حوار مع العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء..

الغاية من هذه اللقاءات تعريف الشعب السوري بضباط إنشقوا عن عصابات النظام والتحقوا بالثوار ..والإطلاع على وجهات نظرهم في مسيرة الثورة والأخطاء التي حصلت خلال السنوات الاربعة الماضية و طرق تلافيها..وكذلك رأيهم بالنجاحات العسكرية التي تحققت لاحقا وطرد العصابات الطائفية ومليشيات الأسد.

هذا الحوار سيتبعه حوارات اخرى مع ضباط اخرين وقيادات ثورية ايضا إن شاء الله .

وقد اتصلت بأخينا العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين فرحب بالإجابة على الأسئلة. ولاشك ان اراءه ستكون ذات فائدة ستغني الثورة وتنعكس على نجاحاتها.

اولا من هو العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين:

ولد العقبد الطيار الركن قاسم سعد الدين في مدينة الرستن بتاريخ 1965/2/18 ، حصل على شهادة الثانوية العامة في احدى مدارسها .

انتسب للكلية الجوية عام 1985وتخرج منها برتبة ملازم طيار عام 1988 .

إتبع عدة دورات منها:

دورة قائد زوج – دورة قائد رف – دورة قائد سرب – دورة ركن – دورات الكمبيوتر – ودورة الملاحة الجوية، وفي جميع الدورات كان ترتيبه من الاوائل على زملائه .

تدرب على عدة طرازات / فلامنغو/ ل39/ ميغ 21/ ميغ 23 ب ن مقاتلة قاذفة /.

وضع تحت الحراسة المشددة وجرى التحقيق معه عدة مرات وأحتجز في المخابرات الجوية وآخر مرة حقق معه مدير ادارة المخابرات وقائد الفرقة وهو من الطائفية العلوية حيث قال له حرفيا:

انا لا استطيع حمايتك واحتمال ان يتم تصفيتك فخفف من هجومك على القيادة”.

انشق مبكرا وشارك مع الثوار بقتال عصابات الأسد اثناء الحملة العسكرية على مدينة الرستن بتاريخ 2011/9/ 27 وقبل بدء الحملة وردته معلومات تفيد أن النظام الاسدي حشد خمس فرق من النخبة بحوالي 6000 مقاتل مجهزة مع 500 دبابة بينما كان عدد المقاتلين في الرستن حوالي 218 مقاتل تم تدارس الوضع مع الإخوة المقاتلين وكان من بينهم المرحوم الشهيد الرائد عبد الرحمن الشيخ علي قائد كتيبة خالد بن الوليد لتدارس ما يحاك لمدينه الرستن و أهلها من مكر العصابة الأسدية، كانت تلك الليلة حاسمة و طويلة و صعبة جدا ” فإتخاذ قرار المواجهة ” مع انعدام التكافؤ العسكري بكل المعايير امر ليس سهلا .

يتذكر العقيد قاسم تلك اللحظات القاسية فيقول:

قررنا الدفاع عن الرستن وخوض معركة “ملحمة ” ضد العصابة الأسدية الغاشمة ووضعنا السواتر الترابية وتم تلغيمها مع تلغيم الطرقات وتصدينا لهذه الحشود اربعة ايام من يوم الثلاثاء وحتى يوم الجمعة كبدنا النظام خسائر فادحة تم قتل اكثر من /2000/ عنصر من الجيش الأسدي الغازي ودمرنا اكثر من /45/ مدرعة بين دبابة وكاسحة الغام وتم انسحابنا لنقص الذخيرة والامداد.

في 2012/1/27 قاد العقيد قاسم عمليات التحرير في الرستن وفي تاريخ 2012/2/5 تم تحرير كامل مدينة الرستن بقيادته و بعدها تم تحرير مدينة تلبيسة بإسلوب ” المحاصرة مع التطويق بآن واحد”.

تعرض بيته للقصف أكثر من مرة و تم تدميره و تم تدمير منزل والده و منازل اقاربه سقط من عائلته شهداء و جرحى . بعث له المجرم بشار الاسد شخص “مندوب” عن طريق ذو الهمة شاليش إبن خاله وعرض عليه مبلغ مليون دولار مقابل خروجه الى اي دولة يرغب بها مع تأمين الإقامة له ولأسرته ليعلن من هناك ” ان العصابات الإرهابية خطفته واجبرته على اعلان الانشقاق بقوة السلاح” فرفض هذا الاغراء وقال لهم بحزم : “انا خرجت من اجل الحرية والديمقراطية وليس من اجل المال .

