مع المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية،

صدر الدين البيانوني

المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية،

في حوار شامل مع "الشروق":

المشروع الإيراني يهدد بنسف سوريا وكل دول الجوار

حاوره مراسل "الشروق" في لندن: حميد بن عمار

نحب الجزائر لأنها مرتبطة في قلوبنا بالأمير عبد القادر وثورة التحريرر

·   أولاً ما هو تعليقكم على انتخاب أوباما رئيساً لأمريكا.. وهل تتفقون مع من يرى أن انتخاب ابن راعي العنز الكيني الأسود دليل على "عظمة" أمريكا مهما اتفقت واختلفت مع سياساتها؟!

·   ** لا شكّ أن انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة شكّل ثلاثة اختراقات للثوابت العملية في أمريكا؛ فأوباما قد اخترق حاجز اللون (الأسود في مقابلة الأبيض)، وحاجز العرق (الهجين في مقابلة الانكلوسكسون)، وحاجز المذهب، فمهما قيل عن باراك أوباما فهو ابن حسين أوباما المواطن الكيني المسلم. لا شك أن هذا الاختراق يمثل تحوّلاً هاماً في معطيات الديمقراطية العملية لدى المجتمع الأمريكي، إذ ينبغي التفريق بين المعطيات النظرية للديمقراطية والمعطيات العملية. لا شك أننا أمام إنجاز ديمقراطيّ يستحق التقدير والاحترام، فالشعوب عندما تمتلك إرادتها الحرة تستطيع أن تفعل الكثير.

·&   وكان يمكن أن يكون هذا الإنجاز الذي يفخر به الشعب الأمريكي، أكثر دلالةً على الرقيّ والحضارة، لو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت وفيةً لمبادئها في كلّ مكان، وارتضت هذه الحرية للشعوب الأخرى. فمشكلة هذه الإدارات أنها تتعامل بازدواجية مع مبادئ الحرية والديمقراطية، فهي تحترم هذه المبادئ، وتعمل على تطبيقها في بلادها، بينما ترفضها في بلادنا، وتفضل التعامل مع الديكتاتوريات التي تحقق مصالحها على حساب هذه المبادئ وعلى حساب مصالح الشعوب. أعتقد أن هذه الازدواجية هي التي تقلّل من قيمة هذا الإنجاز، وتشكّك في مصداقية أصحابه.     

·   * هل تعولون على تغيير في السياسة الأمريكية بعد انتخاب أوباما تجاه العالم العربي والإسلامي عموماً وسورياً خصوصا؟         

·   ** رغم أن السياسة الأمريكية الخارجية لا تتأثر كثيرًا بتغيّر الرئيس أو تغيّر الحزب الحاكم، لأن الخطوط العامة لهذه السياسة تكاد تكون موضع اتفاق.. فنحن نتوقع شيئاً من التغيير في السياسة الأمريكية، وفي أساليب تعاطيها مع الأحداث في منطقتنا العربية والإسلامية، لكننا لا نعوّل كثيرًا على هذا التغيير.

·pan style="font:7.0pt "Times New Roman"">   أعأعتقد أن المصائب التي حلت بالعرب والمسلمين نتيجة سياسات الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش، والنتائج الكارثية التي أسفرت عنها الحرب المزعومة على ما تسمّيه الإرهاب.. والتي أدّت إلى احتلال العراق وغزو أفغانستان، وما رافق ذلك من انتهاكات لحقوق الإنسان العربي والمسلم في كلّ مكان، وما انكشف من فضائح التعذيب المهين في سجن (أبو غريب) و(غوانتانامو)، والتأييد الأمريكي للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.. بالإضافة إلى الحماية الأمريكية التي تمتع بها النظام الديكتاتوري في سورية، رغم جرائمه العديدة بحق شعبه، وبحق شعوب الدول المجاورة.. كلّ ذلك يجعل لزاماً على الرئيس الأمريكي الجديد أن يعيد النظر في هذه السياسات التي أساءت إلى صورة أمريكا عند شعوب العالم.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ** ما صحة ما تردد أنكم رفضتم المشاركة في مساعي بعض الأطراف السورية المعارضة للمشاركة في مخطط لإدارة بوش للإطاحة بالنظام السوري على الطريقة العراقية عبر لعب الورقة الطائفية باعتباركم ممثلين للغالبية السُنية.. وأن ما غير رأيكم في الأساس هو ما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد الغزو الأمريكي؟

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   *** نحب أن نؤكد أن شرطنا الأساس للتغيير داخل سورية هو أن يكون التغيير بالأيدي الوطنية. وقد سبق أن أعلنا في ميثاق الشرف الوطني في شهر ماي 2001 أننا نرفض الاستقواء على الوطن بأي شكل من أشكال الاستقواء، وأننا أدنّا أكثر من مرة من منطلق مبدئي ما أقدمت عليه بعض الفصائل العراقية من استقواء بالأجنبي، مما أدّى إلى جر الاحتلال والخراب إلى بلادها. 

