القرضاوي: السنة بحاجة لمشروع نهضوي

العلامة يوسف القرضاوي

الشيخ العلامة يوسف القرضاوي

أحمد عبد الجواد

القرضاوي يؤكد عدم وجود دولة تتبنى الإسلام السني

أكد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- على أن أهل العلم والفكر لديهم 'مشروعات سنية لنهضة الأمة وكيفية بناء الإسلام السني'، إلا أنه لفت إلى 'عدم وجود دولة تتبنى هذا الإسلام وتجعله رسالتها وتدافع عنه'، مثلما 'فعلت إيران لنهضة الإسلام الشيعي'.

وأجرى الدكتور القرضاوي حوارا لبرنامج القاهرة اليوم الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، على قناة 'اليوم' مساء الخميس 25-9-2008 حول ردود الفعل الشيعية الغاضبة على تصريحاته عن التمدد الشيعي داخل المجتمعات السنية، وحول ما إذا كان هناك 'مشروع لأهل السنة لنهضة الإسلام السني'، وذلك في مقابل 'الشيعة الناشطين، مثل إيران التي تصنع القنبلة النووية، وتنشر مذهبها في كل مكان'.

وقال القرضاوي: إن 'هناك مشروعات موجودة عند أهل العلم والفكر.. مشروع لنهضة الأمة ومشروع حضاري متكامل لكيفية بناء أمتنا.. هذه المشاريع كتبت فيها شخصيا وعندي عدة كتب في هذا الصدد'.

إلا أنه أكد على عدم وجود دولة تتبنى الإسلام السني وتجعله رسالتها وتدافع عنه.. وقال الدكتور القرضاوي: 'البلية هي أن يكون الأمر في يد من يملكه لا في يد من يبصره.. بالفعل ليس عندنا دولة للأسف تتبنى الإسلام السني وتجعله رسالتها وتدافع عنه'.

وأضاف قائلا: 'المشروع السني يحتاج دولة إسلامية، نحتاج دولة كبري مثل مصر أو تركيا أو إندونيسيا أو باكستان.. عندنا بلاد ضخمة نحتاج أن تتبنى الإسلام السني'.

وعدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العقبات التي تواجه المشروع السني، ملمحا إلى أن هناك دولا متفاوتة في موقفها من الشريعة الإسلامية.

وقال الشيخ القرضاوي: 'كثيرون يقولون انتصر الشيعة وأقاموا لهم دولة، وأين أنتم يا أهل السنة ويا علماء السنة.. طبعا علماء السنة ليس عندهم إمكانيات مثل علماء الشيعة، فعلماء السنة هم موظفون في الدولة وعليهم أن يسيروا في ركاب الدولة، أما علماء الشيعة يأخذون رواتبهم من الشعب، يأخذون الخمس يعني ضريبة على صافي الدخل 20%'، مما يساعدهم في دعم الدولة التي تدعم الإسلام الشيعي.

ولفت الشيخ إلى أن 'هناك دولا تتفاوت في موقفها من الشريعة مثل السعودية والسودان بعد قيام الثورة الإسلامية، فالدول لا تقف موقفا رساليا -كما تقف إيران من مذهبها الشيعي- وتحاول أن تنشر المذهب السني كما تحاول ذلك إيران، حتى الدفاع عن الأمة'.

خطوط حمراء

وكرر القرضاوي ما أكده في تصريحات سابقة حول ثلاثة خطوط حمراء يجب الوقوف عندها بين السنة والشيعة.

وقال القرضاوي: 'من هذه الخطوط سب الصحابة.. فلا يمكن أن نتقارب ونعتبر أنفسنا إخوة يحب بعضهم بعضا إذا كنت أنا أقول أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وأنت تقول لعنهم الله'.

أما الخط الأحمر الثاني، بحسب القرضاوي، فيتمثل في أن 'القرآن لا يجوز أن نذكر أن فيه احتمال التحريف بالزيادة أو بالنقصان.. نحن أهل السنة عندنا القرآن هو القرآن ليس فيه كلام ناقص أو زائد'.

كما لفت إلى الخط الثالث قائلا: 'لا نحاول نشر المذهب في البلاد الخالصة للمذهب الآخر.. مثل مصر، تونس، المغرب، الجزائر، السودان.. هذه الدول كلها بلاد سنية خالصة'.

وأضاف قائلا: 'قلت في زيارتي لإيران وكنت مع مجموعة مشايخ من آيات الله، ماذا تستفيدون من بلد حينما تدخل بلدا مثل مصر وتريد أن تشيع أهلها.. هتكسب عشرة أفراد أو مائة أو ألف، إنما حينما يكتشف الناس ذلك سيقف الشعب ضدك ويكرهك ويلعنك، وتشعل فتنة لا يعلم مداها إلا الله، وأمّن على كلامي آنذاك الشيخ تسخيري الذي كان يستضيفني'.

حزب الله

وردا على سؤال للإعلامي عمرو أديب حول شن قادة حزب الله هجوما كبيرا على القرضاوي، بعد تصريحاته الأخيرة، رغم أنه كان من أكبر المساندين لهم في حربهم ضد إسرائيل، قال القرضاوي: 'والله أنا وقفت هذا الموقف لا لطلب رضا حزب الله ولا لطلب رضا مخلوق'.

وأكد أنه 'فعل ذلك انطلاقا من قناعاته الإسلامية، وإيمانه بضرورة الدفاع عن أرض الإسلام، ولا يبالي رضي الناس بعد ذلك أم سخطوا'.

الإخوان المسلمون

وفي معرض الحلقة التلفزيونية سأل أديب الشيخ القرضاوي عن تجربة الإخوان المسلمين في مصر والترويج لهم من أجل تطبيق للشريعة الإسلامية.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مجيبا: 'أنا أرى أن جماعة الإخوان المسلمين كما رسم مناهجها مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا تمثل الوسطية الإسلامية المنشودة، فهو منهج في الحقيقة يتجلى فيه التكامل والتوازن لأنه منهج دعوي تربوي عملي يشمل تربية الفرد المسلم وتكوين الأسرة المسلمة والمجتمع والشعب المسلم والدولة المسلمة وتوحيدها تحت راية الإسلام، ويتم ذلك بالتدرج'.

وأوضح القرضاوي أنه 'لا مانع أن يحكم الإخوان في مصر ويجري عليهم ما يجري على غيرهم'، واستردك قائلا: 'لكن أنا أرى أنه لا يزال ينقص الإخوان أشياء كثيرة ليحكموا مصر (لكن) من الممكن أن يشاركوا في الحكم'.