المستشار الأسري محمد فايد: أخذنا من الوسائط التكنولوجية أسوأ ما فيها

تكشف لنا تقنيات العلم الحديث كل يوم كيف ينتصر الإنسان بعلومه ويتقدم بها جنباً إلى جنب مع الآداب والفكر والفنون وعلوم التربية، وهي كلها معارف ينبغي أن ندرك منها جهد طاقتنا.

والذي لا شك فيه أن أمة تلتمس اقتناء هذه التقنيات ومن ثم استخدامها دون أدنى مقدرة منها على توظيفها التوظيف الأمثل، أو استخدامها بالتوازي مع الجرعات المناسبة من الفكر والفن والأدب والتربية، فإنها تجني أول ما تجني على النشء من بنيها.

المستشار الأسري والتربوي محمد فايد يبسط ما سبق بعد أن يسقطه على أبنائنا الذين يكثرون من استخدام تكنولوجيا التلفاز والكمبيوتر والإنترنت وألعاب الفيديو مؤكداً التأثير السلبي المحقق وقوعه على هذا النشء. ومن صور هذا التأثير:

ـ تقتل هذه التكنولوجيا موهبة الطفل لأنها تنمى فيه السلبية بدلا من المشاركة المبتكرة.

ـ كما أنها تقتل قدرة الطفل على التواصل لأنه وأهله يحملقون فى الجهاز طوال الوقت بدلا من التواصل مع بعضهم البعض.

ـ تدمر البرامج السيئة والمليئة بالقيم الهدامة أخلاقيات الطفل ولكن بجاذبية وببطء.

ـ يهبط مستوى القراءة والكتابة والتعبير عند الطفل بمقدار الثلث على الأقل وقد يصاب بالبله.

ـ يكره الطفل القراءة أو الاستماع للقصص لأنه دائما يريد الإستثارة الشاملة الأتية من الخارج.

ـ يصاب الطفل بالاضطراب فى التركيز وأعراض النشاط الزائذ وكذلك العدوانية الشديدة.

ويخلص محمد فايد المستشار الأسري والتربوي إلى مشكلات ناتجة عن عدم ضبط الاستخدام لما يقع تحت أيدي أبنائنا من وسائل تكنولوجية حديثة، ومنها:

ـ مشكلة الإدمان:

حيث أصبح من السهل على البنت رؤية مناظر وطرق وأساليب تعاطى هذه المواد المخدرة التى تلجأ إليها البنت أو الولد من خلال ما يعرض له من أفلام وغيرها فيقوم بمحاولة التجربة أو التقليد لما يعرض أو اعتقادا منه أنها سوف تخرجه مما هو فيه من مشاكل وقد يكون معه فى ذلك بعض أصدقاء السوء.

مشكلة الانحراف الأخلاقى والسلوكى:       

حيث أصبحنا نسمع ألفاظا سيئة دخيلة علينا وانحطاطا أخلاقيا بين شبابنا وانتشرت ظاهرة فقدان الاحترام مع بعضنا البعض وأصبحنا نجد أبناء يسبون آبائهم ويعتدون عليهم وقد يصل الوضع للتطاول بالأيدى. ولم يعد الصغير يحترم الكبير ولا الكبير يعطف على الصغير وأصبحنا آنانيين كل واحد فينا هدفه هو نفسه وفقط وتفككت أسرنا وأصبحنا مفككين ونسينا هويتنا وتقاليدنا القيمة.

مشكلة الإنحراف الجنسى :     

لقد أصبح من السهل على أبنائنا مشاهدة الأفلام والمواقع الإباحيه والهابطة ومن ثم بدأنا نفقد بالتدريج قيم كالعفة والوقار والحياء فى بيوتنا وفى مجتمعاتنا وبدأت تظهر الأمراض بسبب ممارسة الرذيلة واتباع الشهوات التي تؤججها هذه المشاهد.

مشكلة التفكك الأسرى:    

أدت هذه التكنولوجيا إلى تدمير بيوتنا بسبب الاستخدام السئ لها إذ إن معظمنا إذا أراد أن يكافئ أحد أولاده مثلاً أحضر له موبايل على أحدث طراز أو تابلت أو غيرها من الأجهزة اعتقادا منه أنه يسعد ابنه أو ابنته ولكن على العكس فإنه يدمره وهو لا يعلم أن ما أحضره من مدمرات الفكر والعقل.

فقبل هذه الأجهزة كنا نجد عندنا قامات عالية من العلماء أما الآن فانشغلنا بهذه الأجهزه وضيعنا الوقت ونسينا الهدف الأساسى وتفككت أسرنا بسبب ما يعرض من مواد إعلامية هابطة تسببت في ارتفاع نسبة الطلاق كما كثر تعدد الزيجات والخلافات الأسرية.

مشكلة قتل ملكة التفكير والابداع :     

بسبب هذه الوسائل أصبح فكر أولادنا عقيم ليس فيه إبداع أو تجديد أو تطوير وأصبح يصعب عليهم إجراء عملية حسابية إلا من خلال الاعتماد على هذه الوسائل التي ساهمت فى عدم اتقانهم القراءة والكتابة وعدم القدرة على التعبير ومن ثم ظهرت مشاكل التأخر الدراسى في جميع المراحل.

مشكلة التقليد الأعمى:     

قلد أبناؤنا كل ما شاهدوه على هذه الوسائل رغم مخالفته لتقاليد مجتمعنا وقيمه فأخذوا يقلدون السيء فى الملبس والمأكل والكلام وحتى قص الشعر وكل هذا دخيل علينا وعلى مجتمعنا جراء هذه التكنولوجيا التي أخذنا أسوأ ما فيها. 

وسوم: 642