مع الكاتب والروائي أشرف توفيق

من العدالة إلى الرواية..

كان من المفروض أن أضيف لقب لواء اتفاقًا للحيلولة دون الخلط بين كاتبنا الروائي لواء أشرف توفيق وبين غيره ممن يحملون نفس الاسم ويبحرون بقاربهم مثله في عالم الرواية، ولكن الواقع أن للرجل أسلوبه الذي يتميز به عن غيره من حيث الرشاقة، وجزالة اللفظ المبثوث بمهارة في ثنايا تعابيره، والفكاهة وخفة الدم التي تزيل فتيل التوتر بينه وبين قارئه، والتنوع المعرفي أفقيًا ورأسيًا من حيث التخصص والهواية، الذي يبدو جليًا في كتاباته المختلفة، وهذا السر وراء كتابة الكاتب قبل الروائي وكان يجب أن أضيف قبلهما الباحث لولا طول العنوان.

 لا تستطيع أن تقرأ أشرف توفيق في إبداعه كتلة واحدة؛ فلابد أن تمرحل حياته ليس بشكل تاريخي لدراسته ولكن لأن حياته أصلًا تحمل مراحلها وتقدم نفسها لمن أراد أن يخبرها، ولولاها لما استطعت أن تتعرف على أسلوبه أو منهجه الفكري حين يكتب وهو الرجل الشرطي، والقانوني الأكاديمي، والروائي، وإن شئت الكاتب والمؤرخ.

