الدكتور عبدالناصر حسن..يسرد تجربته فى الحياة وفى النقد وفى الإدارة

أبو الحسن الجمّال

clip_image001_291a9.jpg

clip_image002_9e279.jpg

clip_image003_4fc8c.jpg

منذ قصدنا أن ندلف إلى ساحة العديد من المبدعين والأدباء والمثقفين.. نقتطف من تجاربهم الكثير حتى نفيد بها قطاعاً عريضاً من المثقفين والقراء الذين هم فى شوق لمعرفة أسرار هؤلاء وتجاربهم ..واليوم نحاور أحد أعلام النقد فى مصر والوطن العربى، الأستاذ الدكتور عبدالناصر حسن أستاذ النقد الأدبى فى كلية الآداب جامعة عين شمس والرئيس الأسبق لدار الكتب والوثائق القومية كما عما رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة وكان أول عميدا متتخبا لكلية الآداب بعد ثورة يناير 2011..والدكتور عبدالناصر حسن محمد شعبان من مواليد القاهرة عام 1961، تخرج في كلية الآداب، جامعة عين شمس, قسم اللغة العربية وآدابها، وحصل على درجة الليسانس عام 1984، وعين معيداً بقسم اللغة العربية وآدابها فى العام نفسه وحصل على درجة الماجستير في الآداب بتقدير (ممتاز) في موضوع بعنوان: "عناصر البناء الفني في شعر أبي نواس" سنة 1989، وعين مدرسا مساعدا بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة عين شمس فى العام نفسه، وحصل على درجة الدكتوراه فى الآداب بتقدير (مرتبة الشرف الأولى) في رسالة بعنوان "الأبعاد الرمزية للحب عند رواد الشعر العربي الجديد" في سنة 1994 .

  نلتقيه ليبين لنا كيف كانت للنشأة دورها فى حياته الأدبية والأكاديمية حيث نشأ فى حى "الظاهر" الذى كان يجمع بين المتناقضات بها الشرائح المجتمعة ذات الثراء الفاحش فى مقابل فقراء يعيشون فى أماكن أخرى من هذا الحى الذى تكثر فيه الخمارات والحانات فى مقابل المساجد والكنائس، كما تطرقنا إلى العوامل والظروف التى جعلته يلج مجال الأدب، وحدثنا عن أساتذته ورفاق دربه وأستاذه الدكتور عزالدين إسماعيل الذى تعلق به كثيراً، ونظرته إلى حال النقد الأدبى فى مصر والدول العربية وموضوعات أخرى سنطالعها فى حوارنا التالى:

*كيف كان للنشأة دورها فى حياتك الأدبية والأكاديمية؟

- نشأت فى حى شعبى فى حى الظاهر بوسط القاهرة وهو حى معروف بعراقته، ويوجد به مسجد الظاهر بيبرس العريق، وكان يجمع بين المتناقضات حيث يسكنه الأغنياء جدا فى بعض أماكنه والفقراء فى أماكن أخرى ..كانت هناك الحانات والخمارات فى مقابل المساجد والكنائس .. كل ذلك كان موجوداً ومتعايشاً مع بعضه البعض.

مصادر تفتح الذهن ثقافياً كانت السينما وبالتحديد السينما الغربية، وكانت دور العرض تقدم بعض الأفلام المتميزة والرائعة، وقد ثقفت من هذه الأفلام مثل: فيلم "العجوز والبحر" لأرنست هيمنجواى، وفيلم "لمن تدق الأجراس"، و"ثورة على السفينة بونتى"، وغيرها من الأفلام لكبار الممثلين فى هيولود فى هذا الوقت، وأحببت السينما جدا وأتصور أنها عنصر أساسيا فى مكوناتى الثقافية، واستطيع أن أقول لك أن السينما بالإضافة إلى قراءة بعض الكتب فى سن صغيرة وحفظى لبعض أجزاء من القرآن الكريم ساعدت على استقامة لسانى وجعلتنى امتلك ناصية اللغة واستطيع أن اتحدث بها بشكل جيد.

