المؤامرة العالمية على حضارتنا العربية الاسلامية

أعزائي القراء.. 

يمكن تمثيل حضارات الأمم بخط بياني ، هذا الخط يرتفع ليصل الى مايسمى بالنهاية العظمى ثم يبدأ بالانحدار من جديد .

معظم  حضارات الأمم سارت وفق هذا الخط البياني ، بما فيها الحضارة العربية ، ولكن هناك عوامل سلبية اذا زالت تكرر ارتفاع الخط البياني  من جديد ليرسم نهاية عظمى ثانية وثالثة وهكذا .

الامة العربية مؤهلة لبناء نهاية عظمى ثانية ولكن الذي يعيق وصول خطها البياني لهذه النهاية  عامل داخلي متمثل بسياسة حكام العرب وعامل خارجي متآمر والعاملان مرتبطان ببعضهما ، حيث يعود سبب بقاءنا  في النهاية الصغرى هم حكامنا .

هؤلاء الحكام لايهمهم العودة لبناء الحضارة العربية حتى نكون محترمين بين الأمم ، فهمهم الاكبر البقاء على كرسي الحكم وكلما امعنوا بتخريب القيم العربية والاسلامية ، كلما شعروا بامتداد حكمهم لفترات اطول .

فعندما يصبح في سوريا  المفتي رئيسا ً للجنة اختيار ملكات الجمال النصف عاريات ويصفق الجمهور له لذوقه الرفيع .

وعندما  يصبح السيسي  على لسان مشايخ سلطان مصر مبعوثا الهياً.

وعندما يقيم خادم الحرمين الشريفين مسارح اللهو والطرب قرب الحرم بينما لفتيكان المسيحية قدسيته عند مريديه .

وعندما يستخدم المنشار لقطع السنة المطالبين   بالحرية .

وعندما يتهافت حكام العرب على الاعتراف بالصهاينة .

وعندما يعتبر نظام الاسد ان عودة الفتاة الى بيت ابيها وامها  الساعة الثالثة صباحاً  هي قمة الحضارة .

وعندما يصبح الجاهل المزور لشهادته بعلم النظام استاذاً جامعياّ.

 وعندما تصبح افرعة المخابرات مراكز لتوزيع الأعمال شراكة مع الفاسدين .

وعندما يصبح جيش الوطن عدو لابناء الوطن. وعندما تصبح كلية الشريعة حكراً لتخريج رجال المخابرات لتخدع الشعب بهم .

وعندما يروج لكل من يطالب بحريته واسترداد كرامته  من انه ارهابي.

وعندما يخرج امام الجامع الاموي العلم الروسي من جيبه كالساحر  وهو على منبر رسول الله  ليقول: سر يا بوتين ونحن من ورائك.

 وعندما  يصنعون لنا  اكثر من ١٥٠ قناة فضائية معظمها تنشر الفجور  بدعم من بعض حكام العرب .

وعندما تصبح مذيعات اقنية الفضاء العربية عارضات ازياء يخلطون كلامهم العامي بالانجليزي للدلالة على ثقافتهم الاجنبية .

فبالله عليكم كيف لا يتجرأ بعدها ماكرون وغير ماكرون على العرب والمسلمين وكيف لا تتجرأ صحف ماكرون  بالاستهزاء على رسول الانسانية، وكيف بعدها سننهض لنقفز للنهاية العظمى الثانية .

في اعوام الثمانينات كنت احد المهندسين المشرفين على بناء مشروع جامعة الامام في الرياض ، اوفدتني ادارة المشروع مع مهندس سعودي للكشف على تصنيع ثاني اكبر  مبرد للماء في العالم بعد مبرد مطار طوكيو  من اجل استخدامه في تكييف مباني الجامعة ويسمى    

Chiller 

استطاعة الجيلر الواحد  ٦٥٠٠ طون تبريد  عددها ٦  يعني مقاربة تعادل الاستطاعة الاجمالية للتبريد  بحدود  ٤٠٠٠٠ جهاز تكييف طراز شبابيك.

مهمة الجيلر نقل المياه المبردة  من محطة التكييف المركزية الى كافة مباني الجامعة عبر مواسير معزولة اقطارها من ٩٠سم الى ٣٥ سم بدرجة حرارة ٥ مئوية .

المهم.. 

كان احد المهندسين الذين استقبلونا بالمصنع في مدينة يورك مهندس ارمني كان مقيم في سوريا وحضر الى امريكا وهو طفل . هذا المهندس كان يخاطبنا باللغة العربية الفصحى  ولايقبل  الحديث باللهجة العامية . دعانا الرجل الى بيته مساءاً   واستقبلتنا عائلته استقبالاً رائعا على مائدة العشاء ثم انتقل بعد ذلك الحديث عن الامة العربية وحضارتها ، واطلعني على مكتبته الرائعة التي تحوي امهات الكتب العربية من النحو الى التاريخ الى الطب الى الرياضيات الى الكيمياء  .. 

الحقيقة بهرني الرجل .

قال لي : لست عربياً ولكني اعتز بالثقافة العربية فلقد ساهمت بجدارة في بناء العالم ، عندما كان هذا العالم  يغط في جاهليته  

اعزائي القراء 

في تلك الايام لم تكن هجمة الارهاب مصنعة ضدنا  فالكل كان يريد رضى العرب والمسلمين للقضاء على السوفييت.

اليوم تغير كل شيء الحاكم العربي يستورد مشروع الارهاب الغربي والصهيوني ويبدأ بتطبيقه على الشعوب  لتحطيمها وكسر ارادتها، فكيف لاتستقر بعد ذلك  حضارتنا العربية عند النهاية الصغرى من الخط البياني؟ .

الثورة السورية ليست ثورة لانتزاع حكم من اجرم نظام بالتاريخ فحسب  ، انها ثورة اخلاق ومباديء وقيم وتاريخ وحرية وكرامة وعلم ، فمتى يفهم كافة السوريين هدف هذه الثورة والتوحد خلف مبادئها حتى نعيد الاحترام لنا ونبدا بتغيير اتجاه الخط البياني الى الأعلى من جديد ؟

وسوم: العدد 901