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ومع تأكيدنا هذا نؤكد أيضاً أنه لا صحة للحديث المشار إليه في سؤالكم، فالأطراف السورية التي تتحرك تحت شعار الاستعانة بالأجنبي هي محدودة العدد والتأثير، وهي مرفوضة على الصعيد الوطني.

·&   نحن لا نعمل تحت أي لافتة طائفية، ولا نقبل أن نكون ممثلين طائفيين، نحن ننتمي إلى الكلّ الوطني، ونعمل من خلاله، ونطالب بتغيير وطني ديمقراطيّ، لتكون سورية لجميع أبنائها. وندين استخدام النظام السوري للورقة الطائفية، واستئثار الأقلية الحاكمة بالسلطة والثروة، على حساب الأكثرية المهمشة.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">    * ما رأيكم في ما تردد أيضاً من أن العامل الطائفي "السني" كان له دور أيضاً في احتضانكم وترحيبكم وتحالفكم مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق عن النظام السوري على خلاف "حلفائكم" في إعلان دمشق؟

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   *** أوضحت في الجواب على السؤال السابق رفضنا للمنطلق الطائفي في بناء المواقف أو في تفسيرها. نحن أعضاء مؤسّسون في (إعلان دمشق) وأعضاء مؤسسون في (جبهة الخلاص الوطني). ظروف الداخل والعمل فيه تفرض بعض المعطيات السياسية على (إعلان دمشق) وقواه، وظروف الخارج لها معطياتها. تحالفنا مع الأستاذ عبد الحليم خدام بُنيَ على معطيات سياسية محضة، توخّينا فيه مصلحة الوطن العليا في التغيير الديمقراطي. ونحن لا نمتنع عن التحالف مع أيّ شخصية أو فصيل لأسباب طائفية. ففي (جبهة الخلاص الوطني) كما في قوى (إعلان دمشق) أطراف غير سنية، ونحن متحالفون معها. وحين نمتنع عن التحالف مع أيّ طرف فلا بد أن تكون هناك أسباب سياسية -غير طائفية- وراء هذا الامتناع.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ** ما تعليقكم على ما اصطلح عليه مؤخرا الأزمة الشيعية السنية.. وما رأيكم في تعالي أصوات سنية كثيرة ومن بينها في سورية ذات الغالبية السنية التي ترى تصاعدًا واضحاً لما تراه "تبشيرًا" شيعياً وتدعو لوقفه؟

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ** يجب أن أؤكد -ابتداء- ثوابت نظرتنا إلى هذا الموضوع: نحن ننظر أولاً إلى الأشقاء الشيعة من أبناء إيران وغير إيران على أنهم جزء من أمة الإسلام الواحدة. يجمعنا بهم اتفاقنا معهم على أركان الإيمان وأركان الإسلام. ونحن ننظر إلى (إيران) كدولة مسلمة جارة، لها علينا حق حسن الجوار وننتظر منها ذلك. ومن خلال هذه الثوابت نصوغ مواقفنا السياسية في ضوء المعطيات الواقعية.

·   للا يخفى عليكم أن هناك شعورًا متنامياً في العالم الإسلامي بأن هناك جهة مركزية في طهران أو في قم ترعى مشروعاً مذهبياً منغلقاً، يسعى للتبشير بالمذهب الشيعي بين ظهراني المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وأنها ترصد لهذا المشروع الكثير من الجهد ومن المال ومن الطاقات، ربما تكون ميادين أخرى للدعوة أولى بها، لا سيما إذا نظرنا إلى ما تثيره هذه الجهود من ردود فعل سلبية وانتكاسات في العلاقة الأخوية، أو إثارة للفتنة الطائفية، في وقت أحوج ما تكون فيه الأمة إلى الوحدة ورص الصف.

·   قد تكون الهجمة المذهبية على سورية أوضح، بسبب التحالف القائم بين النظام السوري وطهران وحزب الله، أو ما اصطلح على تسميته بالهلال الشيعي. فالمشروع المذهبيّ في سورية والنفوذ الإيراني فيها، بأشكاله الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.. بات يشكل خطرًا واضحاً ليس على بنية المجتمع السوري فحسب، بل على دول الإقليم كلها. علماً بأن عدد الشيعة في سورية محدود جدًا، لا تتجاوز نسبتهم إلى مجموع السكان واحدًا في المائة. بينما تبلغ نسبة الأكثرية السنية حوالي خمسة وسبعين في المائة.