*الدوافع التى جعلتك تحب الأدب وتلج مجاله؟

- الدوافع كانت السيدة حسنية شعبان.. وهى عمتى أخت والدى.. كانت أديبة.. صحيح أنها لم تكن مشهورة، ولكنها كانت تكتب الروايات، وقد شاركت فى تربيتى وأنا صغير، واعتقد أنها جزء كبير جدا فى معرفتى بالحياة الثقافية، وكانت تجلس أحيانا فى جلسات الدكتور طه حسين التى كان يعقدها فى بعض الأماكن المختلفة هى وغيرها من الأقران فى ذلك الوقت ولعلى أذكر منهم الحسين القبانى وغيرهم من الأسماء المعروفة فى فترة الخمسينيات ..فهذا وذاك هى روافد حقيقة فعندما اذهب إلى بائع الجرائد والمجلات والدوريات وكنت أخذ منه الدوريات واستعيرها ثم أبدلها بدوريات أخرى وكان هذا متاح فى ذلك الزمان هو أنك تشترى ثم ترجع وتستبدلها بعد قراءتها وتأخذ حاجة مكانها وهكذا...فهذه العناصر كلها مجتمعة بالإضافة لظهورالتليفزيون فى أوائل الستينيات ساعد ذلك على التكوين الثقافى بالإضافة إلى المعرفة الدينية حيث أننى حفظت أجزاء من القرآن فى الكتاب .

*وماذا عن أساتذتك ورفاق دربك؟

- فى المرحلة الجامعية كنت محظوظا جداً بأن من ربانى هم أكبر أساتذة مصر فى مجال الأدب والنقد، تربيت على أحمد كمال زكى، وعز الدين إسماعيل، وعبدالقادرالقط ، ولطفى عبدالبديع، ومصطفى ناصف وغيرهم من الأسماء الكبيرة، فالواحد من هؤلاء فى حد ذاتة جامعة ، فهؤلاء جميعا كان لى الحظ أن اتعلم على أيديهم، وفى وقت اجتمع كل هؤلاء الكوكبة فى جامعة عين شمس وبالتالى كان لى حظ  أوفر أنا وجيلى أن اتعلم من فكرهم ومن ثقافتهم وأن نتعلم منهم فى المحاضرات أشياء كثيرة، ولم يكن هؤلاء يعلموننا العلم بل كانوا يعلموننا الأخلاق وثقافة الأخلاق وثقافة التعامل وكل شىء.

*من هو الأستاذ التى تعلقت به واقتربت منه كثيراً؟

 - الذى علم معى كثيرا هو أستاذنا الدكتور عزالدين إسماعيل لكنه لم يكن مشرفاً لى على رسائلى العلمية، والذى اشرف على وله فضل كبير أيضاً هو الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالرحمن أستاذ الأدب العربى - رحمه الله - 

*كيف ينظر د. عبدالناصر حسن إلى التراث النقدى العربى؟

- انظر إليه بحب شديد وبتعاطف شديد لأن القديم دائما يمتد فى الجديد، وإذا لم تكن تعرف ماضيك لا تستطيع أن تعرف مستقبلك ولا حاضرك، وتعلمنا دائما أن الثقافة حلقات متصلة لا انفصام بينها وأنت لكى تعرف الحديث لابد أن تؤسس نفسك بالقديم وأن تعرفه معرفة دقيقة بدونها لا تستطيع أن تقيم بناء حول شىء مثل النقد فى أوربا لابد أن يلموا بأصوله اليونانية والرومانية وهذا ما حدث لدينا فكان لا بد أن نقرأ عبدالقاهرالحرجانى وأبحاثه، ونقرأ الآمدى، وابن قتيبة، وحازم القرطاجنى، وغيرهم من الكبار.. وهؤلاء جميعاً كونوا الأساس الحقيقى مثل (أساس المنزل) الذى بنينا فوقه ما ثقفناه من الحضارة العربية أو النقد الحديث.

*كيف ترى الواقع الأدبى والنقدى فى مصر والوطن العربى فى الوقت الراهن؟       

 - الواقع الأدبى ليس سيئا كما يحاول البعض أن يروج وأرى أن هناك أجيالاً جديدة تملك ناصية الثقافة بشكل جيد يدل على أنهم يصلحون بعد سنوات قليلة سيكون لهم دور فى إحياء الثقافة عربية والثقافة المصرية بوجه خاص فيه شباب صغار وأخذوا جوائز مؤخرا ورأيتهم عندما كنت محكما لهم فى الجوائز التى حصلوا عليها ، فطارق إمام مثلاً واحد من الموهبين فى الأجيال الجديدة، وهناك أحمد مراد وروايته "الفيل الأزرق" يمكن أن يكون هؤلاء الكبار فى قادم الأيام وغيرهم كثير ..

