مع البيانوني

البيانوني لـ"قدس برس":

نعيدُ تقويمَ تحالفاتنا بشكلٍ دوريّ

علي صدر الدين البيانوني

المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

نفى أن يكون تعليق الإخوان أنشطتهم المعارضة جزءا من صفقة مع النظام

البيانوني لـ"قدس برس": نعيدُ تقويمَ تحالفاتنا بشكلٍ دوريّ وعلاقتنا بجبهة الخلاص ستكون موضعَ دراسة وتقويم

لندن ـ خدمة قدس برس

أثار إعلان جماعة الإخوان المسلمين في سورية مؤخرا تعليق أنشطتهم المعارضة للنظام السوري توفيرا للجهد للمعركة الأساسية مع الاحتلال الإسرائيلي ردود فعل متباينة في الساحة السياسية السورية، فبينما رحبت مصادر مقربة من النظام بالقرار واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح تحتاج إلى المزيد من المواقف العملية المؤكدة له. فقد انتقدت بعض فصائل في المعارضة وفي جبهة الخلاص تحديدا تعليق الإخوان لنشاطهم المعارض للنظام، واعتبرته خذلانا من الاخوان للمعارضة، وخطوة لخدمة النظام وتبييض صورته لدى الرأي العام السوري والعربي والإسلامي.

فكيف يقرأ الإخوان السوريون هذه المواقف المختلفة؟ وما هي حقيقة موقف جبهة الخلاص منهم؟ وهل صحيح أن الأمر يتصل بصفقة سياسية بين الإخوان والنظام تكون خطوتها الأولى انسحاب الإخوان من المعارضة؟ وهل صحيح أن جبهة الخلاص بصدد اتخاذ موقف بتجميد عضوية الإخوان فيها؟ وماذا عن حقيقة الخلافات داخل الإخوان من قرار تعليق نشاطهم المعارض؟

س ـ ما هي حقيقة الموقف السياسي الآن لجماعة الإخوان؟ هل أنتم جزء من المعارضة أم تيار سياسي مستقل عن العمل السياسي الآن بعد إعلان تعليق نشاطكم في المعارضة؟

ـ نحن نشكّل قوةً أساسيةً في المعارضة السورية، ونحن أعضاء مؤسّسون في (إعلان دمشق) وفي (جبهة الخلاص الوطني)، وهذا لا يتعارض مع كوننا جماعة مستقلة، لها مرجعيتها الإسلامية، ورؤيتها السياسية الخاصة بها، ومؤسساتها المستقلة التي تتخذ قراراتها في إطار  هذه المرجعية والرؤية، وفي إطار المواثيق التي تحكم تحالفاتنا السياسية..

قد نختلف مع بعض القوى الأخرى، في فهمنا لدور المعارضة وأساليبها، وفي قدرتها على التعامل مع المستجدات والمتغيرات، لخدمة المشروع الوطني والمصالح الوطنية العليا. نحن نحرص أن نكون دائماً حيث تقتضي مصلحة الوطن، وحيث تتوقّعُنا جماهيرُنا داخلَ سورية وخارجها.

س ـ أثار إعلان الجماعة تعليق نشاطها المعارض للنظام ردود فعل متباينة من حلفائكم في جبهة الخلاص، هل وصلكم موقف رسمي من الأمانة العامة لجبهة الخلاص بهذا الخصوص؟

ـ لقد جاء تعليق أنشطتنا المعارضة لتوفير جهودنا للمعركة الأساسية، ودعوتنا النظام السوري للمصالحة مع شعبه، وإزالة كلّ العوائق التي تحول دون قيام سورية بواجبها في تحرير أراضيها، وفي دعم صمود أشقّائنا الفلسطينيين.. جاء هذا الموقف في سياق الأحداث والظروف السياسية التي فرضها العدوان الصهيونيّ على أهلنا في غزة.

وإذا تجاوزنا بعض التعليقات والمواقف الفردية التي أثارها بيان الجماعة بمناسبة هذا العدوان، فإنه لا بدّ من الإشارة إلى أنه في اجتماع الأمانة العامة الأخير لجبهة الخلاص الوطني، ظهرت تبايناتٌ في وجهات النظر حول القضية الفلسطينية، والموقف من المقاومة، ومن العدوان الصهيونيّ الأخير على غزة، وكذلك حول تقويم موقفنا من تعليق الأنشطة المعارضة، حيث رأى أكثرية الأعضاء أنه لا ينسجم مع ميثاق الجبهة. علماً بأننا سبق أن طالبنا الأمانة العامة بمناسبة هذا العدوان، باتخاذ موقف يؤكّد تلاحمها مع مشروع المقاومة، الذي تقف جماهير أمتنا وشعبنا في سورية معه.