 هذا الرجل مهموم بالتوثيق الدقيق مستعينًا بالكتابة سواء الأدبية أو الأكاديمية لكل عمل قام به شرطيًا أو مدنيًا، ولم يقصر جهده وطاقته الإبداعية على فرع واحد من فروع المعرفة والأدب؛ فرسالته في الماجستير كانت عن "المعارضة ــ الأصول والممارسة"، وقد حصل قبلها على جائزة سعاد الصباح للدراسات الإنسانية فى بحث فى نفس الموضوع الذى استهواه فجعله فيما بعد أطروحته للماجستير. ولاهتمامه بفن المقالة حصل أيضًا على جائزة يوسف السباعى للمقال النقدى لثلاث سنوات.  تتالت أعماله حين انتقل إلى مقعد القضاء العسكرى بالشرطة:"أعمال النيابات العسكرية بالقوات المسلحة والشرطة"، فأخرج عدة كتب، هي: "دفاع المتهم في الجرائم العسكرية معلقًا عليها بأحكام النقض"، "الإستدلال بين الضبط القضائي والضبط العسكري"، "الدفوع الجوهرية أمام المحاكم العسكرية"، وحين ترك الخدمة ومارس مهنة المحاماة كتب رواية "الأفوكاتو"، ولما دخل سوق المال تكليفًا من الدولة لم يتركه حتى غرس فيه نبتة من قريحته وبراعته فكتب "كيف تتعلم استثمار الأموال في البورصة"، ورواية قصيرة "مائة يوم من البورصة".  استغل الروائي اللواء أشرف توفيق حال كونه ضابطًا كل أدوات مهنته في البحث والتحري، والترقب وعلم النفس الجنائي، وقراءة أحداق ومهج المتهم لإرباكه والضغط عليه حتى يفوز بالحقيقة، فأخرج أعمالًا تعتبر تمهيدًا وجسرًا عبر عليه حتى استقر على مرفأ الرواية، وقد اختلط في هذه الكتب التاريخ بالأسلوب القصصي، ولكنه ــ ويا للعجب ــ تجرد بل تبرأ من الأسلوب النمطي والمباشر الذي تتميز به محاضر الشرطة التي يدونها ضابط الاستقبال "النوباتجي"، والتي يستخدمها الضباط لغة للتخاطب بينهم من المرؤوس للرئيس والتي تشي بلغة ليس فيها غير التكرارية والهوة السحيقة بينها وبين جماليات اللغة العربية!..كيف فعلها؟!.. وليس العجب في التبروء والفقد بل العجب يكمن في اكتسابه لغة لها أسلوبها وقوامها لم تمر يومًا على مخفر أو مديرية أمن، فيخرج من جعبته أسلوبًا لغويًا وبيانيًا دال عليه، عدة كتب: "العالم السري للنساء (جرائم المرأة)"، "وقيدت ضد مجهول"، "مشاهير وفضائح"، "نساء الملك فاروق"، "حريم في حياة سعد زغلول ــ الثورة التي أيدها الحرملك" وكان إذا تناول شخصيات ضمن كتاب ثم راقه أن يتوسع فيها أفرد لها كتابًا خاصًا بها، وهذا هو النهج الذي يربط بين تلك الدراسات والكتب.  ثم قطع شوطًا فعاقر فن الرواية ولما لا وقد مهد لها بهذه الكوكبة من الكتب التي تصلح كل دراسة منها بأن تصنع رواية، كما أن المعهود عن الرجل أنه لا يدخل ميدانًا دون أن يقرأ فيه وعنه قراءة واعية يتجلى هذا حين غمس ريشته في نقد الرواية ليكتب كتابه: "في عشق الرواية"، والذي به يؤكد بأنه قرأ الرواية وقرأ النقد، والعنوان جاء محملًا بمعانٍ منها أنه لايكتب الرواية هوايةً بل عشقًا، وعلمًا، وفهمًا، بل أن مقالاته تحمل بين ثناياها سطورًا تفوح بمفهومه الخاص عن النقد ووظيفته ودوره كما يفهمه وكما يجب أن يكون، وبهذا الفهم والحرفية أخرجت قريحته إلى المكتبة العربية عدة روايات: "مخدع دافنشي"، "سرير بلا أحلام"، "غزوة وداد قرني"، "موال خرافي"، "قرصان يسرق بحري"، والرواية ذات الجزأين: ""الطريقة الفرنسية"، كما كان له عدة قصص منها: "موجة حارة"، غير العديد من المقالات التي لا تخلو من روح القص، وأسلوبه كما في رواياته في الدخول على قارئه بحميمية وتلقائية ليضعه في مركز الدائرة أراد أم لم يرد ولكنه أمام هذا الفيض من الوصف والحكي يأتيه طوعًا.  المشكلة التي تقابل قاريء الكاتب والروائي أشرف توفيق هي التغييرات التي تصيب عناوين بعض كتبه ورواياته، فرواية "حبات رمان" تصدر بعنوان "غزوة وداد قرني" والأول كان الأفضل ولو تشابه مع غيره، "الرواياتي" صارت "الطريقة الفرنسية"، "قبلات وآهات" صار "فضائح المشاهير"،وأصبحت قصته أو روايته القصيرة "بقايا البن الراسب بالفنجان" إلى "بقايا زبيدة الراسب في الفنجان" بناءً على نصيحة من صديقه القاص الأردني صبحي فحماوي الذي قدم العمل، ليحيلها أشرف توفيق إلى رواية طويلة بعنوان "مملكة الجنة"، ولهذا أتمنى أن يخلي الدرب مفتوحًا بلا عوائق بينه وبين القاريء.

 مثلما درس الراحل جابريل جارثيا ماركيز القانون درس الروائي أشرف توفيق القانون، كما تمثل ماركيز وتمسك بشدة بمقولته: (أن قانون الرواية يخترق كل القوانين)، ورأى أن من حقه أن يجمع بين الواقع والمتخيل، وأن يستخدم التناص، ويستدعي الهوامش كما فعل في روايته "مملكة الجنة" وسبقه إلى هذا جورجي زيدان في رواياته، وعبد الله العروي في روايته "أوراق"، وإميل حبيبي في روايته "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، وصنع الله إبراهيم في "نجمة أغسطس" التي جهر فيها بالمراجع التي اعتمدها في استجماع مواد التخييل؛ وغالب هلسا في روايته "سلطانة"؛ فالهوامش تعد ــ كما يقول الدكتور جميل حمداوي ــ من تجليات الخطاب الروائي العربي الجديد على الرغم من وجودها في بعض النصوص الروائية الكلاسيكية. ويهدف خطاب الهوامش باعتباره مظهرًا للتجريب والحداثة إلى خلق نص مجاور يتفاعل مع المتن النصي حوارًا وتناصًا وتخييلًا وتجسيدًا للمعرفة الخلفية التي انطلق منها الكاتب لإشراك القاريء في تفكيك النص وتركيبه من خلال فهم شفرة النص الثقافية والمرجعية والفنية. كما يهدف هذا النص الموازي إلى خلخلة الذوق السائد لدى المتلقي وتخييب أفق انتظاره بأنه أمام نص حداثي يتطلب منه المساهمة في خلق النص وإعادة إنتاجه من جديد.

