إذا غاب الجسدُ الإيماني ، والمجتمعُ / السفينة .. فلكلٍّ جسدُه وسُفُنُه !

حديثُ الجَسد الواحد :

قال رسول الله : مَثلُ المؤمنين ، في توادّهم وتَراحُمهم وتَعاطفهم ، كالجَسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ ، تَداعى له سائرُ الجسد بالحمّى والسهَر !

حديثُ السفينة :

قال رسول الله : مَثلُ القائم على حدود الله ، والواقع فيها ، كمَثل قوم ، استَهَموا على سفينة ، فأصاب بعضُهم أعلاها ، وبعضُهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها ، إذا استقَوا من الماء ، مرّوا على مَن فوقهم ، فقالوا : لو أنّا خرَقْنا في نصيبينا ، خرقاً ، ولم نُؤذ ، مَن فوقَنا ! فإن يتركوهم ، وما أرادوا ، هلكوا جميعاً ، وإن أخَذوا على أيديهم ، نجَوا ونجوا جميعاً ! رواه البخاري.

في فوضى الحكم ، وسقوط الدولة ، وتمزّق المجتمع .. لاحديثَ عن الجسد الواحد، أو السفينة الواحدة ، بل ؛ لكلٍّ جسدُه (مجتمعه) ، وسفنُه (مجتمعاته ) !

إذا وُجد الجسد الإيماني ، ولو كان صغيراً ، انطبقَ عليه الحديثُ الشريف : (مَثلُ المؤمنين ..) .. فهو الجسدُ والسفينة !

وإذا غاب الجسد الإيماني ، فثمّة سفنٌ ، عدّة : الأسرة ، والقبيلة ، والحزب ، والنادي ، والمؤسّسة ، و..! وكلٌّ مأمورٌ ، بالمحافظة على السفن ، التي هو فيها ! وقد يَحرص المرء ، على سفينة ، أكثر من حرصه ، على غيرها ، وهذا من طبائع الأشياء ؛ فالأسرة تأتي في مقدّمة الأولويات ، التي يهتمّ بها الفرد ؛ فهي أهمّ من القبيلة ، وأهمّ من المؤسّسة ، ومن النادي .. وهكذا !

أمّا ماله صلة ، بمسألة الإيمان والكفر، فيُنظر فيه ، إلى القواعد الإيمانية ، التي تضبطه ؛ فالمؤمن ، ولو كان بعيداً ، أهمّ من الكافر، ولو كان قريباً !

وضوابط التفضيل ، في الاهتمامات ، تحكمها عناصر متنوّعة ، حسب البيئات والقوانين والأعراف  .. وتأتي العقيدة ومقتضياتها ، في المقدّمة !

وسوم: العدد 863