حروب الظل الأمريكية والصهيونية في منطقة الشرق الأوسط

بعد مقتل مجرم الحرب قاسم سليماني بأسلوب حروب الظل الأمريكية، ومقتل مجرم الحرب العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده مؤخراً بأسلوب حروب الظل الصهيونية، يحبس العالم أنفاسه منتظراً الرد المزلزل الذي ستنفذه إيران ضد الكيان الصهيوني.

الولايات المتحدة وحروب الظل

لقد لجأت السلطات الأمريكية إلى حروب الظل السرية بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر وهي نوع جديد من الحروب لمواجهة ما تصفه بالتطرف الإسلامي. فإلى جانب حربها في أفغانستان والعراق، خاضت حرباً ثالثة خفية، حدثت في الظل وعن بُعد، وفي أقاصي العالم.

وبدلاً من الحروب التي تكلف الكثير من المال والأرواح، اعتمدت الإدارة الأميركية هذه الحروب الجديدة التي ادعت أنها نظيفة وغير مكلفة وموضعية، بحيث تمكنت من القضاء على أعدائها عن بُعد بطائرات من دون طيار وبعمليات خاصة.

"حروب الظل" هي أيضاً قصة تنافس حادٍ بين مؤسسات أميركية عملاقة ثلاث: الـ"سي.آي.إيه" و"البنتاغون" و"البيت الأبيض".

الدولة العبرية وحروب الظل

حروب الظل، أو حملات المنطقة الرمادية، كلها استراتيجيات تتبعها الدولة العبرية في مواجهة إيران في دول الشرق الأوسط، بحيث تحقق أهدافها السياسية والعسكرية المنشودة من دون التصعيد مع طهران.

وظهر تقرير صدر عن مركز أبحاث "الأمن الأميركي الجديد" والذي مقره واشنطن، يوصي الإدارة الأميركية باتباع هذه الاستراتيجيات في التصدي لإيران في الشرق الأوسط، والاعتماد بشكل كبير على النموذج الصهيوني في ذلك، وفق ما نشرت صحيفة واشنطن بوست.

ويشير التقرير إلى أنه لطالما نفذ الكيان الصهيوني حملات وهجمات عسكرية استهدفت فيها شبكة عملاء ومصالح طهران في الشرق الأوسط، ولكنها كانت تبقي نفسها تحت الرادار من دون أي تصعيد مع إيران، إذ أجرى الكيان الصهيوني خلال السنوات القليلة الماضية 200 غارة جوية على أهداف تابعة لإيران في سورية ولكنها لم تدخل في مواجهة لا مع النظام في سورية ولا مع إيران.

العمليات الحربية الصهيونية داخل الأراضي السورية ورد الأسد عليها

العالم كله يعرف أن الكيان الصهيوني يُغير على سورية منذ عام 2012 وقام؛ كما قال رئيس هيئة الأركان الصهيوني المتقاعد "غادي إزيكنوت" بداية هذا العام: "إن الكيان الصهيوني شن آلاف الغارات ضد ميليشيات إيرانية وضد أهداف لحزب اللات في سورية، ولم تعلن مسؤوليتها عنها في العادة.

في ذلك الوقت قال البعض إن تصريحات إزيكنوت هي محاولة لإظهار سجله العسكري وانتصاره على رجل إيران في الشرق الأوسط “رجل الظل” مجرم الحرب الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والذي قتلته أمريكا في عملية محكمة في مطار بغداد في عملية من عمليات حروب الظل التي تتبعها، والفرق بين حديث مسؤول عسكري وآخر سياسي مرتبط بحسابات الأخير، فعندما يعلن نتنياهو مهددا إيران أنها ليست محصنة وأن إسرائيل ستضربها في أي مكان وأي وقت، نفهم أن هناك رسائل سياسية من وراء ذلك. وعندما يسخر من حسن نصر اللات، ويدعوه للتأني في تهديداته وأن الكيان الصهيوني قادر على رد الصاع صاعين له ولحزبه، نعرف أنه لا يتوقع ردا من حزب اللات وأنه سيبتلع الضربة تماما كما ابتلع اغتيال قائده العسكري عماد مغنية في عام 2008 بدمشق وعشرات الكوادر في سورية، أما بالنسبة لقادة الميليشيات العراقية الذين هددوا إسرائيل، فإسرائيل تعرف أنهم بعيدون عنها حتى يهددونها بعمليات انتقامية. تماما كما يهتف عناصر الحوثيين وهم يطلقون صواريخهم على العمق السعودي “الله أكبر الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل والنصر للإسلام”. ولم ترد سورية بشار الأسد على أي من الغارات التي وصلت في الفترة ما بين 2017-2018 إلى ما يزيد عن 200 غارة، كل هذا رغم أن نظام دمشق ردد اللازمة المعروفة أنه "يحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين" ولم يأت هذا الزمان حتى اليوم.

المصدر

*فور ريد-كتاب "حروب الظل"-2013

*مكتبة الحرية-11/9/2018

*القدس العربي-2/11/2020

*الحرة-14/4/2020  

وسوم: العدد 906