 إن أشبه الروائيين بالروائي أشرف توفيق الروائي البريطاني لورانس داريل من حيث التنوع في تناول الأجناس الأدبية وغيرها؛ إذ كتب الرواية وانتقل إلى الشعر، وتركه ليكتب في أدب الرحلات، ثم دخل دهاليز المسرح وألف عدة مسرحيات، وكتب كتابين سخر فيهما من رجال السلك الدبلوماسي، ثم دخل ميدان النقد الأدبي، ثم عاد ثانيةً إلى الرواية ليخرج لنا رائعته: "رباعية الأسكندرية" والتي ننتظر أن يفرغ الروائي أشرف توفيق طاقته من أجل عملٍ كهذا دون أن يشتتها في كتابات متفرقة من أجل خلق نوع من الانتشار تجاوزه بما يبدع.

 وإذا كان المبدع وإبداعه ــ بحسب من يرى هذا ــ لا ينفصلان، فقد كان هذا العرض الذي أقدم فيه الكاتب والأديب أشرف مصطفى توفيق إلى نقاده وقراءه، من أجل خلق حالة من التواصل بين كل ما يحمل الرجل من فكر وخلفية ثقافية متنوعة لابد أن تترك أثرها في كتابته وبين ثقافة القاريء/المتلقي، والناقد الواعي غير التقليدي، بحيث لا يصبح العمل "المنقود" أو محل النقد هو نقطة البداية بل قبله بأمتار يجتر ذلك التاريخ وحينها سيكون مجال الرؤية أوسع وأعمق في دراسته وتحليله له ولما أبدع، خاصة ونحن لا نتعامل ــ في حالتنا هذه ومثيلاتها ــ مع روائي فقط كل همه من الإبداع إنتاج جنس أدبي واحد، وإنما أمام كاتب يحمل ثقافة متنوعة يتعانق فيها التخصص بالهواية والاحتراف، مما يحتاج أن يبذل في نقده مجهود خاص، وما أقوله ليس بدعًا من القول فقد تفرد الدكتور محمد حسن عبدالله أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة بمنهج نقدي جديد أسماه: "النقد الحضاري" يؤمن فيه بأن العمل الإبداعي هو ابن حضارته ويعكس خصوصياتها، وبالتالي فالعمل الإبداعي يتمتع بخصوصيته التجريبية وأهدافه التي تحاول صياغته في التجربة للوصول إليها، ومن ثم تأتي الجماليات الخاصة التي ينفرد بها العمل.

 كان من الواجب بعد هذه التقدمة التي كانت مفتتحًا للتعرف على الكاتب والروائي المصري المعاصر أشرف مصطفى توفيق أن ألتقيه وأحاوره وأخلي بينه وبين قارئه، ليضيف إليه ما يريد أن يزيل به المجهول حوله أو عنه:

** الكاتب والروائي أشرف توفيق غير ما حصلت عليه من جوائز مثل "جائزة سعاد الصباح و "شهادة تقدير" من حزب الوفد، وجائزة السباعي، هل نالك أي تكريم من أي جهة مصرية أو عربية على سعة ما كتبت؟

ـــ كتبت17 كتابا منها 10كتب بعيدة عن الكتابات الأدبية الإنسانية، وتخصصتُ بالأعم في القانون.و كنت بعيدًا بحكم التكوين عن أجواء الثقافة والمثقفين، وبطبيعة أنني لا أنتمي لمؤسسة صحفية أو ثقافية أو حزب، لم أتوقع الجوائز وكان النشر نهاية المطاف في رغباتى - المبتغى من رب العباد- وقد تقدمت لفرع البحوث في جائزة سعاد الصباح بسبب الدكتور سليمان الطماوي الذى كان مشرفًا على بحثي والذي كان يحذرني من الكتابة الصحفية، ويحاول وضعي على طريق الكتابة الأكاديمية المحايدة..فجمعتُ مالا يحبه أستاذي الفاضل ودخلت به المسابقة..

