أوثانُ البَشَر أولى بالعبادة ، أم أوثانُ البقَر!؟

قيل لأحدهم : أنت مثقّف متحضّر، فكيف ترضى ، أن يعبدك بعضُ الناس !؟

فقال ، ببساطة : وماذا في الأمر!؟ إنّ الناس ، في الهند ، يعبدون البقر.. فهل البقرُ، أفضلُ منّي ، وأَولى  بالعبادة !؟  

ولمَ لا !؟ إنه مُحقّ ، وذو منطق سليم !

لكن : هل يجب توجيه السؤال ، إليه ، أم إلى الذين يعبدونه !؟

لكن : قبل ذلك ، يجب أن يَطرح العقلاءُ ، السؤالَ ، بطريقة مختلفة :

هل الذين يعبدون هذا ، المحسوب على البشر، هم من البشر، أم من البقر!؟ أم هم أضلّ وأخزى ، من البقر!؟

ديانةُ عبيد البقر: منظومة متكاملة ، من مئات السنين، بل ، ربّما ، من ألوف السنين ؛ إنها وثنية ، بحتة ، متوارَثة ، جيلا عن جيل ، بين أناس ، لايعرفون معنى التوحيد ، ولا يؤمنون بأيّ كتاب سماوي ، من الكتب المعروفة !

بينما عبيدُ هذا المخلوق البشري ، يزعمون ، أنّ ديانتهم ، ذات أصول إسلامية ؛ بل يصنّفهم بعضُ الناس ، في عداد المسلمين ؛ فيقال : هؤلاء مسلمون ، من أتباع المذهب: كذا ! وهم يعيشون ، بين المسلمين ، من مئات السنين ، وحولهم المساجد الإسلامية ، وبين أيديهم القرآن الكريم ، وكتب السنّة النبوية .. وأبناؤهم يَدرسون ، في مدارس المسلمين ، ويتلقّون العقيدة الإسلامية ، في المدارس ، في المرحلة الابتدائية ، وما بعدها !

فكيف يظلّ هؤلاء ، عبيداً لمخلوق بشري !؟

قد يقال : إنّها العقيدة ، ولا علاقة لها ، بثقافة ، أو حضارة ، أو مدنية !

لكن ، يُطرح سؤال : أما لهذه العقيدة ، علاقة : بالعقل البشري ، والإدراك البشري ، والقدرة البشرية ، على : الفهم ، والتمييز، والتمحيص !؟

وسبحان القائل : أولئكَ كالأنعام بلْ همْ أضَلّ ..!

وسوم: العدد 797