسية هل الاخوان المسلمون مستعدة لذلك ؟

الجواب : أى زيارة اليوم ليست كسابقتها لواشنطن فموقف مصر اليوم ضعيف فى كل المجالات داخليا وخارجيا ومصر لا تملك ان تقدم لواشنطن سوى الولاء التام وحجم الإفساد والتخريب الذى تم فى مصر يحتاج لسنوات طوال مع رئاسة مخلصة تحب الوطن أكثر مما تحب نفسها ومصالحها الشخصية وبالتالى بالنسبة للانتخابات الرئاسية أتحدى لو كان النظام نفسه قد وصل الى شكل نهائى لها ! فهى طلسم فى ظل دولة تدار باليومية ! ومن الصعب فى بلد مثل مصر أو اى دولة عربية أن نستقرأ المستقبل نظرا لإهتزاز وغياب الاستقرار فى الحاضر.

8. حضرتك من ضحايا الانتخابات التشريعية المزورة في مصر هل تري ثمة أي انتخابات نزيهة في المستقبل ؟ وهل الاخوان مستعدة لدفع ضريبة الانتخابات ام ان الاوراق ترتب مرة ثانية بعد احداث غزة وتراجع بعد الاعتقالات الكبيرة ؟

الجواب : من الطبيعى أن تبدأ الجماعة فى التفكير للإنتخابات القادمة لأنه الشكل الوحيد للمقاومة السلمية التى اعتمدها الإخوان ضد الفساد والظلم والاستبداد الذى يحكم مصر ويخنق الحياة فيها وإلا لو لم يدخل الإخوان أى انتخابات ! كيف يشارك ويقدم رؤيته ويصقل كوادره ويخدم شعب مصر بلا من أو أذى كما يفعل الكثيرون !! وبالتالى فالحديث عن نسب النجاح فهى فى علم الغيب لكن التقديرات التى ظل استمرار القيادة المصرية الحالية ومنهجها الإقصائى المتفرد بالساحة وفى ظل التعديل الدستورى الذى تم بشكل صورى باطل والذى أخرج القضاة من اللجان الانتخابية - بعد أن فضح قضاة الاستقلال التزوير الذى تم فى عشرات اللجان على مستوى الجمهورية ومنها دائرتى فى دمنهور وزاوية غزال- وأدخل الموظفين داخل اللجان، فى ظل كل ذلك لا نتوقع نصف العدد الحالى خاصة وأن منهج العنف الحكومى فى مواجهة المعارضين السياسيين مازال هو المسيطر على أداء هذا النظام بحيث لم يدرك حتى الآن أن دوام الحال من المحال

9. 9 تحدث د.ضياء رشوان عما اسماه المقايضة التاريخية لانتقال السلطة بمعني انها " لا تتضمن المطالبة بالمشاركة في الحكومة، ولا حصص في الوزارة أو البرلمان، بل تطرح المعارضة من خلالها شروطا وخطوطا وأسسا للإصلاح السياسي إذا ما أخذ بها الرئيس الجديد يحظى بتأييد المعارضة والعكس صحيح " هل تري ان الاخوان استجابت لهذه المقايضة التي بها اتي رشوان لمكتب الارشاد في وقت سابق بالاسراع في اعداد برنامج الحزب ؟ انا لا اتحدث عن صفقة انا اتحدث عن رؤية من الاخوان للمستقبل الغامض ؟

الجواب : لايمكن لعاقل أن يقبل حلولا إصلاحية يقترحها فاسد ! إلا إذا فسد عقله واشتاق للذل والمهانة على يد أولياء النعم الذين سمحوا له بعرض طلباته أو تحقيق رغباته !

 وحديث المقاصة والصفقات بين الإخوان والنظام هو تماما مثل إتهام بعض المعارضين الليبراليين بالإتصال بالحكومة الأمريكية رغم أن النظام المصرى هو العميل رقم واحد للتوجهات والسياسات الأمريكية فى المنطقة ! ففيما العتب! و المقصود من تصور الأستاذ ضياء لو حدث هو التشويش والتشويه وإثارة الغبار وإبعاد التوافق بين صفوف المعارضة فى الوقت الذى اشترى فيه النظام أحزاب معارضة بالكامل وفق إرادته ببعض المنصب والرشاوى السياسية والمالية دعما لقيادات تلك الأحزاب

وأكرر أنه لن تكون هناك أى صفقات بين الحكومة والإخوان وإن كان سيحدث تفاهمات لابد أن تطرح على قواعد الإخوان أولا وتعلن لكل الشعب المصرى لأن جماعة الإخوان ليست ملكا لأفراد مهما كان شأنهم بل هم خدام للوطن بكل صدق وإخلاص

10. بحق "الساسة في مصر لا حظ لهم في عمل سياسي ناضج" ولا حتي داخل الاخوان المسلمين ؟ وكيف تري دور الساسة داخل الجماعة ؟!

الجواب : تتقزم إمكانات المتميزين فى اى مكان لو لم تجد مناخا يشجع ويستثمر ويدفع ويسمح بحراك طبيعى لتربية الذات بصورة عملية ولاشك أن مصر خسرت كثير من القيادات والكوادر التى كان يمكن لها أن تتربى فى ظل انتخابات حرة ونقابات فعالة ومحليات نشيطة واتحادات طلابية واعدة كما أخرجت هذه الانتخابات فى السبعينات كل قيادات العمل الوطنى من اسلاميين وقوميين وناصريين وليبراليين وغيرهم !! بل تزداد المأساة أكثر عندما نعلم أن الحزب الوطنى نفسه لايريد ذلك للمصريين بما فيهم أيضا شبابه وقياداته ومن يحرك عقله منهم فى الاتجاه الصحيح يستبعد فورا فى الاتجاه الأخر!!

11. اذا كانت الاخوان المسلمون لا تستطيع ان تكثف جهودها لتحرير الشاطر واخوانه خاصة بعد خروج ايمن نور فهل تستطيع برنامج سياسي عليه غموض ةاختلاف ان تحرر مصر السجينة علي يد الحزب الوطني ؟ ولماذا لم تضغط الجماعة بعد خروج نور للافراج عن اعضائها امثال نور واعتقد ان الشاطر في مقدمتهم ؟

الجواب : لن يحرر مصر إلا تكاتف أبنائها وفكرة الواد السوبر الذى يصلح فى كل مكان تجدها فى قهوة لكن لن تجده فى مشروع نهضة أمة وانقاذ وطن إلا إذا تولدت القناعة لدى الأغلبية بضرورة التغيير وأنها بذلك مستعدة أن تركب قطار التغيير متى تحرك ، عند ذلك فقط تحرر مصر السجينة من أيدى عصابة الحزب الوطنى !! لا برنامج الإخوان ولابرنامج اليسار ولا حماسة الشباب وحدها إنما التوافق التوافق على الحد الأدنى هو سبيل إنقاذ مصر ان شاء الله .