الحاكم الطاغية : يدور حول نفسه ، كالصيّاح ، ويحبّ أن يدور الناس حوله !

الحكّام الطغاة، عامّة، هكذا: يدورون حول أنفسهم، ويسعون ، جاهدين ، إلى إلزام الناس ، جيمعاً، من حولهم.. ومَن أبى الدوران ، فالويل له !

النماذج معروفة ، يراها الناس ، صباحَ مساء !

لكن ، هل الحكّام الطغاة ، وحدَهم ، يتّصفون بهذه الصفة ؟

كلاّ .. أمثالهم كثيرون ، في كلّ عصر ومصر!

منذ وُجد الناس ، فيهم قويّ وضعيف ، وقائد ومقود ، وذكيّ وغبيّ ، ونبيه ومغفّل ، وحصيف وأحمق ، ومتبوع وتابع !

مطالبة الناس ، بأن يكونوا ، كلّهم ، في مستوى واحد ، من : القوّة ، والذكاء ، والنباهة ، والفهم، والحصافة ، وقوّة الإرادة .. فيها ظلمٌ ، وبعد عن الواقع !

فلا بدّ ، للقوّة ، بأنواعها ، أن تظهر، على أصحابها ، لدى التعامل ، مع الناس ! ولا بدّ،  للضعف ، بأنواعه ، أن يظهر، عند تعامل الناس ، فيما بينهم !

وبالتالي ؛ لابدّ ، أن يكون الأقوياء ، بسائر أنوع القوّة .. أن يكونوا ، هم القادة المتبوعين .. ولا بدّ ، للضعفاء ، بسائر أنواع الضعف ، أن يكونوا مَقودين ، تابعين !

ولو انعكست الصورة ، لاختل ميزان العقل ، واضطربت موازين الحياة الاجتماعية ، بين الناس! فكيف يكون الضعيف ، قائداً للقويّ .. والمغفّل ، قائداً للنبيه .. والأحمق ، قائداً للحصيف .. والغبيّ ، قائداً للذكيّ !

وإذا كان عكسُ الصورة  يؤدّي ، إلى اختلالٍ ، في الحياة البشرية .. فإنّ محاولة التسوية ، بين الأقوياء بأنواعهم ، والضعفاء بأنواعهم .. فيها محاولة ، لتشويه الصورة ، وبالتالي ؛ تشويه الحياة الإنسانية !

وفي الحديث : أنزلوا الناسَ منازلَهم !

لكن ، يبقى سؤال : أكلّ ضعيف(بسائر أنواع الضعف) ، يجب أن يدور، حول كلّ قويّ ( بسائر أنواع القوّة ) ؟

هنا ، تدخل عناصر، عدّة ، منها : قدرات الأقوياء ، على استقطاب الضعفاء ، أو الهيمنة عليهم ! ومن هذه القدرات ، بالطبع ، المؤهّلات الشخصية ، والصفات الخاصّة ، لكلّ منهم! وتدخل الأخلاق ، - السلبية والإيجابية - عنصراً أساسياً ، في المعادلة ، إضافة إلى المؤهّلات والصفات المتنوّعة ، وإضافة إلى الثقافات المتباينة ، والبيئات المختلفة !

وسوم: العدد 811