أصول علم الفساد وقوانينه

يروى أن  رجلاً دخل على صديقه الفاسد وهو على فراش الموت

وقال له :

علمني يا صديقي في  علم الفساد علماً لا أسأل عنه أحداً بعدك

قال الفاسد: ياصديقي  للفساد "قواعد وأصول" لابد أن تتعلمها جيداً وتراعيها بدقة متناهية:

أولاها : 

لا تكن وحدكفالفساد عمل جماعي يتطلب مشاركة الفاسدين وتوثيق الصلة بهم

ثانيها : 

ابحث عن الرجال الذي يقال عنهم إنهم فوق القانون، واشتر شراكتهم بغالي الأثمان

هؤلاء يعلمونك مهارات لايمتلكها غيرهم، فيختصرون عليك الزمن في صعود سلم الفساد المفيد

ثالثها :

أنت ترتكب خطأً جسيماً إذا كانت قطعتك من "الكاتو" أكبر من قطعة من هو أعلى منك، فقسمة كعكة الفاسدين لا تكون بالتساوي

رابعها :

كن كريماً واجعل شعارك "رب ارزقني وارزق مني"

فأموال  الفساد التي توزعها على الفاسدين الصغار ستشجعهم لاتباعك لاحقاً وطلب المزيد من الكاتو

خامسها :

أن الفاسد المحترف ياصديقي لابد أن يكون قانونياً

فالمختلسون البدائيون يذهبون إلى السجن

أما المحترفون فيصفق لهم الناس

ويكرمون أمام عدسات المصورين

سادسها :

لا بد من ان  تتعلم يا صديقي كيف تخفي أدلة فسادك وتغرقها في أقرب مجرى للسيول

فإغراقها أسهل من دفنها

سابعها :

لا تخفولا تخجل من الفساد فنحن الفاسدون  أكبر امبراطورية في العالمموجودون في كل مكان

ثامنها : 

أقم بشكل دوري الحفلات الصاخبة واجمع المتنفذين بين القطاعين العام والخاص

فكلما زاد السهر زادت قابلية الناس للفساد

تاسعها:

تعلم مصطلحات الفساد جيداً، الفاسد يكره كلمة "رشوة"

هو يحب أن يسميها "عمولة" أو " هدية" والحديث الوحيد الذي يحفظه ويحبه "تهادوا وتحابوا"

عاشرها : 

لا تنكر الفسادبل تحدث على أنه كبير إلى حد لا يمكننا إزالتهبل علينا "التعايش" معهتحدث عن "الشرف والنزاهة" وأكثر من الشعارات والخطب الرنانةولا تتوقف عن لعن الفساد وشتم الفاسدين

الحادي عشر :

اجعل صورتك نظيفة وقدم خدمات جليلة لمطاردي الفساد

خذ معهم صوراً تذكارية

ابحث عن "بوق إعلامي" يساعدك

فالانتهازيون من الإعلاميين يختصرون عليك خطوات كثيرة

الثاني عشر :

الفساد مرض معد، وصاحب الدخل المحدود، الذي تمر الملايين من تحت يده سيضعف يوماً ما مادامت الرقابة ضعيفة

الثالث عشر : 

لا تكترث بالمثقفين

فهم إيديولوجيين يتطاحنون بينهم بعيداً عنك

الرابع عشر :

إذا عثرت على قاض فاسد، فقد وجدت كنزاً لايقدر بثمن

فاغدق عليه لأنه عملة نادرة

ولن يسأله أحد من أين لك هذا

الخامس عشر : 

احذر "الشفافية"

فهي بداية النهاية

حاربها بكل ما استطعت

أخيراً : 

عدوك الأول هو "الضمير" ليبق ضميرك في سباتاحذرهفسيكسب المعركة إن أفاق من غيبوبته⁉.

كانت تلك آخر نصائح صديقي الفاسد الذي شهق في نزعه الأخير‼

وسوم: العدد 794