أما شهادة تقدير حزب الوفد فجأت من مركز أبحاث الوفد الذي كان يجمع أفضل كتب ودراسات عن الزعيم سعد زغلول وثورة1919..فوجدت في كتابي "حريم فى حياة الزعيم سعد زغلول- الثورة التي أيدها الحرملك" مايستحق التقدير..وبنفس الطريقة حصلت على شهادة تقدير أخرى من "الجمعية المصرية لتوعية الأسرة للوقاية من الإدمان" والمعروفة بـ (برايد- مصر) عن كتاب في المخدرات عنوانه:"بنات الأصول والمخدرات"..وكان ذلك في التسعينات، حيث دعيت للمؤتمر الثالث للجمعية، ولكن أعطيت لى الشهادة بصفتي الشرطية وسلمها لي الدكتور جمال ماضي أبو العزايم

** إذا أردت أن تقدم نفسك للقاريء المصري والعربي من خلال سيرتك المهنية والعلمية والأدبية فماذا تقول؟

ــ أنا انتمى لفصائل نباتات الظل الإنسانى ..لا أحب الوهج ولست من فصيلة نباتات عباد الشمس الإنسانية..لنكتفي بابتسامة ..فهى مقادير وكلٌ ميسر لما خلق له..

** كتبت كتبًا في القانون، ودراسات تاريخية وغيرها، ماذا كان دافعك لأن تحط رحالك عند الرواية دون غيرها من الأجناس الأدبية؟

ــ تسنكحتُ كثيرًا في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة..حجر دائر لا ينبت عليه عشب ومنها قفزت لدنيا الكتاب..فبعد الكتابة بالقطعة أحيانًا وبدون مقابل معظم الوقت.وفي فترة استقرار بجريدة الأنباء الكويتية تقابلت مع صاحب مكتبة الأمين"رحمه الله" الذى وجهني لعمل كتابى الأول من تجميع حوارات مع الأديبات كنت قد نشرته بالأنباء والوطن، وأعجبته فوضعت له دراسة عن الأدب النسائي وأصدرته دار الأمين بعنوان:"اعترافات نساء أديبات" ليصبح الكتاب الأن مرجع في الكتابات النسائية..وكان من ضمن من حاورتهن بالكتاب دكتورة نوال السعداوي التي وجهتني لكتابة الرواية..ولم أنتبه للنصيحة إلا بعد أكثر من 15 سنة حيث ألحت عليَّ رواية مملكة الجنة..وكأن الرواية تكتب نفسها فكتبتها في2010 وبعدها صرت لا أصلح إلا للرواية دون باقي أجناس الكتابة..نادتني نداهة هذا النوع من السرد ولا زلت مسحورًا بعبق الرواية.

** في سؤال يأتي نمطيًا ولكنه ضروريًا: من المؤكد أنكم من جيل له أساتذة.. من مِن السابقين استهواك فيما أبدع؟ وبمن تأثرت عند كتابتك للرواية من الشرق والغرب؟

ــ تستهوينى الرواية النسائية كثيرًا من غادة السمان وأحلام مستغانمي حتى أصغر كاتبة..وتعلمت من روايات صنع الله ابراهيم أنه ملك كتابة التفاصيل..وتعجبني مواضيع روايات "زيدان" وطريقة كتابته..وأرجع كثيرًا إلى "اللص والكلاب" و "السراب" لنجيب محفوظ..أما الغرب فقد فرض"خوانتسيليو" الكاتب الأسباني نفسه عليّ منذ وقعت روايته المترجمة إلى العربية "أسابيع الحديقة" في يدى، فهو يخلط الواقع بالمتخيل..ويكتب كأنه يحرر جريدة؟!

