أسوأ محامين ، لأعدل قضيّة !

من هؤلاء ؟ إنهم العرب ، ويُقصد بهم المسلمون ! 

قالت المفكّرة الأوربية ، زيغريد هونكة ، مؤلفة كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب) :  إن العرب أسوأ محامين ، لأعدل قضية ! 

نحسبها جادّة في هذا ، وهي تتكلم من بعيد .. وتتكلم بصورة عامّة .. وتتحدّث عن العرب، بشكل عامّ !  

لكن  ، لو دخلت في التفصيلات ، التي يعيشها أبناء الأمّة ، لوجدت العجب العجاب ! وهذا بعض ممّا تجد : 

     تجد عرباّ ، أعداء لقضيتهم العادلة ، ويعادونها ، جهاراً نهاراً ، ويتأمرون عليها ، مع الأعداء ، صباحَ مساءَ ؛ بل يشكّلون ، لأعداء القضية ، طابوراً خامسا ؛ بل يشكّل بعضهم طابوراً أوّل ، في مواقع مختلفة ، من مراكز القوّة السياسية والعسكرية ، وغيرها ! 

     وتجد أشخاصاً يسمّون أنفسهم : مفكّرين ، ومنظرين ، وباحثين .. يبتكرون قضايا ، مخالفة للقضية الأساسية ، بل مناقضة لها ، بل معادية لها .. ويدندنون حول هذه القضايا ، ويسوّدون حولها الصفحات ، في : الكتب والمجلاّت ، وفي أنواع الإعلام ، المسموعة والمقروءة والمشاهدة .. من أجهزة إذاعية وتلفزيونية ، وغيرها .. وتنفخ فيهم أجهزة الدول المعادية ، من : استخباراتية وسياسية وإعلامية .. حتى يرى أحدهم ، أنه صار علماً في رأسه نار، وصار المجلّي في السباق الفكري ، الذي لا يُشق له غبار! ولدى تمحيض ما يكتبه هؤلاء ، ويسوّدون به الصفحات ، يجد العاقل لغواً فارغاً ، وثرثرة لا طائل منها ! وميزتها الأساسية ، هي : معاداة الأمّة ، والكيد لها ، وانتقاص القيَم التي تؤمن بها 1  

   وتجد منافقين متلوّنين ، يتظاهرون بأنهم من أبناء الأمّة ، الحريصين عليها .. وهم يطعنونها بالخناجر! فهم ، كما يقول عنهم المثل الدارج ، في بعض البيئات : يُغيرون مع الذئاب ، ويهربون مع الحملان ! 

  وتجد أغبياء ومغفّلين وحمقى .. يتبعون كلّ ناعق ، فيعجبون بهذا المفكّر، ويصفقون لذلك المنظّر،  دون أن يكون لأيّ منهم ، موقف مستقلّ ، مبنيّ على رأي ناضج ! 

  وتجد وتجد .. والحمد لله ؛ على أنها لم تعرف التفصيلات ، ولم تحاول الدخول فيها ! 

وسوم: العدد 906