س ـ هل حصل أي تواصل بينك وبين عبد الحليم خدام بشأن موقف الإخوان، وما هو تعليقك على ما قيل إنه انتقاد من خدام لموقف الإخوان؟

ـ التواصل بيننا وبين السيد عبد الحليم خدام قائم، وقد أبلغته في حينه بموقف الجماعة، وأبدى تفهّماً له. أما انتقاده لهذا الموقف، فنحن نحترمُ كلّ وجهة نظر يتمّ التعبير عنها بشكلٍ حضاريّ ومهذّب.

 س ـ يقول خدام بأن موقف الإخوان يصب في مصلحة النظام، هل ترى في موقف الإخوان أي خدمة للنظام؟

ـ مع احترامنا لكلّ رأيٍ مخالف، نرى أن موقفنا جاء منسجماً مع موقف جماهير الأمة، ويصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية وأشقّائنا الفلسطينيين، وفي مصلحة وطننا وشعبنا وجماعتنا، ومصلحة المعارضة السورية أجمع. إذ لا يمكننا الوقوف موقفَ المتفرّج من العدوان الصهيوني الهمجيّ على غزة.

س ـ هل صحيح أن تعليق الإخوان لأنشطتهم المعارضة جزء من صفقة سياسية متكاملة مع النظام السوري؟

ـ ليس هناك أيّ صفقة مع النظام، ونحن لا نفكر بهذه الطريقة، ومواقفنا تنطلق من رؤيتنا لمصلحة شعبنا، وللمصلحة العليا للأمة.

س ـ ما هو موقف الإخوان العملي من علاقة النظام في سورية بالمقاومة الفلسطينية؟ هل لديكم أي تحفظات على الموقف المعلن للنظام السوري من المقاومة؟

ـ ما دمت تتحدّث عن الموقف (المعلن) للنظام، فنحن - لا شك - نرحب بهذا الموقف (المعلن)، وندعو إلى إعطائه المصداقية، وترجمته على أرض الواقع، من خلال المصالحة مع الشعب، وتعزيز الجبهة الداخلية، وإزالة كلّ العوائق التي تحول دون قيام الشعب بدوره في بناء الوطن، وتقرير سياسته، وتحرير أراضيه، والدفاع عنه.

س ـ يتحدث البعض عن أن خلافكم حول الموقف مما جرى في غزة مع جبهة الخلاص قد يكون عاملا أساسيا في تحديد مستقبل العلاقة بينكم، ما هي طبيعة علاقتكم بالجبهة الآن؟

ـ القضية الفلسطينية ـ بالنسبة إلينا ـ قضية محورية ومركزية، ولا شك أن التباينات التي أشرتُ إليها، والتي ظهرت في اجتماع الأمانة العامة الأخير للجبهة، حول العدوان على غزة والموقف منه، سيكون لها تأثيرها في تحديد مواقفنا وعلاقاتنا. نحن نعيدُ تقويمَ تحالفاتنا بشكلٍ دوريّ، في ضوء المتغيرات والمستجدّات. وعلاقتنا بالجبهة ستكون موضعَ دراسة وتقويم في ضوء ذلك.

س ـ هل صحيح أن حالة انفصال تام بينكم وبين الأمانة العامة للجبهة، وأنكم لم تحضروا اجتماع الأمانة العامة الأخير على هذه الخلفية؟

ـ ليس صحيحاً..  وقد شاركنا في اجتماع الأمانة العامة الأخير قبل أيام، وعبّرنا عن موقفنا بشكل واضح، وقدمنا مذكرة خطية تشرح أبعاد هذا الموقف. ونحن بصدد تقويم نتائج هذا الاجتماع في مؤسساتنا، لاتخاذ الموقف المناسب.

س ـ هل صحيح أن الموقف الأخير من تعليق أنشطتكم المعارضة تم اتخاذه في لندن، وأن معارضة شديدة له بدأت تنمو في عدد من العواصم العربية ومنها الأردن؟

ـ ليس صحيحاً أيضاً.. فقد تم اتخاذ هذا الموقف ـ بأكثرية كبيرة ـ في قيادة الجماعة، بعد التداول والتشاور والاطلاع على الرأي المخالف وحيثياته.