*هل هناك تواصل بين الأجيال أم العلاقة مبتورة بين القديم والحديث؟

- هذا وذاك..أنا من الذين لهم علاقة بالشباب ويوجد اتصال دائم بهم منذ أن كنت رئيسا لدار الكتب والوثائق القومية مروراً بالهيئة العامة لقصور الثقافة واتعامل معهم فى الجامعة بحكم عملى أستاذ للنقد الأدبى اتجادب معهم أطراف الحديث فى قضايا أدبية وثقافية ويسألوننى عن بعض الأشياء وأطرح عليهم رؤيتى وأنا لا أفرضه عليهم وإنما أحاول بالضرورة أن أجعلهم يقتنعون بما يستطيعون واترك لهم المجال والمساحة للتعبير عن آرائهم ...

*هناك طرح على الساحة الأدبية اليوم بين ما هو متمسك بالقديم وما هو متمسك بالنظريات والمذاهب المستوردة كيف ترى هذا الأمر؟

- الناس أمزجة وبالتالى كل عصر وله اختياراته ..الناس فيه تختار ما تريد أحيانا يتحولون من طريقة حياة إلى أخرى ومن شكل إلى آخر، ولعلى أذكر ولعلك تتذكر معى أن فى السبعينيات والثمانينيات كانت الطالبات حاسرات الشعر وكانت نسبة المحجبات قليلة جداً، أما الآن فقد تغير الوضع فصارات نسبة المحجبات كثيرة جدا ونسبة الحاسرات قليلة ..تحولات ورؤى من عصر إلى عصر ولكن بشكل عام إذا أردت أن تتكلم عن المناهج التى وردت إلينا وهذا شىء طبيعى أن يحل شىء مكان آخر حتى نضمن الاستمرارية وعندما تتوقف أنت فى إنتاج الحضارة الحديثة سيأخذ غيرك هذه المساحة ويستغلها ويعمل هو وتتوقف أنت وبالتالى أنا لست ضد المناهج الحديثة مادامت هذه المناهج يمكن أن تضىء النقد الأدبى وأن تستنير كقارىء بها وتقدم لك شيئا يفيد أما إذا كانت هذا المناهج لا تفيد وأنا أشك فى هذا فإنها لها فائدة أيضاً .. فليس أننا أصحاب ثقافة قوية وثرية وعتيدة أننا نغار مما هو وافد ..فالمسألة سوق تنافسى وعلى الكل أن يقدم أفضل ما عنده وفى النهاية الذى يبقى هو الجيد والمتميز ودون ذلك فالحياة نفسها تأكل ما هو سىء ولايبقى إلا الجمال ولا يبقى إلا الشعر الجيد والكتابات الروائية العريقة الجميلة التى كتبها الإنسان فى لحظة من لحظات التاريخ القديم أو الحديث

*هناك سؤال أطرحه مع كل ذى تجربة نقدية أو إبداعية ويرتبط مما طرحته سلفا : كيف السبيل إلى ايجاد نظرية نقدية تنبع من التربة العربية وتتلائم مع طبيعتنا وحضارتنا؟

 إياك أن تصدق أن النقد البنيوى الذى استوردناه من الغرب ومن فرنسا على وجه التحديد فى الستينيات أو النقد التفكيكى بعد ذلك ومن قبلها مناهج "سانت بيف"، و"هيبوليت تين" وهو المنهج العلمى الطبيعى وهو منهج كان لا يؤمن إلا بالمؤلف فقط ، ويتناسى تماما النص ودور القارىء بالنص وبالتالى أخفق هذا المنهج فى الاستمرار بعد ذلك، وعمل به النويهى وطه حسين وغيرهم وخصوصاً فى المناهج النفسية التى قدماه  ..أريد أن أقول لك الشهادة على العصر عندما نتوقف بعد شوط طويل من استمراره حتى نستطيع عند الحكم أن نحكم حكماً دقيقاً حكما فيه قدراً من الدقة ..

