الحياة صراع ، مَن استسلم فيها صُرع ، ومَن صارع ربِح حيناً ، وخسر حيناً !

لا بدّ ، للإنسان العاقل ، من أن يصارع ، في مجالات شتّى ، وعلى جبهات عدّة ! ومَن أبَى الصراعَ ، صُرع ، وهو في مكانه ؛ فالحياة تسير، باستمرار ، ولا تتوقّف لحظة ! وفيها رياح وزوابع ، ومتغيّرات كثيرة ، تَفرض ، على المرء ، خوض أنواع ، من الصراع ، متجدّدة ،  كلّ يوم ، وأحياناً ، كلّ ساعة !

في الحديث الشريف : مَن أصبح آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوتُ يومه ، فكأنّما حِيزتْ له الدنيا ، بحذافيرها !

فقد اختصر الحديث ، المتطلّبات الأساسية للحياة ، بعناصر ثلاثة ، هي : الأمن والصحّة  والقوت !

وقد مَنّ الله ، عزّ وجلّ ، على قريش ؛ بأنه : أطعمهم من جوع ، وآمنَهم من خوف !

ومَنّ عليهم ، بأنه جعل لهم ، حرَماً آمناً ، والناسُ يُتخطّفون مِن حَولهم !

حياة الإنسان صراع ، كلّها، في سبيل أشياء كثيرة ، منها: الأمن والصحّة والقوت .. وأشياء غيرها !

أنواع الصراع :

اجتماعي : ضمن الأسرة الصغيرة ، الزوج والأبناء ، وضمن المجتمع ، عامّة ، لتدبير أمور: الزواج ، والسكن ، والعلاقات بين الأقارب والأصدقاء ، وحلّ المشكلات ، الناجمة بينهم .. وغير ذلك !

اقتصادي : لتأمين وسائل العيش الأساسية ، من : مسكن ، وملبس ، ومطعم ، ومشرب .. عبر العمل اليدوي اليومي ، وعبر: الصناعة ، والزراعة ، والتجارة .. وغير ذلك !

سياسي : بشكل مستقلّ ، أو عبر الأحزاب ، والهيئات السياسية المتنوّعة ؛ للحصول ، على مواقع متقدّمة ، في المجتمع ، مواقع : إدارية ، أو قيادية .. أو غيرها !

أمني : للمحافظة ، على الأمن الشخصي ، وأمن الأسرة ، من العدوان .. وأمن المال ، من السرقة والنهب .. وأمن الوطن ، من المعتدين والجواسيس !

 عسكري : للمحافظة ، على أمن الوطن ، من الأعداء ..وذلك ؛ بالعمل ، ضمن جيش الدولة، والهيئات المتنوّعة ، التي تحفظ أمن الدولة ، داخلياً وخارجياً !

ديني : للمحافظة ، على الدين والمقدّسات ، من العابثين، والمجرمين، والمحرّفين ، والمنحرفين !

فكري ثقافي : لمقاومة الأفكار الهدّامة ، التي تنتشر، بين أفراد المجتمع ، فتفسد أخلاقهم ، أو أفكارهم ، عبر الوسائل : الإعلامية ، والثقافية .. المختلفة !

ولا بدّ من التذكير، هنا ، بأن الأقطاب الدولية ، التي خاضت صراعاً دامياً ، في الحرب العالمية الثانية .. دخلت ، بعد نهاية الحرب ، في صراع طويل ، متنوّع الأشكال والأساليب، وسمّت صراعها ، هذا ، حرباً باردة ! وهي تشمل ، سائر جوانب الحياة ، تقريباً ، سوى العسكري ! ومنها : السياسي ، والأمني ، والاقتصادي ، والفكري .. وغير ذلك !

وسوم: العدد 803