في خلط سياقات الكلام ... والخطاب الديني ليس مدخلا للتمييع

درس عمري ..

في الرواية عن عمر رضي الله عنه، أنه سأل الناس عن أمر من أمورهم ، فأجابوا : الله ورسوله أعلم ؛ فرد عليهم عمر  : خبنا وخسرنا إن لم يكن الله رسوله أعلم ، وإنما أسألكم أنتم ...

وهكذا يسير بِنَا بعض الناس في لحظات الضيق والحرج، فيبهتونك وأنت بمختبر عضوي أو عقلي، تحلل الأسباب وتستنبط الدروس والعبر ، وتبحث عن مناط المسئوليات ...

فيقطع عليك أحدهم الطريق بقوله : أمر الله ، قدر الله ، ضعف إيمان ، غلبة معاصي ...

كل هذه الأسباب مقررة ومقدرة ولعل منها أن يقال لقائلها : وكان الإنسان أكثر جدلا ..

نحن نسلم أن التوكل في أمرنا أصل ، ولكننا نناقش في أمر العقل أو العقال

هل : عقلنا أو لم نعقل ؟؟

وليتنا نعقل!!!

أبواب التهرب من المسئولية في إحالة الخلل

على الله " حكم القدر " أو " مكتوب على الجبين "

أو على الشيطان " لعنة الله على الشيطان الرجيم " تذكرون حكاية من قال له الشيطان : لو فكرت خمسين سنة لما اهتديت لطريقة أفعل بها ما فعلت!!

وفِي سياقات أخرى على المؤامرة والاستعمار .

ما نحن فيه من معاناة وخذلان سببه أشخاص بأسمائهم وأعيانهم . وحظ كل واحد منهم من المسئولية حظه من المسئولية . وأجمل قاعدة من قواعد الفقهاء : الغرم بالغنم .

ولو كنّا اليوم منتصرين كنّا سنسمع نهيج النشوة على ألسنة  من قادوا المشهد حتى الذي أمسك منهم بذيل فرس الفارس المنتصر ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 918