طابور الثرثارين

 سئل قائد الجيش  : كيف تفكّر باحتلال المدينة ، بأربعة طوابير؟ فأجاب : لدينا طابور خامس ، من أبناء البلاد ، متعاون معنا ! 

وقد دأبت الجيوش ، على تفتيش رسائل العسكر، لمعرفة سقط الكلام ، الذي يرد في الرسائل ، ويحوي أسراراً لاترغب الجيوش بانتشارها ؛ كيلا يطلع عليها العدوّ ؛ لاسيما في أوقات الحروب ! 

وإذا كان جيش الخونة ، يشكّل طابوراً خامساً ، يعوّل عليه الأعداء ؛ فإن ثمّة طوابير أخرى ، ينتفع بها الأعداء ، بصورة مباشرة ، أو غير مباشرة ؛ سواء أكان عناصر هذه الطوابير، مجرّد مغفّلين ، يستغلّ العدوّ غفلتهم ، أم كان لديهم بعض  النباهة ! 

ومن طوابير العدوّ، طابور الثرثارين ، وهؤلاء كثر، وهم أصناف ، منهم : 

 الثرثار المتعالم : الذي يتحدّث في أشياء كثيرة ، ليرى الناس أنه عالم ، أو عارف ببواطن الأمور ! 

الثرثار الذي يضيع وقته ووقت الآخرين ، بلا هدف ، سوى ملء الفراغ ، الذي يحسّ به، ولا يرى لديه ما يملأ وقته ، بشيء ينفعه ، أو ينفع غيره ! 

الثرثار الذي يقول رأياً ما ، في مناسبة ما ، وهو لايعرف بالضبط ، مايريد ، أو مايريد الأخرون ، المجتمعون على صناعة الرأي ! 

الثرثار الذي يعارض كلّ رأي يسمعه ، ويمنع الناس من الاتفاق على رأي ما ، ينقذهم من بلاء أحاط بهم ! 

والكلام ، كله ، هنا ، عن الثرثارين حسني النيّة ! أمّا الثرثارون المرتبطون بالعدوّ، فالحديث عنهم مختلف ؛ سواء أكان أحدهم موالياً للعدوّ حقيقة ، أم كان مستأجَراً لمهمة تعطيل الأراء ، عن الاتفاق على رأي ما ! 

وسوم: العدد 916