في بيتنا جيش الصمود..

اعزائي القراء

كانت عادتنا نحن الاخوة ان نجتمع  في بيت الوالدة  والكائن امام مؤسسة النقل العام قرب جسر القطار مساءاً قبل  مغادرة اعمالنا والانصراف الى بيوتنا .

في احدى امسيات عام ١٩٨٠ وفجأة  سمعنا هدير الدبابات يقترب منا ، نظرنا من فتحات الشبابيك (الابجورات) فاذا هي دبابات الصمود تقف امام البناية ، ثم ينتشر جيش التصدي  حول البناء   ويصاب الجميع بالرعب تعوذنا من الشيطان الرجيم وقلنا انها النهاية وكادت نوبة الربو  ان تقضي على الوالدة رحمها الله، .

البناية مؤلفة  من ست طوابق تحوي اثنا عشر بيتاً ، وكل بيت ولاشك هو هدف لهم ولكن يبدو اننا اول الاهداف ، فكنا نشكل صيداً ثميناً لهم مؤلف من ٦ اخوة مجتمعين في مكان واحد ،استغرقت عملية الحصار حوالي  نصف ساعة ، ثم فجاة انسحبوا دون اي اجراء غادرت البيت بعد ان اخذت تكسي وطلبت منه ان انزل قبل بيتي بعشر دقائق خشية ان يكون سائق التكسي مخبر فيزود معلمه بعنواني   فقد افسدوا الكثير من البشر يتجسسون  على القاصي والداني وخاصة اني غادرت البيت بعد منتصف الليل .

لم نعرف القصد من هذه الغارة على الفور الا اننا اعلمنا لاحقاً من جهة لها صلات  انها  كانت  رسالة مفادها غادروا البلد والا فان اقامتكم ستكون عندنا! . كيف اهتدوا الى وجود الاخوة الستة عند الوالدة؟  فهذا امره بسيط  كما علمنا لاحقا من صديق يعمل في مؤسسة النقل حيث زرعوا  حارسا في زاوية مؤسسة  النقل مهمته الظاهرة حراسة المؤسسة بينما مهمته الرئيسية  هي التجسس نصبت له ( الكولبا )في الزاوية المطلة على البيت حيث غرفة الجلوس مفتوحة نافذتها صيفا ، والرجل  يرصد اي  رأس يتحرك امامه رغم ان بيت الوالدة بالطابق الثاني . نجحت الغارة فتركنا اعمالنا جميعاً وغادرنا سوريا واحدا ً بعد الاخر الا ان الاخ غسان اقام عندهم ثلاثة عشر عاماً  في الشيخ حسن ثم بالقلعة ثم بصيدنايا  .

هذه هي مهمة جيش الاسد .

لقد ترك الحدود وجرى يبحث  عن الناجحين من ابناء البلد .

فسلمت روسيا وقبلها السوفييت الاسد الاول ٤٠٠٠ دبابة تفوقت عدداً حتى على عدد دبابات تركيا  وسلموه اكثر من ٥٠٠ طائرة تفوقت عدداً حتى على طائرات اسرائيل عدا عن اسلحة محرمة  اخرى ، كل هذه الاسلحة كان مجال عملها شوارعنا  وكل اهدافها  التدرب على تصيد رؤوسنا ورؤوس اطفالنا . دبابات تمر امام بيوتنا وهي تسحب وراءها بالسلاسل شباب كالورود وقد فقدوا حياتهم وانسلخت جلودهم يمرون امامنا فاصيب الكثير منا وخاصة النساء بصدمات نفسية ففقدت حبوب تهدئة الاعصاب من الصيدليات ، حتى الكثير من الزوجات فقدن حملهن خوفاً ورعباً.

جيش الصمود  ان لم يجد ما يفترسه ينقلب على نفسه . فانقلب على نفسه 

في عام ١٩٦٣ وفي عام ١٩٦٦ وفي عام ١٩٧٠ وبعد ان تنتهي مهمة الانقلاب يعاود زيارة شوارعنا وبيوتنا.

جيش الصمود ترك كل الحدود ونقل حدوده الى شمال سوريا ووسطها وشرقها وغربها وجنوبها  يفتش عن بيت مازال قائماً  لتكتسحه مدافعه وتسويه بالتراب .

جيش الصمود نصب حواجزه على طرقاتنا ووضعوا بجانبها صندوقا لايغادروا مكانهم الا والصندوق قد اتخم بالليرات .

جيش الصمود احترف القتل والخيانة والسرقة  وضعوا على قيادته طائفيين حفظوا مهمتهم فكانت تصيد كل من يطالب بحقوقه وحريته.

اعزائي القراء 

في عام ١٩٦١ انتجت مصر فلماً اسمه "في بيتنا رجل" قصة لاحسان عبد القدوس نال شهرة عالمية.

تذكرت هذا الفلم اليوم  وتخيلت فلماً اخر نافسه وسميته  فلم " في بيتنا عسكر  الصمود" من قصة لبهرزي ١ وبهرزي ٢

لقد ان الاوان لنحول هذا الفلم الى 

"في بيتنا  ياسمين" .

واجبنا ان نتحد فاتحادنا قوة

اتحدوا وانتصروا .

وسوم: العدد 918