·   إن كسب بعض الأفراد من ضعاف النفوس أو الطامعين أو الطامحين.. لن يفيد المذهب الشيعيّ ولا جمهورية إيران، بل سيزيد من عوامل الاحتقان والتوتر، وسيجر الفصام والشقاق على جملة الموقف الإسلامي.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   * ما رأيكم في من يرى أنّ هناك كثيرين في سورية برغم معارضتهم الشرسة للنظام الحالي فإنهم لو خيروا بين حكم النظام الحالي وحكم الإخوان المسلمين لاختاروا أقل الضررين.. النظام على أحاديته لأنه على الأقل لا يتدخل في حرياتهم الشخصية؟

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   *** الجواب على هذا السؤال هو استكمال للجواب السابق. سنحترم اختيار هؤلاء المواطنين، إن وُجدوا فعلاً، ونحن أصلاً لم نقترح في برنامجنا قانوناً لاجتثاث البعث. سيكون من حق هؤلاء التصويت للأفكار أو المناهج أو الأحزاب أو الأشخاص الذين يفضلون. وعلينا وعليهم أن نحترم صندوق الاقتراع ونتائجه. أما بالنسبة للإشارة إلى أننا سنتدخل في حريات الناس الشخصية، وطرائقهم في اللباس أو في العيش، فربما من المفيد أن نعيد هؤلاء إلى مشروعنا السياسي الذي يمثل برنامجنا المستقبلي. المشكلة عند بعض النخب أنها تتعامل بطريقة نمطية، أيْ أن كلّ فريق يشكل صورة للفريق الآخر من معطياته الذهنية الخاصة، ثم يصدر الأحكام عليه، دون أن يتأمل حقيقة موقف من يواجهه. نظن أنه قد آن الأوان ليخرج أبناء أمتنا أجمع من أسر القواقع الذهنية، وأن نطالب بالانفتاح على الآخر الوطني والقومي، قبل أن نطالب بالانفتاح على الآخر العالمي.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   * برغم انتقاداتكم للنظام السوري إلا أنكم تؤكدون دائماً على إيمانكم بالحوار والمصالحة الوطنية.. هل ما زال هناك أمل في اعتقادكم لمصالحة بينكم وبين النظام السوري رغم "شلالات الدم" بينكم (أحداث حماة) والقانون الذي يحظر حركة الإخوان المسلمين ويجرم الانتماء إليها في سورية؟

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   *** ينطلق موقفنا السياسي دائماً من المصالح العليا للأمة وللوطن. لدينا تاريخ طويل من المعاناة مع النظام الحاكم في بلادنا، ولقد تعرضنا كجماعة وتنظيم، وكتيّار وتوجّه، وكعقائد وأفكار وثقافة.. إلى حملة اضطهاد ظالمة وقاسية، ومع ذلك فقد بقينا -لما تمثله دعوتنا من قيم الحق والعدل في هذه الأمة- الأقوى والأبقى. من هذا المنطلق أيضاً نحن نطالب دائماً بالإصلاح، ونطالب بالتغيير الإيجابي، ونرصد كل المتغيرات على ساحتنا الوطنية، ونشعر بضخامة العبء الذي يتحمله المواطن السوري الذي ينوء بأعباء الظلم والاستبداد والحرمان من حقوق المواطنة

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   االأساسية، كما ينوء بأعباء الفساد والفقر والحرمان من أبسط الحقوق في الفرصة الوطنية والثروة الوطنية.. ومع ذلك ولما كنا أبعد ما نكون عن الأهداف الشخصية، ولما كان شعارنا الأولي (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، فإن أيدينا تبقى دائماً مبسوطة إيجابياً لكل إرادة خيرة، تخفف من معاناة شعبنا وتوفر عليه مراحل في طريقه إلى الهدف المنشود. نحن نتبنّى شعار تغيير المناهج والسياسات، وهذا لا يعني بالضرورة تغيير الأشخاص والهيئات.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ** تفاءلتم خيرا ببشار الأسد رئيسا خلفا لأبيه الراحل حافظ الأسد، ونقلت عنكم تصريحات تعلق آمالا كبيرة عليه في التغيير، لكن يبدو أن حماستكم تلاشت نهائيا... ما تعليقكم؟