 * ولكن وجدت محاولات عربية مثل محاولات عبدالحميد إبراهيم ونظرية الوسطية وعبدالحميد إبراهيم ونظرية "المرآة المحدبة" ما رايك؟

- هذا كان ردا فعل على كتاب كتبه الدكتور جابر عصفور بعنوان "المرايا المتجاورة" فكان رد أستاذنا الدكتور عبدالعزيز حمودة إزاء الأفكار التى طرحها جابر عصفور فى كتابه وهى وجهات نظر لا نستطيع فى النهاية أن نقول أنها على صواب أو خطأ وتظل مطروحة وتظل متصارعة حتى يصل الإنسان فى العصر الحديث إلى قناعة باتجاه من الاتجاهات وسيظل الإنسان فى الحقيقة حائر بين الاتجاهات المختلفة لأنه هو فى النهاية يحكمك فى قراءة النص التأويل ومعنى ذلك أنك وصلت إلى مرحلة بأنه لم يعد هناك تفسيراً صحيحاً مائة فى المائة أو تفسير ساقط لأنك أمام النص تحلل النص وتأول النص والتأويل هنا يمنح النص عدة معان مختلفة تختلف باختلاف القارىء ومتلقى هذا النص ومتعاطيه ومن هنا أصبحت المسألة أكثر تعقيداً واصبح الناقد اليوم يتحير كثيراًًًً عند الكتابة لأنه طول الوقت مسيج بقواعد وتصورات فى النقد الأدبى تتغير من يوم إلى آخر يموت بعضها ويظهر بعض التصورات الجديدة ويظل الآن التفكيك مرحلة من المراحل جزء منها يمثل الفكر العدمى  بانتفاء خاصية المؤلف وموت المؤلف ومثل هذه الأفكار أحياناً تجعلك أو تقودك إلى فكرة مؤداها أن التفكيك هدفه كسر كل المركزيات المطروحة سابقاً، وأن النص ليس له معنى محدد وبالتالى كانت عندهم أفكار ومصطلحات جديدة لم نكن نسمع عنها من قبل منها مثلاً يطرحون فكرة انتفاء قصدية المؤلف وبالتالى موت المؤلف وأن النص إذا نحا نحو معنى معين بشكل مرتب لم يحدث هذا المعنى فى ذهن القارىء ويرون أيضاً أن التفكيكى كلما رأى مجموعة من النصوص نحو المركزية أن يطبق هذه المركزية فى ذهن القارىء لأنه قائم على فكرة الدعوة إلى المركزية عند التفكيكيين هى كل فكر يدعى امتلاك الحقيقة طوال الوقت فهو فكر رجعى ومركزى وأن المركزية والمذاهب الكبرى والكليات انتهت.

*قضية الضمير فى تقديم المبدعين لدى الناقد؟

- باختصار أقول لك أن الناقد الذى يحابى على حساب القواعد فهو ليس بناقد، وهؤلاء يكتشفون ولو بعد حين لأن الكاتب الحقيقى والمبدع لا يميل بطبعه إلا إلى الجمال الحقيقى وماذا نريد من النص إلا سمات هذا النص من جمال وأسرار وصور وبالتالى إذا لم يكن هو هدفه تأكد بأنه سيسقط قريباً جداً لأن ليس له هدفاً فنياً ..

*مشكلات الترجمة الأدبية؟

- هذا راجع إلى انخفاض مستوى التعليم فى العقود الأخيرة ففى خلال الخمسين سنة الأخيرة حدث تجريف تام للتعليم فى مصر واصبح التعليم لا يخرج طالبا فاهما مثقفاً واعياً بالعلوم التى يدرسها هناك ضعف شديد وهذا أدى إلى خلل ما والطالب الآن يتخرج بمستوى ردىء فنحن تعلمنا فى الكتاب قبل دخول المدرسة فالكتاب كان له فضل علينا عظيم والطالب إذا كان لا يلم بلغة بلده وقومه وبلاغتها وجمالها وأسرارها فكيف يلم بلغة الأخرين ...

