مع الأديبة عبير الطنطاوي

س1 ـ هل يمكن تعريف القراء بالهوية الشخصية ؟

ج1 ـ عبير عبدالله الطنطاوي

متزوجة وأم لأربعة أولاد (أنس وأخواته الثلاث)

بلدي سوريا ـ حلب

هُجرت من وطني برفقة والدي الحبيب الأستاذ الدكتور عبدالله الطنطاوي ووالدتي الغالية وإخوتي وأخواتي في أيار 1980م أي في عهد المجرم حافظ أسد .

س2 ـ متى بدأت علاقتك بالأدب بشكل عام والقصة بشكل خاص ؟

ج2 ـ منذ صغري وأنا أهيم حباً بمكتبة والدي الضخمة في حلب وكنت أحلم أن أتقمص شخصيته الودودة المثقفة ، ولما تعلمت القراءة والكتابة بدأت علاقتي بالكتب أي كان عمري سبع سنوات وبدعم من والدي الحبيب الذي ما فتأ يمدني بكتب وقصص وأناشيد الأطفال من مكتبات العراق الغنية بالعلم والثقافة ، حتى تحركت موهبة الأدب في نفسي وبدأت بكتابة قصص أطفال مبسطة وعمري ثماني سنوات واستمرت هذه الهواية حتى صارت هوساً في نفسي .

س3 ـ من هم أبرز الأدباء الذين تأثرت بهم ؟

ج3 ـ تأثرت في البداية بوالدي الحبيب كثيراً وكتابته التي كانت ولا تزال في نظري كالسهل الممتنع فهي بسيطة اللغة عميقة الهدف والفكر ، ثم تأثرت ببنت الشاطئ ولطفي المنفلوطي ، وعلي أحمد باكثير ، ونجيب الكيلاني ، ومحمد عبدالحليم عبدالله ، ونجيب محفوظ وغادة السمان ، فقد كان والدي في كل عطلة مدرسية يضع على مكتبي الصغير في غرفتي ما يقارب الخمسين كتاباً لكتاب مختلفين ومتنوعين في الأسلوب والأهداف ويعلمني كيف أتعامل مع قراءة الكتاب وكيف أستفيد من أساليب الأدباء دون أن أتأثر بأفكار من هم لا علاقة لهم بالدين والأخلاق ، فشببت أعرف أصول ديني الحمد لله وأميز الغث من الثمين من الكتّاب والمؤلفين والأفكار .

س4 ـ في رأيك هل سيكون المستقبل للأدب المرئي أم المكتوب ؟

ج4 ـ بالتأكيد والله أعلم المستقبل للأدب المرئي ، فبعد النت والمنتديات والمواقع الأدبية على النت لم يعد المجال مفتوحاً للقراءة المكتوبة إلا عند القلة وهذا لا يعني دعوتي إلى إهمال الكتاب المقروء بل ألح على اقتناء الكتب وقراءتها لما في الكتاب نفسه من متعة لا يعرفها إلا من عاش جيلنا وجرب متعة اقتناء الكتب وقراءتها .

س5 ـ ما هو الدور أو الوظيفة التي يؤديها الأدب الإسلامي لدى القارئ ؟

ج5 ـ الأدب الإسلامي يوعي المسلم لأخلاق دينه وتعاليمه فيجب علينا نحن الأدباء الإسلاميين أن نحرص على بث روح ديننا في كتاباتنا وأعملنا لنشر الوعي الإسلامي ، فالأدب الإسلامي يعني بقضايا الأدب والإنسان بجوانبه كلها (العقدية ، النفسية ، العقلية ، الاجتماعية ، ومكارم الأخلاق) .

س6 ـ لماذا نلاحظ ندرة في الأقلام النسوية ؟

ج6 ـ أعتقد لكثرة القيود على المرأة المسلمة في المجتمع الشرقي وانشغالها بمسؤولياتها المنزلية من جهة ومن جهة أخرى هناك بعض الأديبات والكاتبات الإسلاميات لا يجدن التشجيع المطلوب من آبائهن وأزواجهن وإخوانهن والمجتمع المحافظ بشكل عام ، ولا أقصد بالمجتمع المحافظ المجتمع الإسلامي ، لأن المرأة كان لها دور عظيم في حياة مجتمعاتنا الإسلامية وزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابيات وزوجات التابعين والتابعيات وعلى مدى العصور الإسلامية كان لهن دور محمود ثم تقلص ذلك الدور بتخلف المجتمعات الإسلامية .

س7 ـ ماذا يشغل ذهنك هذه الأيام كأديبة ؟ أم ، مثقفة ، مسلمة ؟

ج7 ـ كأديبة أتمنى إنشاء أدب نسائي يهتم بالمرأة والأسرة المسلمة ومشاكلها وهمومها بلا قيود ولا مخاوف ولا محاذير ضمن حدود الأخلاق والدين .

كأم أتمنى أن أربي جيلاً مسلماً يخدم ربه ودينه وعقيدته .

كمثقفة مسلمة أتمنى أن تنتشر أخلاق ديننا الحنيف الذي شوهته سلوكيات بعض المتطفلين على الإسلام مع الأسف .

س8 ـ هل يمكن أن نتعرف على مشاريعك القادمة ؟

ج8 ـ أنوي جمع ما كتبت ونشرت من مقالات وقصص في كتب إن شاء الله .

س9 ـ في عصر الانفتاح كيف نحصن أجيالنا ؟

ج9 ـ نستطيع أن نحصن أجيالنا بالعلم والإيمان والأخلاق الإسلامية منذ نعومة أظفارهم ومحاولة إيجاد الرجل القدوة والمرأة المربية القدوة لدى البنات والبنين لأننا نفتقر إلى القدوة من كلا الجنسين حتى في بيوتنا كآباء وأمهات لم نعد قدوة كسابق عهدنا بآبائنا وأمهاتنا إلا ما رحم ربي .

بتقديرك أين يلتقي وأين يفترق الفن الإسلامي مع غيره من فنون العصر ؟

ج10 ـ الفن الإسلامي هو ضمن الفنون العامة ويلتقي معها في الشكل سواء أكان قصة أو رواية أو مسرحية أو نقداً ... إلخ كما يلتقي معها في القضايا الإنسانية عامة لأن الأدب الإسلامي أدب إنساني بامتياز وأما المضمونات فقد تختلف في الفن والأدب الإسلامي عنها في الفنون الأخرى غير الملتزمة بالإسلام فلهذه شطحات لا يوافق عليها الأدب الإسلامي لأن الأدب الإسلامي أدب ملتزم منضبط فكرياً وسلوكياً .

ولكم جزيل الشكر والتقدير أستاذ عبدالله .

وسوم: العدد 699