حول الشيعة الروافض

الشيخ أحمد الجمّال الحمويّ

إنّ المطلع على تاريخ التشيع يعلم أنه بدأ محصورًا في أمرين: أوّلهما أحقيّة علي رضي الله عنه في الخلافة، والثاني المبالغة في زعمهم حبّ آل البيت الكرام، ثم تحوّل مع الأيّام إلى دينٍ فيه أركان الدين الباطل كلّها.

يقول الخمينيّ في ص 192 من كتاب كشف الأسرار: "ولولا هذه المؤسسات الدينيّة الكبرى لما كان هناك الآن أثر للدين الحقيقيّ المتمثّل في المذهب الشيعيّ وكانت المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقيّ تحتلّ الآن موضع الحقّ" فالتشييع صار دينًا كما قال الخمينيّ، وهو الدين الحقّ وما عداه باطل، والمشكلة أنّ أكثر الذين يخوضون في موضوع الشيعة والتشيع إنما ينطلقون من معلومات عامّة وليس من دراسة عميقةٍ لدين الخمينيّ.

  وبعض الإخوة تغلبهم العاطفة وحسن الظنّ معتقدين أن إيران ستحرّر فلسطين، لكن هناك أمران ينسفان هذا الظنّ الحسن نسفًا:

أوّلهما إيمان الشيعة بالتقيّة (بفتح التاء وكسر القاف) وعدّها من أصول دينهم، وهي الكذب بعينه مغلّفًا بكلمة أخرى؛ لذا لا يمكن الوثوق بأكثر كلامهم.

وثانيهما: أن في فقه الشيعة إذا نشبّ قتالٌ بين النواصب (أي المسلمين) وبين أهل الكتاب فلا تجوز مساعدة النواصب على أهل الكتاب، وأهل فلسطين نواصبُ حسب تعريف كتبهم كلّها للناصبيّ، وما تقدّمه إيران من مساعدات لغزة ما هو إلا دعاية وأسلوب يساعد على نشر مذهبهم عند المخدوعين.

إنّ عرضَ موضوعِ التشيعَ بسؤالٍ عن جواز التقيّد بمذهب جعفر الصادق مغالطة كبيرة فالأمر أبعد من هذا وأخطر، ونحن نسأل أين مذهب جعفر الصادق اليوم؟ لقد ضاع وضاعت معالمه أمّا ما نُقِلَ عنه فقد نقله مجموعة من الكذابين أو المجهولين وبأسانيد فيها انقطاعٌ فاحشٌ، ولو أن مذهبَهُ نقِل إلينا بطريقةِ علماءِ الحديث عندنا لم يكن ثمّة مانعٌ من التعبّد به،

وفي مكتبتي كتاب لآية الله العظمى أبو الفضل البرقعيّ عنوانه (كسر الصنم، نقض كتاب أصول الكافي أو ما ورد في الكتب المذهبيّة من الأمور المخالفة للقرآن والعقل) أثبت فيه أنّ أكثر روايات الكافي - الذي هو من أعلى كتب الشيعة مرتبة - باطلةٌ ومردودةٌ وأسانيدُها طافحةٌ بالكاذبين والمجهولين عدا مئات الروايات التي تبدأ  بعبارة (عن عدة من أصحابنا) وعدا الانقطاع وجهالة الرواة.

المسألة ليست مسألة تعبّد وحسب، بل إنّ المشكلة في مخالفة الشيعة لنا في أصول العقيدة كما سيأتي.

وهنا يحسن أن أشير إلى ما يطرحُهُ بعض الإخوة من سؤال وهو هل خلافنا مع الشيعة دينيّ أم سياسيّ؟ وأقول: إن كان المراد بالسؤال ما يفعلونه في سوريه وغيرها الآن فهو خلاف سياسيّ ظاهرًا، لكنّ خلفيّته دينيّة، وقد سمع الملايين كلام الخامنئيّ عند تدمير حلب فقد أعلن أنّهم يقاتلون الكفار في حلب، وبعد انتصارهم قال إننا انتصرنا على الكفار، وقد ردّد قولته الفاجرة هذه كبار زعماء إيران وقادتها، فالأولى أن يكون السؤال: هل هم أعداء أم لا؟ وهل عداوتهم جديدة أم هي قديمة ضاربة الجذور في أعماقهم؟

أمّا موضوع كفرهم فلا يؤخذ من استفتاء يُشارك فيه من لم يقرأ  كتابًا من كتبهم، ثمّ متى كان فساد العقائد يُعرف بإستفتاءٍ يشترك فيه من لا يعرف عنهم إلا ما كنت أعرفه قبل قراءة آلاف الصفحات من كتبهم؟

لذا أجزم بأنهم ليسوا مسلمين عن معرفة واطّلاع، وإنني أخشى أن يحاسبني الله تعالى إن داهنت، فليس في أمور الاعتقاد مداهنة أو ملاينة، وإليكم بعض عقائدهم بإيجاز شديدٍ وأنا على استعداد أن أنقل رواياتٍ كثيرةً عن كلّ فكرة سأوردها لكن المقام لا يتسع لذلك:

1- القرآن محرّف بإجماع الشيعة واتفاق علمائهم وكتبهم على هذا، وهذه النقطة وحدها كافية في إخراجهم من الإسلام.

