مسئوليتنا الوطنية .. ومفهومنا الوطني

وهذه قضية لن أطيل فيها حرصا على قراءة كل كلمة مما أكتب فيها .

وأزعم أن عنوان الوطنية تم استلابه ، وتخصيصه للتعبير فقط عن اندماج المصالح الفئوية تحت عنوان عام هو " الوطنية " وهذا استلاب قاصر وليس خاطئا ..

والوطنية في راهن الواقع السوري، وكما هي اليوم تعني بالدرجة الأولى أن نشمل باهتمامنا كل من يقيم على الأرض السورية ، وما يجري على الأرض السورية من حدث . من البلاهة بمكان أن نسمع بعض الناس يتنازلون لبشار الأسد عن سكان الحواضر والأرياف .. السوريون المقيمون في درعا دمشق وحمص وحماة وحلب واللاذقية .. ليسوا من جمهور بشار الأسد وليسوا من الموالين لشخصه ولا لنظامه ..

صحيح أن المعارضة مجالسها وقواها ، لا تملك ترف أن تمد مشروعاتها إلى كل الأرض السورية .. إلا أنها لن تعجز لو أرادات أن تكون اللسان المعبر عن مصالح كل السوريين ...

ومن حق أن نقول إن بعض قوى المعارضة الحقيقية تملك امتداداتها البشرية والفكرية والسياسية على كل الأرض السورية ... وعلى هذه القوى أن تدرك أن ما كان بعد 15/ 3/ 2011 ليس كل الذي قبله.

ومن حق أن نقول إن على قوى المعارضة أجمع أن تشمل في خطابها الدفاع عن كل سوري مستضعف مظلوم .. وأن تحمل قضايا الوطن على كل صعيد!!

إن فرز الناس حسب مكان إقامتهم خطأ استراتيجي كبير . وإن محاسبة الناس لأنهم لم يغادروا بيوتهم إلى المجهول هو خطأ أكبر . والذي يفعلون ذلك يتبرعون لبشار الأسد بقواعد بشرية من ملايين السوريين لو اطمئن إليها لرقص فرحا بها هو وشركاؤه من الروس والإيرانيين ..

إن الانخفاض المستمر في سعر صرف الليرة السورية، والغلاء الذي أثقل كاهل كل المواطنين ، والقوانين المجحفة بحق الناس أجمعين، والانهيار العام الذي يصيب مفاصل ما كان يسمى الدولة السورية ... كل ذلك يجب أن يكون في صلب اهتمام قيادات الثوار والمعارضين .. ولن يتجانس مع بشار الأسد من السوريين غير المتناجسين...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 916