لقاء مع الأخ فتحي بالحاج

نضال حمادة - باريس -الدستور

فتحي بلحاج رئيس "الملتقى الثقافي العربي الأوروبي" في فرنسا : نسعى إلى كسب الرأي العام الأوروبي إلى جانبنا وصد محاولات التشويه الصهيونية

الحديث عن العلاقات العربية الأوروبية في بلاد المهجر الأوروبي ، ليس وليد الساعة بل يعود تاريخه إلى بدايات القرن الماضي عندما بدأت افواج المهاجرين من بلاد المغرب العربي تتوافد إلى بلدن اوروبا الغربية ، طلبا للقمة العيش . غير ان هذه العلاقات القديمة نسبيا لم تكن دائما على ما يرام ، وبقيت رهينة علاقات الغرب مع الدول العربية ، ومع بعض الدول الإسلامية بعد صعود المد الإسلامي عقب انتصار الثورة الإيرانية عام ,1978 هناك حاليا في الغرب الأوروبي مئات الجمعيات العربية التي تعنى بشؤون الجاليات العربية وعلاقاتها مع المجتمعات الأوروبية ، يغلب عليها الطابع الإسلامي الدعوي ، مما جعل توتر العلاقات بين الإسلام السياسي والغرب ينعكس على هذه الجمعيات وبالتالي على الجاليات التي تنتمي إليها تلك الجمعيات أو التي تعمل ضمن بيئتها. غير أن تواجد الجمعيات ذات الطابع القومي او العاملة في مجال حقوق الإنسان تسارع كثيرا بعد احتلال العراق مما ساهم في تسهيل اتصال العرب مع المجتمعات الغربية التي يعيشون في كنفها بسبب غياب حاجز الرمزية الدينية . الدستور تابعت نشاط إحدى اهم الجمعيات العاملة على هذا الصعيد والتقت رئيس الملتقى العربي الأوروبي فتحي بلحاج الذي كان لنا معه الحوار التالي.

- حدثنا قليلا عن الملتقى الثقافي العربي الأوروبي ونشاطاته؟

- تأسس الملتقى الثقافي العربي الأوروبي في العام 2000 بين مجموعة من المثقفين والناشطين العرب في باريس وهو يتبنى قضايا متعددة تتعلق بالحوار العربي - الأوروبي ، وقضايا المواطنة والعنصرية في البلد المضيف. إضافة إلى قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وألوحدة الوروبية ومشروع الوحدة العربية. وهو بذلك قام على فكرة أساسية تتلخص في حاجة الأمة العربية إلى تجميع جهود أبنائها وجهود المناصرين لقضاياها العادلة ، في تجمع ثقافي واسع يساهم في تغيير واقع الأمة ويقوي مقومات الصمود لديها ويقربها من هدف العيش في ظل دولة واحدة مبنية على أسس العدالة والديمقراطية.

- لماذا قررتم العمل على هذه الأهداف من خلال الساحة الفرنسية؟

- من المعرف أن اوروبا ساحة مهمة للعمل الثقافي. فهذه القارة تحوي قوى ديمقراطية عريقة وقوى تقدمية كثيرة تساند القضايا العربية العادلة. ونحن من خلال هذا الملتقى نسعى إلى كسب الرأي العام الأوروبي والدولي ، وصد محاولات التشويه التي تتعرض لها صورة العربي أمام الرأي العام من خلال وسائل الإعلام الصهيونية والمعادية للعرب . وتكمن أهداف الملتقى في تثبيت عرى الصداقة والمحبة بين أوروبا والعالم العربي على أسس العدالة والإنسانية . نحن نعمل من خلال الملتقى على استنهاض الهمم والخروج من السلبية والفردية إلى رحاب العمل الجماعي المؤسساتي القائم على التنسيق بين الجهود المبذولة من أجل زيادة فعاليتها. لتنصب في مشروع النهضة العربية المرجوة ، وفي مشروع تاريخي انساني يبشر بمرحلة إنسانية جديدة عنوانها التعدد والتنوع والحرية.

- ما هي الإمكانيات التي يقدمها الملتقى في موضوع الحوار الثقافي الأوروبي - العربي؟

- ألملتقى العربي الأوروبي بيت للحوار الثقافي والإجتماعي بين الجالية العربية و شرائح المجتمع الفرنسي والأوروبي. ونحن نستغل القدر الكبير من الحرية المتوفرة في أوروبا لتوضيح قضايا العرب وخصوصا القضية الفلسطينية وقضية احتلال العراق وعدم توفر أجواء التعبير الحر في عالمنا العربي.

- هل يمكن لك تحديد محاور عمل الملتقى؟

- يعمل الملتقى على محورين هما:

1 - محور المشروع النهضوي العربي الوحدوي والديمقراطي في مواجهة الإستبداد السياسي والقهر الخارجي من خلال التأكيد على حق العرب في مقاومة كل أساليب العدوان التي تتعرض لها أمتنا ، والدفع باتجاه فتح حوار جاد ومنتج بين قوى الأمة وتياراتها. في هذا السياق انصب اهتمامنا على بحث إشكالية الإصلاح والتغيير في الوطن العربي وفتحنا منابرنا لكل تيارات الأمة من قوميين وإسلاميين وماركسيين إلخ.

2 - محور العرب وحقوق المواطنة: وهذا الموضوع يستحوذ على اهتمامنا ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمشكلات التي تواجهها الجالية العربية في فرنسا وأوروبا: مثل العنصرية وحقوق المواطنة. وفي هذا الموضوع تحديدا نظم الملتقى جملة ندوات وتحركات مع العديد من الجمعيات الفرنسية والعربية ، خصوصا أثناء قضية الحجاب الشهيرة في فرنسا ، كما وتحركنا على المستوى المحلي الفرنسي في قضايا تخص حق المهاجرين في الإقتراع ، وكان لنا دور فعال أثناء أزمة الضواحي الباريسية ، وكنا نحرص من خلال هذه التحركات إلى الإرتقاء بالحس السياسي الأوروبي إلى التعاطي الإيجابي مع قضايا المهاجرين وتفعيل دورة التفاهم بين الجالية العربية والمجتمع الفرنسي.

- كيف تقيم وضع الجاليات العربية في فرنسا؟

- بدأت الجاليات العربية تعي دورها المهم على الساحة الفرنسية وهناك مؤشرات إيجابية في هذا المجال.. أقول مؤشرات إيجابية وأنا أعني بدء نزول العرب إلى معترك النشاط الثقافي والسياسي في أوروبا.

- هل لهذه الجاليات ارتباطا بالقضايا العربية ؟

- بدون شك. لقد كانت الجاليات العربية حاضرة في كل التحركات والتظاهرات خاصة أثناء العدوان على العراق و خلال الأحداث التي تمر في فلسطين ولبنان. وقد ساهمت أحداث لبنان واحتلال العراق وفلسطين في تعميق تواصل عرب فرنسا وأوروبا مع قضايا الأمة ، خصوصا مع الجيل الثاني الذي ولد في الغرب ويحمل ثقافة وجنسية هذه البلاد.

فتحي بلحاج

من مواليد تونس عام 1963 حاصل على دبلوم في الدراسات الأدبية من جامعة تونس ، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية والفلسفة من الجامعات الفرنسية. انتخب رئيسا للملتقى العربي الأوروبي عام ,2005مشرف ومحرر موقع"المسيرة العربية"الالكتروني ذي التوجهات القومية التحررية الوحدوية.