2- عندهم قرآن بقدر قرآننا ثلاث مرّات ليس فيه كلمة ممّا في قرآننا.

3- المسلمون كفّار بدءًا من أبي بكر رضي الله عنه إلى آخر مسلم قبل قيام الساعة.

4- بما أنّ الذين سمعوا أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هم الصحابة وهم كفّار في اعتقادهم، فلا يقبلون آحاديث الكتب الستة ولا غيرها، وإذا كنّا لا نجتمع معهم على كتاب الله ولا سنّة رسول الله فكيف نلتقي وعلى أي شيء نجتمع؟

5- أضافوا إلى أركان الإيمان ركنًا خامسًا هو (الإيمان بالإمامة)، ومن لا يؤمن بها ليس بمسلم، وهو مخلّد في النار، ويجب على الشيعيّ أن يعرف الأئمّة جميعًا فردًا فردًا بأسمائهم.

6- (الإمامة اصطفاء كالنبوّة، إلا أنّ الإمام لا يوحَى إليه) لكن جاء في أصول الكافي رواياتٌ واضحةٌ تؤكّد أنّه قد أوحِيَ إلى الأئمّة.

7- (الأئمّة معصومون عن المعاصي والخطأ والنسيان والسهو والغفلة).

8- (أعمال العباد تُعرَض على الأئمة كلّ يوم).

9- (عند الأئمة علم الغيب وعلم ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة).

10- (لو سُتِرَ على الأئمة لأخبروا كلّ إنسان بما عنده وما لَهُ وما عليه). 

11- (عند الأئمة علم الكتب السماويّة بمعانيها ولغاتها).

12- (كلّ إمام يعلم متى يموت، ولا يموت إلا باختياره).

ومعنى هذا أنّه إذا جاءه مَلَكُ الموت ولم يشأ الإمام أن يموت فإنّ المَلَكَ يرجع خائبًا دون أن يُنجِزَ المهمّة! ثمّ لماذا عاش أكثر الأئمة خائفين متوارين عن الأنظار إن كان هذا صحيحًا؟

13- (للأئمّة ولايةٌ كونيةٌ يتصرّفون بمقتضاها في ذرّات الكون).

14- (للأئمّة منزلة لم يبلغها ملَكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسل).

15- (كلّ إمامٍ يملك الدنيا والآخرة). (ولن يُدخِل الإمام أحدًا الجنّة إلا إذا كان من شيعته).

16- (للإمام أن يحلّل ما شاء وأن يحرّم ما شاء، حتى لو خالف رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم، وتحليلُهُ وتحريمُهُ كتحليلِ رسول الله وتحريمِه).

17- بعضُ الأئمّة أحيوا الموتى وكلّموهم.

18- (كلّ إمام يولد من فخذ أمّه وليس من الموضع المعتاد، ويأتي مختونًا طاهرًا ساجدًا).

19- (لا بدّ في الأرض من إمامٍ حيٍّ؛ لأنها إذا خلت من إمام ساخت واضطربت أو تزلزلت).

20- (يحكم الإمام المهديّ عند خروجه من سردابه بحكم جديد وكتاب جديد على العرب شديد، ويحكم بحكم داوود وآل داوود، أو بحكم داوود وسليمان، ولا يُسأَلُ البينة).

8- (يحيي المهديّ أبا بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، ويحاكمهما على ملأ ويقتلهما ثمّ يحييهما، يفعل ذلك ألف مرّة).

وأنبّه إلى أنّ ما وضعتُهُ بين قوسين هو نقلٌ من كتبهم، وليس من صياغتي.

فهل من يقول بتحريف القرآن وهو محلّ إجماع عندهم وقد ألّف النوريّ الطبرسيّ منذ حوالي مئتي سنة كتابًا سمّاه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، ولم يردّ عليه عالمٌ من علمائهم حتى الآن.

كما قرّر الخمينيّ في كشف الأسرار أنّ الذي نأخذه على النصارى من تحريف كتابهم قد وقعنا نحن فيه وقد جرى تحريف كتابنا.

بعد هذا الغيض من فيض ضلالهم ماذا يمكن أن نقول عمّن ينسب علم الغيب إلى البشر ويدّعي تحريف القران وأمثال هذه الضلالات؟

وأخيراً كم كان يسرّني أن يكونوا غير ذلك! وأنا لست من هواة التكفير، لكنْ: لا حول ولا قوّة إلا بالله.

وسوم: العدد 783