متى تضلّ الخِراف ؟ وهل ينطبق وصف الخراف الضالّة ، اليوم ، على أحد ؟

روي عن المسيح ، عليه السلام ، أنه وصف اليهود ، بأنهم خراف إسرائيل الضالّة ! 

فمتى تضلّ الخراف ؟ وكيف تضلّ ؟ 

لقد وصف الله ، عزّ وجلّ ، المنحرفين عن هديه ، بأنهم ضالّون ، وبأنهم تفرّقوا من بعد ماجاءهم العلم ، بغياً بينهم ؛ إذ انشغلت كلّ فرقة منهم ، بفهمها الخاصّ للهدي الرباني ، الذي أنزله الله على نبيّه ! ثمّ شكّلت لنفسها ، مذهباً خاصّاً بها ، على ضوء فهمها ، أو فهم فريق منها ، عمّمه على أتباعه ، الذين استطاع إقناعهم ، ومن ثمّ الهيمنة عليهم ! وصارت الملّة الواحدة مِللاً متعدّدة ..! وأكثر هذه الملل تدّعي الهدى والصلاح ، كما تدّعي أنها على المنهج الربّاني ، الذي أنزله الله على رسوله ! 

وتختلف المناهج : فاليهود كانوا ، في شَرذمتهم واختلافهم ، يتبعون أحبارهم ، الذين يفسّرون لهم الدين ، كما توحي لهم عقولهم ، ومصالحهم الشخصية ! بل كانوا يحرّفون كلام الله ، ليناسب أهواءهم .. بل كانوا يقتلون الأنبياء ، أو يحرّضون على قتلهم، إذا جاء الأنبياء ، بغيرما يرى هؤلاء الأحبار!  

وفي الحديث الشريف ، وهو حديث قدسي ، كما يروي أهل العلم : 

افترقت اليهود، على إحدى وسبعين فرقة.. وافترقت النصارى ،على اثنتين وسبعين فرقة.. وستفترق هذه الأمّة ، على ثلاث وسيعين فرقة ، كلّها في النار، إلاّ واحدة ! قيل : من هي يارسول الله ؟ قال : مَن كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي . وفي بعض الروايات ، هي الجماعة ! رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.. والحاكم ، وقال: صحيح على شرط مسلم. 

والسؤال ، الآن : هل ينطبق وصف الخراف الضالّة ، اليوم ، على أحد ؟  

وسوم: العدد 918