·   ** في الحقيقة إننا بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، واستلام بشار الأسد للسلطة، أعلنا تحفظنا على الطريقة التي تم بها توريث السلطة، بعد مسرحية تعديل الدستور. لكننا مع ذلك أعلنا استعدادنا لفتح صفحة جديدة، وأكدنا أن بشار الأسد لا يتحمل أوزار المرحلة السابقة، بكلّ ما فيها من محن ودماء. وأعلنا تفهّمنا لمبدأ التدرّج في الإصلاح، على أمل أن نخفّف من معاناة المواطنين، ونوفّر على وطننا أشكالاً من الصراع، في ظل هجمة خارجية مصطنعة تشنّ عليه. ولكن بعدما قاربت الفترة الرئاسية الأولى على الانتهاء، دون حصول أيّ تغيير مهم في السياسات والمناهج، بل إن بعض صور الفساد وأشكاله قد تعمقت وتجذرت في بنية الدولة والحياة العامة.. أصبح من العبث الاستمرار في الحديث عن الإصلاح، بينما النظام يسير في الاتجاه المعاكس، فكان لا بد من خطوة وطنية تقرع ناقوس الخطر، وهو ما توافقت عليه معظم القوى الوطنية، فانتقلت من المطالبة بالإصلاح إلى المناداة بالتغيير، بعد أن تأكد للجميع أن هذا النظام غير قابلٍ للإصلاح، وغير مستعدّ للسير في طريقه.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ** هل ترون تناقضاً في موقف النظام السوري تجاه تيار الإخوان المسلمين عموماً حيث تستقبل دمشق مثلاً قيادات حركة حماس الفلسطينية (الإخوانية) بينما تلاحقكم أنتم؟!! وهل حاولتم توسيط حماس بينكم وبين الحكم في سوريا؟

·   ** يصنف النظام السوري منذ عقود على أنه نظام يقوم على سياسة اللعب بالأوراق. منذ فترة مبكرة في أوائل التسعينيات قال الرئيس الراحل حافظ الأسد: لو كنت شاباً في هذا العصر لكنت إسلاميا أصولياً!! وبدأ باستقبال ممثلي الحركات الإسلامية من جميع الأقطار، لما رأى أن الصحوة الإسلامية تعمّ الشارع العربي، فاستقبل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، كما استقبل إخوان الأردن، وإخوان تونس ولبنان ومصر والمغرب.. ومع ذلك فقد ظل القانون رقم (49/1980) الذي يحكم بالإعدام على أبناء جماعتنا ساري المفعول.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ووجاء بشار الأسد ليكمل مسيرة والده على هذا الطريق. يحاول النظام أن يستفيد من علاقاته بالحركات الإسلامية، وأن يوظف علاقته مع قوى المقاومة العربية والإسلامية في صراعات إثبات الوجود ومد دوائر النفوذ. أعتقد أن كافة القوى الإسلامية التي تزور سورية متفهمة بشكل جيد لأبعاد هذا الموقف، وتحسن التعامل معه. نحن لم نطلب من أحد الوساطة، لكن بعض الشخصيات العربية والإسلامية -بدافع محبة الخير لسورية- تطوعت في هذا السياق، دون أن تصل إلى نتيجة إيجابية، بسبب إصرار النظام على سياساته.

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">        ** ما هو تقييمكم للحركة الإسلامية عموماً والجزائرية خصوصا؟

·span style="font:7.0pt "Times New Roman"">   ** لقد تحملت الحركة الإسلامية عبئاً كبيرًا خلال القرن الماضي، واستطاعت في أكثر الأقطار أن تصحّح الكثير من المفاهيم المغلوطة أو القاصرة عن الإسلام، وأن تكرّس القواعد العامة للحياة الإسلامية الرشيدة، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. ولولا القوى المعاكسة، وأساليبها الخشنة في مقاومة المدّ الإسلامي، لكان للحركة الإسلامية في العالم وللمسلمين اليوم شأن آخر، شأن إيجابيّ فعال، في إشاعة أجواء السلم والحوار والتعاون والتعارف بين بني البشر.

·   والطريق أمام الحركة الإسلامية ما يزال طويلاً، لا سيما إذا نظرنا إلى وسائلها المحدودة والرياح المعاكسة التي تهب عليها من الداخل والخارج، لكنها بالصبر والمصابرة والمثابرة ستحقق أهدافها بإذن الله.

·   أما في الجزائر.. فإن للجزائر في صدور أبناء الحركة الإسلامية في الشام خصوصية متقدمة، ارتبطت بذكريات الأمير عبد القادر الجزائري، وثورة التحرير، ونهضة التعريب. نتمنّى أن يسود السلم الاجتماعي في الجزائر، وأن تنتفيَ نزعات الغلوّ، وأن يتقدم هذا المجتمع بالسير القاصد نحو حقائق الإسلام ومقاصد الشريعة، وفق ترتيب الأولويات الخاصة بهذا الجزء من الوطن العزيز.