لمع نجمه في سماء مدينته الرستن المحررة حيث اصبح يحترمه رفاق السلاح من المقاتلين والثوار والصغار والكبار والحرائر والاحرار و اصبح “ايقونة” لاطفال الرستن . وهكذا اصبح قاسم سعد الدين رمز من الرموز الوطنية العسكرية المعاصرة ليستحق بجدارة قيادة المجلس العسكري في مدينة حمص وريفها الذي يضم اكثر من 15000 مقاتل و500 ضابط منشق بمختلف الرتب ومن المعلوم انه اعطى أوامره بقطع الطريق الدولي حمص حلب منذ اكثر من ستة اشهر وعجز النظام عن فتحه حتى الان.

متزوج ولديه ستة أولاد وهم موجودين معه ولم يغادروا الرستن على الرغم انه يوميا يقصف مقره ومكان سكن اسرته كما تعرض لعدة محاولات إغتيال.

اخي العقيد قاسم نرحب بكم في هذه المحاورة ونرجو التفضل بالاجابة على الاسئلة التالية:

سؤال ١ : هناك تغير ملحوظ لصالح الثوار والجيش الحر على الأرض مؤخراً ماهي بإختصار الأسباب الجوهرية التي ادت لذلك.؟

الجواب ١شكرا لكم لطرح هذه المجموعة الهامة من الاسئلة واحب ان افيدكم بردي على الشكل التالي:

الأسباب الجوهرية التي ادت الى قلب المعادلة لصالح الثوار هي:

١ً -انهيار المنظومة الأمنية والاستخباراتية للنظام ٢-ً استنزاف القدرات العسكرية والبشرية لجيش النظام. ٣ً- تراجع دور الميلشيات الشيعية وخصوصاً في المناطق الشمالية. ٤ً- تراجع الدعم الروسي الإيراني ٥ً- توحيد وتنسيق عمل المعارضة المسلحة ضمن غرفة عمليات مشتركة ٦ً- العمل المشترك للجيش الحر مع جبهة النصرة في التخطيط وقيادة العمليات العسكرية ضد قوات نظام الاسد.

سؤال ٢ : ماهي الأخطاء التي ارتكبتها الكتائب المقاتلة وهل إستطاعت التغلب عليها؟

الجواب ٢ : من الأخطاء التي ارتكبتها الكتائب المقاتلة ويجب تداركها قدر المستطاع هي:

١- العمل بشكل انفرادي وبدون تخطيط للأعمال القتالية. ٢ً- الرضوخ لأجندات الداعمين. ٣-ً استبعاد وتهميش الضباط المنشقين والخبرات العسكرية من قيادة الكتائب المقاتلة إلا أنه الآن وصلت الكتائب المقاتلة الى قناعة مفادها انه لايمكن تحقيق النصر الى بتوحيد الجهود واستقطاب الخبرات العسكرية.

سؤال ٣ : عدد الضباط المنشقين بلغت نسبة عالية ومع ذلك نرى ضعفاً واضحا بالأداء وكذلك بالتنسيق فيما بينهم والتنسيق مع الكتائب الأخرى عدا عن تشكيلات في الجبهة الجنوبية, فلماذا لاتفعّلون تجمعاتكم وتتقاسمون أعباء تحرير الارض مع الكتائب الثورية الأخرى؟

الجواب ٣ :هناك عدد كبير من الضباط المنشقين ومن مختلف الرتب العسكرية تم تهميشهم من قبل جهات متعددة بالإضافة لعدم تقبلهم في الكتائب الثورية إلا بشرط أن يخضع الضابط المنشق لأوامر القائد الثوري ولم يجدوا الرعاية والدعم من الدول او من المعارضة السياسية مما اضطر قسم كبير من الضباط المنشقين بتجميد انفسهم مؤقتا حتى تحين الفرصة المناسبة، وهناك قسم أخر من العسكريين يعملون تحت أمرة القائد الثوري لكي يتمكنوا من تأمين الحاجات الحياتية الملحة وهذا لا ضرر منه طالما ان جهده يصب في صالح الثورة. اما عن فعالية الجيش الحر في الجنوب فهناك انصهار بين الكتائب الثورية وكتائب الجيش الحر قد تم بصورة مبكرة.

والملاحظ الأن ان التشكيلات المقاتلة بدأت تستقطب الضباط والخبرات العسكرية للتخطيط وقيادة العمليات العسكرية.

