المتعلمون أولا .. مقاربة الفكرة والإطار والمحتوى

 (1)

إن التعلم النشط المتبَنّى من وزارة التربية والتعليم منذ زمن ليس بالقصير يعطي المتعلم كثيرا مما للمعلم من أدوار تعليمية تعلمية، وتجعله سائرا معه على الدرب ذاته في برنامج (بنك المعرفة المصري) الذي يسجل المعلم فيه معلما ويسجل المتعلم طالبا وتلميذا.

وسيرا مع هذا المبدأ التربوي، وتعميقا له- أكتب هذا المقال لأوضح فكرة نقل سلوكيات برنامج (المعلمون أولا) إلى المتعلمين.

كيف؟

إن هذا المبدأ يجعل من الممكن إنشاء برنامج (المتعلمون أولا) يكون مزامنا لـ(المعلمون أولا) بتعديلٍ يسيرٍ للسلوكيات بما يلائم المتعلمين؛ فهم النتاج المستهدف في النهاية للعملية التعليمية التعلمية لا سيما أنه يمكن تحويل الأهداف السلوكية للمعلمين في (المعلمون أولا) إلى أهداف تربوية أو تعليمية للمتعلمين بتغيير طفيف في الصيغة تلائمهم.

كيف؟

إن مباحث البرنامج خمسة أولها يتصل بالعلاقات بين مجتمع الممارسة، والأربعة الباقية مقسمة بين المعلم والمتعلم.

كيف؟

إن تصريف عنوان (المعلمون أولا) اللغوي هو: علّم يُعلِّم فهو مُعلِّم، ولا يلائمه من المباحث الأربعة إلا مبحثا التدريس والتقويم اللذان يعتمدان التصريف ذاته: درّس يُدرِّس مُدرِّس وقوّم يُقوِّم مُقوِّم. أما المبحثان المتبقيان، وهما مبحثا التعلم وبيئة التعلم فهما من تصريف آخر هو: تعلّم يَتَعلّم فهو مُتعلِّم.

وعلى الرغم من كون المادة اللغوية واحدة (ع ل م) فإن المعنى الصرفي يختلف بينهما.

كيف؟

الأولى يقع منها الفعل على المتعلم، أما الأخرى فهي تعني بالمتعلم وحده مع المعلومة من دون وسيط آخر.

ويبرز سؤال: إن هذه الأهداف سلوكية للمعلم، فهل تكون كذلك للمتعلم؟ أم هل تكون أهدافا تربوية يمتد زمنها امتدادا كبيرا ويتكامل مع أشياء أخر؟ أم هل تكون أهدافا تعليمية يمكن تقليل زمنها ونفي توقف فاعليتها على غير ذاتها؟

ما أراه أنه يمكن أن تكون أهدافا سلوكية للمتعلم أيضا، أو كفايات؟

وما الفرق؟

الكفايات هو ما يتلاءم ودخول الإنترنت شريكا في التعليم.

لم؟

لأنه جعل التعلم ذاتيا أو شبهه، وإن الكفايات تضمن تمكين المتعلم من مهارات لا يتعداها إلا إن أتقنها بتنفيذه مهام تنفيذا معينا، ويلائم الكفايات حل المشكلات وغيرها.

وقد سعت الوزارة إلى جعل التقنية بعدا عمليا في حياة المتعلم العملية.  

كيف؟

يُبَصَّر بها، وتُنمّى داخله بطلب كيفية تفعيله إياها منه في قاعات الدرس، وفي برنامج (بنك المعرفة المصري) الذي له الحق في امتلاك حساب منفرد فيه.

(2)

وهذه هي تفاصيل السلوكيات التي تندرج تحت موضوعات تندرج بدورها تحت مباحث، كما وردت في كتيب (التنمية المهنية المستمرة) ص 24-27؛ التي تؤكد أن برنامج (المعلمون أولا) استراتيجية تحويل التعليم إلى تعلم نشط قوامه الأنشطة المخطط لها أي سابقة الإعداد من المعلم والمتعلم.

أولًا - مبحث التنمية العقلية المستمرة

(مجتمعات الممارسة) التي هي الفصل أو مجموعة النشاط أو التعلم

إن مصطلح (مجتمعات الممارسة) لا يقتصر على المعلمين فقط لكنه يمكن أن يشمل المتعلمين داخل فصلهم وداخل لجان ممارسة أنشطتهم المختلفة، وبذا يسوغ مخاطبتهم بهذه السلوكيات على النحو الآتي:

1-  موضوع: المجتمعات العقلية

إن (المجتمعات المهنية) للمعلم مهنية نظرا إلى مهنته التعليمية، أما المتعلم فسيكون مجتمعه مجتمعا عقليا في التعلم والتفاعل التعليمي التعلمي الاجتماعي داخله، وأرى أن الأهداف التي يخاطب بها المعلم يمكن أن يخاطب بها المتعلم من دون تغيير إلا في العنوان كما بينت آنفا كالآتي:

1-  يشارك مشاركة فعَّالة في تأسيس مجتمع ممارسة (جماعة نشاط) مؤثر واستمراره.

