إنها السفالة والحقارة والانحطاط

كنت فهمان من كل الدنيا شي واحد  بس  واليوم بعد مرور سنين اكتشفت انو هالشي الواحد كمان طلع غلط .

ماكرون على خطأ والجريدة التي تنشر هكذا صور مسيئة هي جريدة تعاني من ازمة اخلاقية .

قتل المدرس الفرنسي جريمة بشعة لا مبرر لها سوى الوحشية المسماة بالارهاب .

الحالتان هاتان لا علافة لهما بحرية التعبير .

حين نفّذ بريفيك المتطرّف النرويجي هجومي اوسلو وجزيرة اوتويا مما اودى بحياة ٧٧ مدني واصابة اكثر من اربعمائة لم تنشر اية صحيفة رسومآ مسيئة لأحد فالموضوع كان ارهاب فقط .

طيلة عقود ومسلمي بورما من كبار و اطفال  يحرقون احياء يدفنون احياء يتعرضون لبتر الاعضاء في الساحات ولم تنشر اي صحيفة عربية او مسلمة اية رسوم مسيئة للمسيح .

مسلمي البوسنة والهرسك تعرضوا لابشع المجازر منها انتزاع الجنين من رحم امه وهي على قيد الحياة إلى الدفن وهم احياء في مقابر جماعية ولم تنشر اية صحيفة عربية او لها خلفيات اسلامية رسومآ مسيئة للمسيح او المسيحية .

عقود من الزمن ومسلمو الايغور يقتلون ويساقون إلى معسكرات الاعتقال والأختفاء  وأشارت تقاير  أن "السلطات تعين موظفين صينين في منازل النساء الإيغوريات ، مؤكدة أن "الأيغور يتعرضون لإبادة وسياسات صهر قومي لا مثيل لها في العالم".

  ولم تنشر صحيفة اية صور مسيئة للبوذية او بوذا

في العام ٢٠١٤، ارتفعت حدة عنف ميليشيات مسيحية تدعى "أنتي بالاكا" ضد المسلمين، وتصاعدت بشكل مأسوي حينما هاجمت القوات المسيحية ضواحي المسلمين في العاصمة بانغي. وكشف تقرير للجنة الأمم المتحدة، عن ارتكاب أنتي بالاكا "تطهيراً إثنياً" في المناطق التي يعيش فيها المسلمون، إذ قتلت الجماعة عن عمد مسلمين بسبب هويتهم، وخيروا بين  الموت ومغادرة البلاد.

ولم تنشر صحيفة عربية او ذو خلفية اسلامية رسومآ مسيئة للمسيحية .

طيلة عقود ويقتل المسلمين في شتى انحاء العالم نتيجة لحوادث فردية من السكان الاصليين والنساء المحجّبات يتعرضن لنظرات الإذراء والتحرش اللفظي ولم تنشر صحيفة عربية او مسلمة رسومآ مسيئة والأهم من هذا كله اننا كافراد لم ننشر شيئآ وهذا إن دلّ فهو يدل على التفاوت الكبير في الأخلاق بيننا وبينهم .

لست بصدد الدفاع عن الرسول ( ص) فهو لا يحتاج لمدافعين عنه ولكن ان تقوم جهة ما بالإساءة لنبي  آمنت به امة تجاوز تعدادها المليار فهذه قلة ادب وتصرف يدل على حقد مسيّس تجاه امة وثقافة كاملتين .

واسوا ما في الامر ان تتعرض بالإساءة لشخص ليس على قيد الحياة فهذه وضاعة لا مثيل لها ، فبالرغم من موقفي من صدام حسين الذي ارتكب نظامه ابشع المجازر بحق شعبه وبحق الكرد إلّا انني لم احبذ اعدامه في ايام العيد وفي بلد مسلم والامر الثاني طالما انه ميّت فانا لا اعطي لنفسي الحق بالإساءة له .

الذي قصف هيروشيما وناغازاكي لم يكن مسلمآ

الذي قتل ستون مليون انسان في الحرب العالمية لم يكن مسلمآ

الذي جلب الافارقة من الكونغو وعرضهم في حديقة حيوان للأنسان في بروكسل لم يكن مسلمآ

الذي اباد اليهود في المحرقة لم يكن مسلمآ

وإذا اردت ان تقول الفتوحات الاسلامية فسأجيبك بتاريخ طويل من الاحتلالات الفرنسية والبريطانية والايطالية والامريكية والهولندية والبلجيكية لثلثي الكرة الأرضية .

بعد قرون  اربعة وصل الجنرال غورو دمشق وركل بقدمه شاهدة قبر صلاح الدين قائلآ له ...

_ قم يا صلاح الدين هاقد وصلنا دمشق .

لم ينشر احد إلى الآن رسومآ مسيئة له ولم يكن تصرفآ فرديآ .

لست هنا بصدد الدفاع عن الاسلام فله اناسه لكنني هنا لاقول رأيي الشخصي فقط بان جزء كبير من ثقافة الغرب تفتقد إلى الأخلاق وهذه ازمة عليهم الأعتراف بها

الإساءة لرسول امة وهو ميّت ليست حرية تعبير

إنها سفالة وحقارة وانحطاط لا مبرر له .

وسوم: العدد 901