*عملت لسنوات طويلة بدار الكتب والوثائق القومية كيف السبيل إلى إعادة الريادة إلى دار الكتب لسابق عهدها؟

- دار الكتب رهينة أن يعرف الناس قدر الثقافة وإذا عرف الناس قدر الثقافة ترتفع قيمة المؤسسات الثقافية ولكن بشرط أن يكون القائمين على هذه المؤسسات على قدر المسئولية قادرون على حماية هذه الأماكن قادرون على قراءة المشهد الثقافى باقتدار حتى يساعدهم على خدمة الثقافة بشكل أو بآخر وهذا مهم جداً ..

انجازات قدمتها فى دار الكتب وانجازات كنت تتمنى انجازها؟

- طبعا أنا توليت المسئولية بعد الدكتور محمد صابر عرب وأكملت بعده بناء دار الوثائق الجديدة فى عين الصيرة وتم افتتاحها فى عهدى، ومن الأعمال الأخرى تم افتتاح أكبر قاعة مكتبة رقمية، وعملنا أيضاً مركزا للتنمية البشرية، وحاولت أن أطور المطبعة بنلقها إلى مكان آخر ولما تركت المنصب رفض من جاء بعدى هذا الأمر، وطورنا أماكن المخطوطات سواء فى وسائل الحفظ وأحضرنا معدات وآلات حديثة تبرع المكتب الإسلامى أمدنا بأدوات حديثة تحمى المخطوط والبردية والمسبوك ومازالت جمعية المكتب الإسلامى تعمل مع دار الكتب حتى يومنا هذا ويتبادلون معها الخبرات ..وأخذنا من السفارارة بعض المخطوطات أضفناه إلى دار الكتب وأخذنا أيضا من المكتبات الموجودة فى محافظات مصر عدد لا بأس به من المخطوطات مما جعل رصيد دار الكتب من المخطوطات يزيد عن 60ألف مخطوط .

عملت فى هيئة قصور الثقافة فترة قصيرة نسبياً ..كيف السبيل إلى القضاء على السلبية والعشوائية التى رانت على هذه الهيئة الثقافية الحيوية؟

- أولا: لابد لمن يرأس هذا الكيان الثقافى المهم أن يكون لديه رؤية وأن يكون لديه خطة عمل استراتيجية بدون هذا بدون هذا لا يمكن أن تنضبط الأمور بالإضافة إلى تمويل جيد لأنه الموظفين الآن يأكلون الأخضر واليابس وهم معذورون فى هذا ..     

ثانياً: هذه المؤسسة على كبر حجمها تحتاج إلى خمسة آلاف موظف يمكن أن ينجحوا فى إدارتها ولكن هى الآن وصلت إلى 18 ألف موظف، وهؤلاء يأكلون كل الأموال التى ترد الهيئة فى صورة مرتبات وحوافز وإضافى ونوبات وساعات ومأموريات ويتبقى فى النهاية للمشروعات 10% فقط ماذا تفعل فى ظل الطموحات والأمنيات؟!!

*وماذا عن النشر بالهيئة؟

- هيئة قصور من أحسن الهيئات فى النشر لأنها تطبع عدد كبير من الكتب ذات الطباعة عالية الجودة وكذلك رخص أثمانها وتشمل كل أطياف المجتمع وهناك سلاسل تذلل مشكلة النشر الأول للمبدع الذى يجد فى الهيئة حضنا وعونا على قلة المرصود من الميزانية ..

*كيف ترى مستقبل الثقافة فى مصر؟

مستقبل الثقافة فى مصر رهين بتحولات المجتمع المصرى الحديث الآن ..هناك تحولات وهناك حركة موارة ..ونحن نحتاج أن يكون لدينا أخلاقاً حقيقية فالمجتمع المصرى فى الثلاثين عاما الماضية تعلم أشياءً لم تخطر ببال من تحايل ونصب والعمل بشتى الطرق التى تؤدى إلى الحصول على ما لايستحق الإنسان من أموال ومن غيره وفى النهاية أقول لك أننا نعانى من أزمة أخلاقية حادة ومستقبل الثقافة أيضاً تكون رهين أن يكون الشعب لديه الثقافة والوعى وهذا يتطلب من المثقفين أن يلعبوا دورا حقيقيا فى زرع الوعى والثقافة لدى كافة أطياف المجتمع وأن تقوم المؤسسات كلها بالتنسيق فيما بينها على إنجاز ذلك ...

وسوم: العدد 645