2-  يظهر معرفة بالمصادر الأساسية للنصح والدعم التخصصي في تعلم الأقران والتعلم الذاتي.

3-  يشارك في تصميم مصادر تعليمية جذَّابة وأنشطة تدريس مرتبطة بمجالات المادة الدراسية.

4-  يندمج مع شركاء العمل زملاء النشاط أو الفصل كما يجب.

5-  يُعزِّز رؤية المدرسة.

6-  يتحمَّل مسؤولية تحسين التعلُّم باستمرار بالبحث الحر والموجَّه من معلمه.

7- يُشارك في التنمية العقلية المناسبة الحرة والموجَّهة من معلمه.

2-  موضوع: المتعلم المفكر

إن فاعلية المعلم لا تختلف عن فاعلية المتعلم إلا من الجهة فقط، أما الطبيعة عندهما فقد تتحد أو تقترب اقترابا شديدا، وإن هذه الأهداف المخاطب بها المعلم يمكن أن تكون مهام للمتعلم من دون تغيير إلا تغيير كلمة (المهنية) إلى (العقلية) كالآتي:

1-  ينقد فعالية التدريس ويراجع أثره في تطوُّره وتحصيله وإنجازه، مع تحسين طرق التدريس عند الضرورة بحوار معلميه.

2-  يقيم أداءه بحواره مع زملائه ومعمليه مع الالتزام بتحسين ممارسته داخل الفصل وخارجه من خلال التنمية العقلية الملائمة.

3- يمتلك مدخلًا إبداعيًّا ناقدًا تجاه ابتكار الأنشطة التعلمية نقدًا بنَّاءً، مع الاستعداد لتعديل ممارساته التعلمية عندما يُحدِّد التحسينات والفوائد.

ثانيًا - مبحث التعلُّم

لقد بدأت الحياة بتعلم أبينا آدم عليه السلام من ربه ثم من الملائكة، ثم علم هو ولده، ثم استمرت البشرية في محموعات تعلم صغيرة حتى إذا زادت ونمت وانتشرت بدأت المدارس والتعليم في مجموعات كبيرة، لكن الزمن دار من جديدٍ بوجود التقنية وتحولَ إلى التعلم الذاتي أو ما يشبهه.

كيف؟

التعلم الذاتي بالحقائب التعلمية، وما يشبهه في استراتيجيات التعلم كاستراتيجية التعلم التعاوني التي تؤسس مواقف تعلمية يكون فيها المتعلم هو القائم بالمهام ويكون المعلم ميسرا ومشرفا من بعد، وكاستراتيجية تعلم الأقران التي يحمل فيها المتعلم مسئولية تعلم زملائه.

وقد راعت الوزارة المتعلم في برنامجها التربوي (بنك المعرفة المصري)؛ إذ سمحت له بالتسجيل تلميذا وطالبا، وأتاحت له مكتبة تربوية آمنة.

وإن ملابسات الاختبارات التدريبية للصف الأول الثانوي لهذا العام 2019م التي حدثت في يناير وستتكرر في مارس- تؤكد مسئولية الطالب عن تعلمه وتقويمه، وهذا يجعله مطالبا بالسلوكيات الآتية أهدافا يجب تحقيقها ليمتلك كفاياتها، ويجعله معنيا بمبحث التعلم بكل موضوعاته كالآتي:

1- موضوع: أساليب التعلُّم

1- يُظهر معرفة كيف يتعلم كما تعلّم في استراتيجيات القرائية (المراقبة الذاتية وغيرها) وكما تُقرر استراتيجيات التعلم البنائي.

2- يظهر معرفة وفهم كيف تؤثر أنماط التعلُّم في تعلمه بحوار المعلمين وبمراقبة تعلمه وتعلم زملائه.

3- يعرف متى وكيف يقوم بالتمايز قيامًا ملائما ليجرب كل أنماط التعلُّم.

2-  موضوع: التفكير من أجل التعلُّم

1- يستجيب لمحاولات التنمية المعرفية والبحث التعاوني جزءًا من عملية تعلُّمه وأنشطته.

2- يفكر فيما يحققه من تقدُّم.

3- يفكر في حاجاته الناشئة المتغيرة من موقف تعلمي إلى آخر.

3- موضوع: التعلُّم التفريدي

إن التعلم البنائي واستراتيجياته تهدف إلى أن يفكر المتعلم في كيفية تعلمه، بل ويراقب نفسع عند تعلمه ليدرك خط سير العمليات

المعرفية، والسلوكيات الآتية تعينه على ذلك:

1- يخطط التعلم المبني على قدراته.

2- يعزز اهتمامه بالمادة الدراسية، ويحافظ عليه.

3- يديم حب التعلُّم والشغف لديه.

