الإسْلَامُ .. والكَاثُولِيكْيَّةُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

إنَّ قِيَاسَ الإسْلَامِ عَلَى الكَاثُوليكْيَّةِ خَطَأٌ فَادِحٌ.. أمَّا لِمَ ..؟ لأنَّ الإسْلَامَ يُقْرِّرُ: أنّ العُلُومَ والمَعْارِفَ والتفكَّرُ في أرجاء الكون .. هي السَبْيلُ الصَحِيحُ لِمَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَى وَالدْينُ الحَقُ.. وأنَّ البحثُ في تفاصيل مكنوناتِ الأشياء يُؤكدُ الإيمانَ اليقينيِّ .. بَينَمَا الكَاثُولِيكيَّةُ (وَالمَسيحِيَّةُ بِعَامَةٍ) تُؤكِدُ في مُفرداتِ خِطابها الدينيِّ وَمَراجِعِها المعرفيَّةِ (كَمَا فِي مَوسُوعَةِ المَعَارِفِ الفِرنْسِيَّةِ):"أنَّ العِلْمَ يَتَنَاقَضُ مَعَ حَقِيقَةِ اللهِ تَعَالَى تَمَامَاً."  

وَالإسْلَامُ مِنْ جِهَةٍ أخْرَى يُؤكِدُ: أنَّ إقَامَةَ الحَيَاةِ وَعَمَارَةَ الأرْضِ وإشَادَةَ التَنْمِيَّةِ: هي مِنْ المَقَاصِدِ الأسْاسِ لتعاليم الإسلام وشريعته.. بَينَمَا الكَاثُولِيكيَّةُ: تَعْتَقِدُ أنَّ مَهَمَةَ الدْينِ وَغَايَتَهُ هِي فَقط إقَامَةُ العِلَاقَةِ مَعَ عَالَمِ الغَيبِ في السْمَاءِ. وَبَعدُ: فإنَّ مثْلَ هَذهِ الفُرُوقُ الجُوهريَّةُ بَيْنَ الإسْلَامِ وَالكَاثُوليكيَّةِ .. تُؤكِدُ أنَّ الِليبِرَاليَّةِ المسيحيَّة بِحَاجَةٍ إلَى التَعْرُّفِ عَلَى حَقِيقَةِ قِيَمِ الإسْلَامِ وَرِسَالَتِهِ العَالَميَّةِ الحضَارِيَّةِ.. بَلْ إنَّ العَالَمَ اليُومَ بِحَاجَةٍ مَاسَةٍ لِيَعْرِفَ القِيَمِ الإسْلَاميَّةَ الإنْسَانيَّةَ.

مِنْ جِهَةٍ أخْرى عَلَينَا أنْ نُقِرَ وَنَعْتَرِفَ بِكُلَّ شَجَاعَةٍ وَموضُوعيَّةٍ: أنَّ تَعْطيلَ بَعْضِ المُسْلِمين بِعَامَةٍ لكثيرٍ مِنْ تَعَالِيمِ الإسْلَامِ.. يُشَكِلُ مَصْدَرَاً أسَاسَاً لِتَخَلُفِهِم وعجزهم عن تقديم الأنموذج الحضاريَّ الربَّانيَّ الراشد للبشريَّةِ .. الأمر الذي يُحرمَ شُعُوبِ العَالَمِ مِنَ الاستِفَادَةِ مِنْ تَعَالِيمِ الإسْلِامِ وَقِيَمِهِ العَادِلَةِ الرَاشِدَةِ.

وَلِمَزيدٍ مِنَ التَفْصيلِ.. أقتَرِحُ  الاطلاع على كِتَابِنَا(العِلْمَانيَّةُ بَيْنْ الوَسَطيَّةِ وَالتَطْرُفِ) وهو متاحٌ مجاناَ

وسوم: العدد 811