من التاريخ الحقيقي..

لم يتجرأ هرقل الروم على قتل رسول رسول الله إليه، بينما فعلها عامله العربي الغساني على بصرى الشام شرحبيل بن عمرو الغساني، عندما قطع رأس رسول رسول الله الحارث بن عمير الأزدي، وكانت بعدها مؤتة.

كان العرب الغساسنة رغم إذلال الروم لهم، واغتصابهم لبلادهم بلاد الشام، في مقدمة جيوش الروم لقتال المسلمين العرب "أبناء جلدتهم" والساعين لتحريرهم، وكانوا يقاتلون مع الروم بشراسة واستماتة ليس من أجل حريتهم بل من أجل عبوديتهم..! 

وربما ظن القائد الرومي أن القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه، 

وجيش المسلمين، يحملون نفس جينات الغساسنة الذين استعبدوهم دهرا، 

عندما عرض القائد الرومي على خالد بن الوليد قبل معركة اليرموك أن يعطيه كسوة له ولجيش المسلمين، وبعض الدراهم ليعودوا من حيث أتوا، لكنه أدرك بعد جواب خالد بن الوليد رضي الله عنه، أن جينات هؤلاء الأسود لا تحمل ما يحمله عبيدهم من عرب الشام.

فهذا القائد الضرغام يرد على غطرسة الرومي ردآ خلع قلبه، وهو يتوعدهم أنهم ما جاؤوا لكسوة وطعام ، 

بل جاؤوا لشرب دمائهم..!

وكذلك فعلت قبائل العرب في العراق، إصرار كبير على القتال مع الفرس، رغم الهزائم المتلاحقة

"غير المعهودة" 

لجيش فارس الذي استعبدهم وأذلهم، 

حتى بلغ بهم الأمر، أن نكثوا العهد الذي قطعوه لخالد بن الوليد بعد أن أسرهم في إحدى المعارك التي هزم فيها أسيادهم المجوس، عاهدوه بأن لا يعودوا للقتال مع الفرس مرة أخرى إن أطلق سراحهم، لكنهم عادوا لحتفهم عندها أبرّ خالد بقسمه  فقطع 

رؤوسهم ورؤوس أسيادهم في معركة أليس

"نهر الدم" 

بعد أن سحق جيوش فارس ومن معهم من قبائل العرب.

العبرة هنا:

لو خرج خالد بن الوليد وكل صحابة جيش اليرموك رضوان الله عليهم هذا الزمان، 

لخرج أحفاد الغساسنة والمناذرة 

" ديوثي العصر" 

ليقاتلوا ضدهم في الصف الأول مع النصيرية، 

مع الروس، 

مع المجوس ، 

مع الأمريكان، 

مع البوذيين ... 

مع كل ملل الكفر في هذا الزمان متفوقين في ذلك على أجدادهم الذين لم يعتنقوا حينها الإسلام.

قبلوا أن يكونوا مرتزقة يعملون لجميع من إستعبدهم، 

ورفضوا أن يكونوا ولو لمرة واحدة مرتزقة وعبيدا لله.

وسوم: العدد 822