ثالثًا - مبحث التدريس

كما قلت في صدر المقال فإن التعلم النشط منح المتعلم أدوارا كانت للمعلم، فظهرت طرق تدريس (المعلم الصغير، ولعب الأدوار)، وغيرها من طرق صارت تعتمد على نشاط المتعلم الذهني والجسدي؛ مما يجعل المتعلم معنيا بمبحث التدريس على نحو من الأنحاء بموضوعيه كالآتي:

1- موضوع: إستراتيجيات التعلُّم النشط

1- يجرب مجموعة من اتجاهات التعلُّم الإيجابي النشط لتناسب حاجاته.

2- يجرب مجموعة من اتجاهات التعلُّم النشط التي تشركه في عملية التعلُّم.

3- يجرب إستراتيجيات التعلم الإيجابي التي تدعم تقدمه.

4- يقيِّم إستراتيجيات التعلم الإيجابي على وفق أثرها فيه وفي زملائه.

2- التمايز

1- يحدد أهدافًا متمايزة ذات مستويات متفاوتة ليحققهها على سلم اهتماماته التدريجي.

2- يعرف متى وكيف يقوم بالتمايز قيامًا ملائما.

3- يطبق مجموعة متنوعة من طرق التمايز التي تمكنه وزملاءه من الدراسة تمكينًا فعالًا على وفق مداخلهم التعلمية.

رابعًا - مبحث بيئة التعلم

إن الفصل هذه المساحة المحدودة هي بيئة التعلم التي يستطيع المتعلم تحويل جدره إلى معرض فني باستخراج الحاسة الفنية من زملائه الموهوبين بالتعاون مع معلم التربية الفنية، ويمكن جعله مَرْبى له ولزملائه من خلال إبداعاتهم في التعبير عن القيم كما يجعلونه معرضا للوسائل التعليمية المواد التعليمية التعلمية.

وهذا يجعل المتعلم معنيا بمبحث بيئة التعلم بموضوعيه كالآتي:

1- موضوع: الاحتفال بأعمالهم

1- يعرض المتعلم عمله عرضًا ملائما.

2- يحتفي المتعلمون بأعمالهم احتفاءً ملائما.

3- يعرض المتعلمون أعمالهم التي تمثل تعلمهم الحالي.

2- موضوع: البيئة المحفزة للتعلم

1- يحفز المتعلم بيئة تعلمه بوضع مثيرات التعلم في بيئته له ولزملائه.

2- يقيم المعارض المناسبة المرتبطة بتعلمه وزملائه.

3- يستخدم المعارض التفاعلية من خلال مجموعاتهم الافتراضية.

4- يوجد مصادر مناسبة تمكنه وزملاءه من المشاركة في التعلُّم المطلوب.

5- يستخدم طرقًا تساعد على مشاركته وزملائه في الأنشطة.

خامسًا - مبحث التقويم

كما أشرت من قبل فإن ملابسات الاختبارات التدريبية للصف الأول الثانوي لهذا العام 2019م التي حدثت في يناير وستتكرر في مارس تؤكد مسئولية الطالب عن تقويمه، وهذا يجعله مطالبا بالسلوكيات الآتية أهدافا يجب تحقيقها ليمتلك كفاياتها. وإن تقويم الأقران بعضهم بعضا بتبادل كراساتهم وأعمالهم التعليمية التعلمية وغيره من صور التقويم التي يمارسها المتعلم- يجعل المتعلم معنيا بمبحث التقويم بموضوعاته كالآتي:

1- موضوع: التقويم البنائي

1- يقوم المتعلمون أنفسهم تقويمًا بنائيًّا.

2- يوجه المتعلمون أنفسهم إلى التفكير في حاجاتهم الناشئة.

3- يُوظِّف المتعلمون التقويم الذاتي وتقويم الأقران.

4- يحدد المتعلمون نقاط الفهم الخاطئ المرتبطة بمحتوى التعلُّم.

5- يستخدم المتعلمون التقويم البنائي لضمان تقدُّمهم.

6- يُوظِّف المتعلمون التغذية الراجعة المنتظمة التي تدعم عملية التقويم المستمر.

2- التقويم من أجل التعلم

1- يعدل المتعلمون أهداف تعلمهم في ضوء التقويم البنائي.

2- يستجيب المتعلمون للتغذية الراجعة.

3- يستخدم المتعلمون التقويم الذاتي وتقويم الأقران القائم على معايير النجاح المستهدفة.

4- يكون المتعلمون قادرين على تدعيم التعلم نتيجةً للتقويم من أجل التعلم وامتداده ونقل أثره إلى مواقف تعلمية جديدة.

3- موضوع: التغذية الراجعة

1- يعرف المتعلمون كيف يتعلمون، وكيف تؤثر التغذية الراجعة في تعلمهم.

2- يغذي المتعلمون أنفسهم تغذية راجعة منتظمة.

3- يعرف المتعلمون مستواهم الأكاديمي وكيف يحسنونه.

وسوم: العدد 808