سؤال ٤ : الغرب يحاول ان يجمع كل كتيبة تحمل شعارا إسلامياً بسلة الإرهاب بنظره وهو في هذه الحالة على استعداد لتسليح الثوار المتفقين معه بالهدف لخلق حالة اقتتال مزمنة .والمؤسف ان بعض الضباط تجاوب مع هذا الطرح ماهي نصيحتكم لزملائكم في الجيش الحر والكتائب الثورية الأخرى؟

الجواب ٤ :الغرب يستخدم شعارات الكتائب الاسلامية شماعة لكي لا يسلح المعارضة السورية.

طالبنا مراراً وتكراراً بتسليح الجيش الحر ولم يكن أثنائها وجود لداعش او لغيرها.

وهل الكتائب المعتدلة التي تحمل شعارات إسلامية هي ارهابية اومتطرفة؟. ولو كان الغرب جادا في تسليح الجيش الحر منذ بداية الثورة كنا وفرنا كل هذه الدماء والقتل والتهجير والتدمير أنا أنصح أخوتي الضباط بالابتعاد عن أي مشروع لايصب في مقاتلة عصابات الاسد والمرتزقة من الحرس الثوري الإيراني وعصابات حزب الله الإرهابية اولا بالإضافة الى مقاتلة تنظيم دولة العراق والشام.

سؤال ٥ : هناك وضوح في إزدياد اعداد الصواريخ الحرارية ضد المدرعات بأيدي الثوار ويستعملونها بكفاءة عالية , فهل تعتقدون ان الثوار استلموا مؤخراً صواريخ ضد الطائرات ايضا ؟

الجواب ٥ :الصواريخ المضادة للدروع عدة انواع وهي مختلفة بطريقة التوجيه للهدف ومن أهمها الصاروخ الامريكي تاو الذي زودت به بعض الفصائل المقاتلة بالاضافة لحصول المعارضة المسلحة على كميات كبيرة من هذه الصواريخ غنائم من مستودعات النظام. وتم استخدامها بكثافة ضد المدرعات لجيش بشار الأسدي. أما بالنسبة للصواريخ المضادة للطيران فلن يسمح الغرب بتزويدها لنا حتى الآن لكي تحافظ هذه الدول على نوع من التوازن عن عمد بحيث تسيطر قوات الثورة على الارض. بينما يسيطر النظام على الجو مما يوسع دائرة قتل المزيد من المدنيين والاطفال على وجه الخصوص بطائرات الأسد.

سؤال ٦ : كيف تقيمون أداء الإئتلاف وهل ترون ان تطعيمه بخبرات وطنية اصبح ضرورة قصوى حتى لايصاب بالشلل التام.؟

الجواب ٦ :للأسف لم يرتق الائتلاف الى مستوى تضحيات وطموحات الشعب السوري. وكانت لخلافاته الداخلية والتوازنات والتيارات والصراع على قيادة الائتلاف أنسته واجباته السياسية لحماية الثورة ودعمها . أما التطعيم بعناصر وطنية فلايفيد بشيء . فالمطلوب محاسبة المقصرين واستبعادهم عن دائرة القرار السياسي ، وتشكيل جسم سياسي من النخبة المثقفة بحيث تكون أجندتها وطنية لكي تقود المرحلة الانتقالية القادمة.

سؤال ٧ : هل ترون تغيراً لصالح الثورة من قبل امريكا ام انها مازالت تلعب لعبة طاسة باردة وطاسة ساخنة .وحسب الوضع على الأرض ؟

الجواب ٧: مازال الموقف الأمريكي ضبابي ومتذبذب ومن المعروف عن السياسة الامريكية انها لا تتعامل الا مع الأقوى – وسوف نلاحظ بعد الإنتصارات التي حققها الثوار ان امريكا ستأخذ موقف إيجابي من الثورة وهذا ما نأمله.

سؤال ٨ : ماهي أبعاد معركة القلمون التي كثر الحديث عنها وماهو رأيكم بأولية الثوار : هل هي:

استرجاع كافة اراضي القلمون وتأمينها.

ام الضغط من الجنوب بإتجاه دمشق.

