فنّ التعامل السياسي : هو من أعقد الفنون وأرقاها ، وهو داخل في سائر أنشطة التعامل مع البشر!

قال تعالى ، مخاطباً نبيّه :  

(فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظ القلب لانفضّوا مِن حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر). 

جمعُ الناس واستقطابهم ، حول إنسان ما ، عمل غير سهل ، ويحتاج إلى حكمة وحِلم ! وعمادُه الخلق الحسن .. وهذا يحتاجه العاقل ، في سائر أنشطته ، بما في ذلك تربية أبنائه، من خلال معرفته : بأمزجتهم وطباعهم ، وعقولهم وميولهم ..!  

نماذج :  

إسلام كثير من الناس ، من خلال التعامل الإنساني النبيل ، الذي مارسه بعض تجّار المسلمين ، مع الشعوب الأخرى !  

فتحُ مدينة سمرقند ، التي أقتحمها المسلمون ، بعد إعطاء أهلها وعداً بعدم اقتحامها .. ثمّ انسحابُهم منها ، بعد أن احتجّ أهلها للخليفة .. ثمّ إسلام أهل المدينة ، بعد رؤيتهم التعاملَ النبيل ، الذي مارسه معهم المسلمون ! 

طبيبان : أحدهما بارع في كسب قلوب مرضاه .. يَكثر عنده المرضى ، ويَسعدون بتعامله وحسن خلقه معهم ، ولو رشّح نفسَه ، لأيّ عمل سياسي ، لاختاره الناس ! والأخر جافٌّ في معاملة الناس ، لايزوره أحد ، فهو قاعد في عيادته بلا عمل ! 

التداهي في استقطاب الناس ، وإطلاق الوعود لهم ، لكسب مرحلة سياسية .. ثمّ التنصّل من الوعود ، بعد تحقيق الهدف منها .. هذا كله ، يُفقد المرء ثقة الناس ، ثمّ لاينتخبه أحد ، في مرّات قادمة ! 

وسوم: العدد 917