** ما هو المنهج أو المذهب الذي تبنيته حين أردت أن تكون روائيًا؟ وذلك انطلاقًا من أن الرواية تحتاج إلى بناء فكري ومنهجي في الأساس، وما هو جديدك الذي تفخر بأنك أضفته إلى حقل الرواية العربية والمصرية خاصةً؟

ــ كل ما أستطيع قوله أني أكتب رواية ليست للتسلية وإنما للتفكير..أحب أن يكون للرواية صدى تعليمي كالكتاب..فهناك علوم جديدة ظهرت كالتنمية البشرية، ولغة الجسد وعلم النفس الجنائي مثلاً مجالها التطبيقي هو الرواية، وقد لمستْ ذلك دكتورة أحلام المعمري في نقدها لروايتي "الرواياتى" فقالت يقدم لنا الكاتب الدليل العملي على نظرية (هيمنة الرواية)؟! باعتبار ان الرواية الوحش الجميل التى اجتاحت الأجناس السردية واستحوذت عليها بما لها فى جوهرها من روح هيمنه وتسلط مكنتها ان تذيب كل الإبداع السردي في أهابها، إن المؤلف لسابق تجاربه مع الصحافة يخرج لنا شكل روائي جديد له مذاقه الخاص هو (الرواية - الكتاب) أو (الكتاب - الرواية) ؟!

ـــ صارت الرواية اليوم هي ديوان العرب وتكالب عليهل بل تجرأ عدد غير قليل ممن لا يتقنونها..فهل تبوأ أشرف توفيق مكانه اللائق كروائي على خارطة الرواية المعاصرة؟

 ــ لا زلت أحبو..مستمتعًا بالكتابة الروائية لتكون هدفًا في ذاتها..

** على تنوع إنتاجكم الروائي وتميزه..لما لم يتحول أي عمل من أعمالكم الروائية أو غيرها إلى فيلم أو مسلسل إذاعي أو تليفزيوني؟

ــ فى سنة 2002 أغرانى السيناريست محمد على فهمي بتحويل كتاب (حريم فى حياة الزعيم سعد زغلول- الثورة التي أيدها الحرملك) لمسلسل تلفزيوني، ووجدتها فرصة لتعلم السيناريو، وفرغنا من الكتاب كل مايخص علاقة سعد زغلول بهدى شعراوى واستعنا بمراجع أخرى أهمها مذكرات هدى شعراوى نفسها..وتقدمنا بخمس حلقات لقطاع الإنتاج بالتليفزيون. ولكنهم طلبوا نصف حلقات المسلسل فقدمنا بعد سهر وعمل 17 حلقة من (خمس نسخ) ولكن كان قرار لجنة النصوص الرفض من الأستاذ عبد المحسن حسين والسيدة بهية عمر، وقالا في تسبيب الرفض: (اعتمادنا نصوص غير محققة عن حياتها الخاصة وأمها ..مما يحط من كرامة المرأة وتناول حياتها الخاصة مع محمد الشعراوي زوجها وكيف تركها معلق سبع سنوات، لعقد زواج نص فيه على عدم رجوعه لزوجته الأولى بعد طلاقها وزواجه من هدى هانم..وقد أخل الشعراوي بنصوص العقد ورجع لزوجته الأولى بل أجب منها ولدًا)، وتظلمنا وذهبنا بالتاريخ والنصوص،وقالوا سيتم البحث..وبعد أسبوع قالوا: (آسفين معلوماتكم سليمة بس لاتصلح للعرض)..واتفقنا على التغيير والتبديل رغم أن المسلسل تاريخي..وفجأة قال قسم الفيديو والتنفيذ بعد الاتصال بالمدينة الإعلامية: (هناك مسلسل عن هدى شعراوي لكاتب كبير حجزه خلاص ولم يكن الكاتب الكبير كتب شييء بعد سوى مختصر بالموضوع فى خمس صفحات..والباقي معروف عن مسلسل هدى شعراوي التليفزيونى؟!