أم الضغط على جبهة الساحل علماً ان هذه الجبهة مازالت تخضع لمعطيات سياسيه.؟

الجواب ٨ : باتت معركة القلمون مصيرية للنظام وحلفائه فخسارة القلمون الغربي يعني تهديد دمشق مباشرة وتعني فشل حزب الله في تأكيد دوره الأقليمي وتعد هذه المعركة أساسية للنظام وحلفائه للحفاظ على التواصل بين دمشق والساحل وبين العمق اللبناني ودمشق ومعركة القلمون تعد أساسية لتأمين سلامة طريق دمشق بيروت ودمشق الساحل وعند سقوط القلمون بيد المعارضة تفقد الصِّلة الجغرافية بين دمشق والساحل وكذلك العمق الشيعي اللبناني ويعني سقوط أخر معبر للنظام مع لبنان بعدما سقط معبر نصيب مع الاردن. ونجح الثوار بفتح عدة جبهات بأن واحد لاستنزاف قوات الأسد وحزب الله اللبناني وتخفيف الضغط على بعض المناطق – وطبعا جبهة الساحل تخضع لمعطيات كبيرة وخصوصاً أوقفت عدة مرات وتوقف الدعم العسكري واللوجستي للفصائل المشاركة في تحرير الساحل.

سؤال ٩ : ماهي نصيحتكم لكل من:

قادة فصائل الثوار والجيش الحر .

قيادة الاركان.

الإئتلاف والعارضة السورية

فئات من الشعب مازالت في المنطقة الرمادية رغم اجرام عصابات الاسد.

الجواب ٩: ننصح إخوتنا قادة الفصائل المقاتلة الإستفادة من خبرات الضباط المنشقين لتسخيرها في قيادة العمليات – وايضاً ننصح أخوتنا قادة الجيش الحر توحيد الكتائب المقاتلة ضمن غرف عمليات مشتركة ونبذ الخلافات والتفرقة – أما بالنسبة لقيادة الأركان فلم تستفد هذه القيادة مع الأسف من خبرة الضباط المنشقين بل شاركت في تهميشهم واعتمدت قيادة الاركان على قلة قليلة من الضباط الغير مؤهلين مع وجود بعض المحسوبيات. وهنا اتوجه الى الاركان بنصيحة وهي: عليكم تنظيم الاركان حسب التراتبية العسكرية والخبرة والاختصاص – كما ننصحهم بالابتعاد عن الانانية الشخصية وحب المناصب والتسلط والإقصاء للأخرين والإبتعاد عن الاملاءات للثوار وان يكونوا على مستوى تضحيات الشعب السوري .

أما بالنسبة لفئات من الشعب والتي مازالت مواقفها رمادية نقول لها : الشعب قدم مئات الألوف من الشهداء وملايين المهجرين وتدمير البنى التحتية . وليعلموا ان الشعب ووراءهم قوات الثورة لن تتراجع حتى تحقيق النصر وان النظام أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط ولن يرحمكم التاريخ وسوف تلحقون الْخِزْي والعار بأطفالكم فمتى تزيلون عن أعينكم هذه الغشاوة. وتلتحقوا بركب الثورة المباركة فبل ان يأتيكم الطوفان.؟

سؤال ١٠ : اخي العقيد قاسم , ماهو السؤال الذي لم تُسأل وتود ان تطرحه على نفسك وتجيب عليه.

الجواب ١٠: سؤالي هو:

هل نجح النظام باللعب على الوتر الطائفي وحماية الأقليات ؟

وجوابي عليه:

يعمد النظام الأسدي منذ توليه الحكم في سوريا اللعب على الوتر الطائفي وإستثمار حماية الأقليات بحيث يستفيد من زرع الفتن بين الطوائف – وقد حاول النظام منذ انطلاق الثورة إلباسها الثوب الطائفي فأول من تكلم عن الطائفية هي مستشارة بشار الاسد بثينة شعبان وبعدها بشار الاسد ليظهر للعالم بأن هذا النظام العاهر هو الحامي والراعي لهذه الطوائف في سوريا لكي يغرقوا في مستنقع الأجرام الأسدي ولكن بعدما انكشف زيف النظام واستخدام شباب الطوائف وجرهم للمحرقة ضد إخوانهم السنة. نلاحظ الآن بدأت الأصوات تعلو ضد هذا النظام وخاصة في جبل العرب عندما حاول النظام إشعال الفتنة بين أهالي درعا وأهالي السويداء والأن نلاحظ ان اهلنا في جبل العرب يرفضون إرسال أبنائهم الى الخدمة العسكرية الأسدية – وفي النهاية أتقدم بتحية اكبار واجلال الى الشعب السوري الثائر من أجل الحرية والكرامة على أقذر نظام حكم عرفته البشرية. والنصر لثورتنا المباركة بإدن الله. أخوكم العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين

شكرا للاخ العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين وإلى اللقاء مع حوارات اخرى قريبا .

والسلام عليكم ورحمة الله.