" الإرهاب المحلي " مصطلح جديد يفرض نفسه على لغة السياسة الأمريكية

بعد أربعة عقود من محاولة لصق الإرهاب بالإسلام والمسلمين . وحصر الوصف فيهم . حتى وصفت كل جريمة ترتكب حول العالم بأنها إرهابية إن كان مرتكبها مسلما أو من ذراري المسلمين ، وأما إن كان المرتكب كاثوليكيا أو أرثوذكسيا أو بروتستانتيا أو يهوديا أو بوذيا أو هندوسيا أو شيعيا أو نصيريا أو أوجلانيا أو يزيديا فيظل الفعل مهما اشتدت فظاعته ونكارته بعيدا عن وصف الإرهاب حتى يكون مرتكبه واحدا من ذراري المسلمين .

كان العرب الأوائل يعبرون عن فعل الإرهاب بلفظ " الفتك " وكم رأينا عمليات الفتك تنتشر أحيانا بين طلاب المدرسة الواحدة حول العالم ، وفي حواضره ، وعلى خلفيات كثيرة منها ديني ومنها عرقي ومنها مذهبي ومنها اجتماعي ومنها اقتصادي ومنها نفسي ..

ويظل القابضون على لغة السياسة حول العالم يصرون على أن الإرهاب صنعة إسلامية وهو وصف مقصور على المسلمين .

كل جرائم الحرب ، والجرائم الموصوفة أنها ضد الإنسانية ، التي ارتكبها بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد في سورية لم توصف للحظة أنها عمل إرهابي !!!

في سورية يتفق نتنياهو وترامب وتحالفه الدولي وبوتين والولي الفقيه وحسن نصر الله وبشار الأسد في "إلب " واحد ، والإلب التحالف المنصهر ، ويحملون بارودة واحدة، ويتمترسون في خندق واحد يزعمون أنه خندق الحرب على الإرهاب والإرهابيين !! .

وفي الأمس في ضاحية من ضواحي نيويورك أقدم أمريكي على اختراق بيت حاخام يهودي يحتفي مع ضيوفه بعيد من أعياد اليهود الأرثوذكس ، كان الشاب يحمل بيده ساطورا هاجم به الحضور ، فأصاب خمسة منهم بجروح ..!!!

وهنا كانت المشكلة المعضلة التي جعلت الموازين والمعايير تضطرب . فالمرتكب الجاني في هذه الحالة ليس مسلما ، ولكن الضحية هو يهودي سامي نبيل ؛ وتحت ضغط الواقعة أضافت لغة السياسة الأمريكية إلى مصطلحاتها مصطلحا جديدا هو " الإرهاب المحلي" ستسمعونه من الآن فصاعدا كثيرا في وسائل الإعلام .

بالنسبة إلينا نحن المسلمين ندين الإرهاب والقتل بالمطلق . ندينه بلا هوية ، ندين الذين يستهدفون الناس على هوياتهم الدينية كما يفعل معنا في هذا الزمان الكثير من أدعياء الحضارة والإنسانية والعلمانية ..

ندين الثقافات التميزية والسياسات العنصرية سواء وقعت في الهولكست النازي أو الهولكست الأسدي وسواء كان منفذها هتلر أو فلاديمير بوتين أو الولي الفقيه أو بشار الأسد ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 857