** لماذا تعمد إلى تغيير عناوين بعض كتبك ورواياتك، مثل: رواية "حبات رمان" التي أصدرتها بعنوان "غزوة وداد قرني"، و"الرواياتي" غيرتها لتكون "الطريقة الفرنسية"، وغيرت عنوان "قبلات وآهات" فصارت "فضائح المشاهير"،وأصبحت قصتك "بقايا البن الراسب بالفنجان" "بقايا زبيدة الراسب في الفنجان" ثم حولتها إلى رواية طويلة بعنوان "مملكة الجنة" ألا تشوش بهذا على قارئك؟

ــ قيل لنجيب محفوظ لماذا لاتكتب عن القرية..ولماذا تكتب فقط عن القاهرة والأسكندرية إنك تكرر نفسك؟! فقال: نحن نكتب عما نعرف ونرى ونعيش وأنا ابن المدينة فإذا كتبت عن الريف سيكون خيالي فى الخضرة والفطير المشلتت..أما عن التكرار فكل كاتب يعيش على فكرة أو فكرتين ويغير فى الشكل..كل منا له قضية .فلا شيىء يشبه شيىء فى الشكل..أما القضية أوالفكرة فتتكرر.

 نشر نجيب محفوظ روايته "الحب عند هضبة الأهرام" في الأهرام مسلسلة في وقت هيكل وعند نشرها في مطبعة مصر أدخل عليها تعديلات كثيرة..وقال النقد وقتها النص نصه لم يسرق من أحد لم يعتد على نصوص الآخرين وكما يغير الكاتب في كتابه بإضافة فصل، فيمكن عمل نفس الأمر في الرواية..هذا هو جوهر الحق الأدبي.

وهذا ماحدث بالكربون في "غزوة وداد قرنى"؛ فقد نشرت مسلسلة في جريدة اليكترونية على حلقات،كل حلقة باسم..فجمعها الرائع أحمد طوسون في سلة واحدة بمدونته وأعطاها كلها اسم الحلقة الأخيرة:"حبات رمان"..أنا الكاتب صاحب الحق الأدبى حين نشرتها كاملة كرواية فى حروف منثورة أعطيتها اسمها الحقيقي.وهي في كل الأحوال تقرأ مجانًا والرواية طبعة واحدة اليكترونية ولم تطبع ورقيًا.

 الرواياتى ليست هى الطريقة الفرنسية..وكل ما في الأمر أن الروايتين في فرنسا.تمامًا كقصص حرافيش نجيب محفوظ ..الفتوة هو الفكرة ويتكرر الشكل ونعاود القراءة صفحة صفحة.

"قبلات وآهات" "ومشاهير وفضائح" بينهما أكثر من سنة والأول هو المتأخر عن الثاني وليس العكس والكتابين لناشر واحد مكتبة رجب..فهل الناشر يبقى عنده الكتاب ملكه ويشترى نفس الكتاب مرة أخرى؟!.أتمنى ذلك فأكون الكاتب الوحيد اللى ضحك على الناشر"! تبقى ملحوظتك الأخيرة ذكية ومنطقية للغاية..وإن كانت تمت بغير تكتيك واعٍ منى وإنما بضغط من العقل الباطن..كتبت رواية قصيرة نوفيلا "بقايا البن الراسب بالفنجان" "بقايا زبيدة الراسب في الفنجان"وكتب ناقد صديق واعٍ كلمة فى مقدمتها من باب "صديقك من صدقك..لا من صدقك" ما الذي فعله الناقد الواعي..هل تحركت لأكتب رواية كاملة "مملكة الجنة" لأغطى على الدفوهات فى "بقايا البن الراسب بالفنجان" "بقايا زبيدة الراسب في الفنجان"..أفكر الأن, وأقول يمكن..كان الأمر بقصد مصلحة القاريء لاتشويشًا عليه.

وسوم: العدد 627